Pages

About me

31 Years old Egyptian Living in London since 2004 with my husband and my two daughters..Member editor for the Egyptian magazine (Kelmetna)since 1999.... Finally, I have my own space to share with my readers :) SIMPLE WORDS 4 EASY LIFE

Tuesday, April 21, 2009

لبيك اللهم لبيك

كانت آخر ذكرياتى مع العُمرة منذ حوالى سبع سنوات.. وللأسف كانت ذكريات أليمة لعدة أحداث حدثت خلال الرحلة وبعدها أيضا.. منها دخول ابن أخى الذى كان يبلغ من العمر وقتها عاما إلى المستشفى مرتين خلال عشرة أيام.. وبعدها وفاة (خالتى) التى كانت ومازلت أقرب إنسانة إلى قلبى.. ومن بعدها لم أفكر أو اشعر بالرغبة فى الذهاب مجددا.. ولكن بما ان كل شىء فى أوله صعب ومع الوقت يصير هينا بسيطا.. فقد اشتقت كثيرا إلى الذهاب مرة أخرى

فمنذ حوالى عامين وأنا ادعو الله قلبا وقالبا أن يكتب لى زيارته وزيارة رسوله صلى الله عليه وسلم.. لأنى كنت فعلا مشتاقة لهذه الزيارة وأيضا فى اشد الحاجة لها.. وبدون أى ترتيب منى أراد الله ان يكتبها لى هذا العام مع والدى ووالدتى..

اتجهنا أولا إلى المدينة المنورة.. ولأن المدينة تجمع بين خيرى الدنيا والآخرة.. والصلاة فى الحرم النبوى بألف صلاة.. فإنك تشعر بالارتياح والاطمئنان فور وصولك إليها.. وبرغم أنى كنت قد ذهبت مرتين من قبل إلا أننى شعرت انها أول زيارة لى.. بل شعرت أنها أول صلاة لى فى حياتى.. لا اعرف لماذا انتبانى هذا الإحساس.. ولكنى تغلبت عليه سريعا..

وعند أول صلاة لنا فى الحرم النبوى قالت لى والدتى إذا تذكرتِ أحدا لم يطلب منك الدعاء أو رأيته فى وجه أحد الأشخاص.. فمعنى ذلك إن الله يذكرك به حتى تدعى له.. لم أتخيل ان ذلك سيحدث معى.. ولكنه حدث بالفعل عند دخولى المسجد النبوى وقبل صلاتى.. فقد رأيت صديقة عزيزة لى فى وجه إحدى المُصليات.. ودعوت لها بالفعل حتى قبل أن أدعو لنفسى..

كنت اشتاق لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم حتى أسلم عليه.. ولأقف فى الروضة وأدعو لكل من طلب منى الدعاء له لعل وعسى أكون سببا فى استجابة دعائهم.. لأن الروضة هى من رياض الجنة وفسرت بثلاث: فى نزول الرحمة أو العبادة فيها تؤدى إلى الجنة أو بأنه ينتقل ذلك الوضع بعينه فى الآخرة إلى الجنة..

كانت زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم بمواعيد محددة بالنسبة للسيدات.. فكانت ثلاث ساعات بعد الضحى وساعة بعد صلاة الظهر وساعتين ونصف بعد صلاة العشاء وبقية الوقت مفتوحة للرجال فقط..

ولأن الزحام كان شديدا على غير المتوقع فى هذه الشهور التى عادة ما تكون هادئة.. فكان التهافت على الزيارة شديدا جدا.. والجنسيات الوافدة بالترتيب ايران، تركيا،عرب، ماليزيا..

وكانت مهمة مشرفات الحرم هى تجميع كل جنسية فى مكان استعداد للدخول وإعطاءهم درس صغير عن آداب الدخول وعن المحرمات التى قد تقع فيها بعض الزائرات.. ولكن للأسف تجد بعض الأخلاق غير اللائقة والتى لا تتناسب مع هذا المكان الشريف.. فمثلا تجد من تُزاحم لتخترق الصفوف دونا عن الجميع.. ومن تسب مسلمة أخرى بسبب أو بدون.. ومن تتلصص مثل الأطفال حتى تهرب من المشرفة لتقف فى دور غير دورها وتجدها سعيدة بنفسها إذا نجحت وهربت من المشرفة.. ومن تخرج عن شعورها وتدعو على الأخرى أن تذهب إلى الجحيم وكأنها تجلس فى بيت أبوها لا فى بيت الرسول.. وهن لا يعلمن ان الملائكة تؤمن على كلامهم وتقول لكِ مثله سواء فى الخير أو فى الشر.. ومن لا ترضى أن تفسح لأخرى فى المجلس حتى لو وجد المكان.. فهى تريد المكان لها بمفردها وتشعر ان هذا هو حقها.. والكثير من من يحببن التمسح بالأبواب والعمدان وتقبيلها.. كل هذه الأشياء لم تحدث فقط عند الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما فى مكة ايضا..

كنت اشاهد تصرفاتهم المسيئة للإسلام وأحزن.. مما يؤكد لى إنه لا فائدة فى المسلمين، لن تتغير طباعهم.. ولن نكون يدا واحدة أبدا.. لأننا لا نحب للآخرين ما نحبه لأنفسنا.. لذلك مهما تقدمنا خطوات للأمام سنرجع عشرات للخلف.. حتى فى صلاتنا نختلف.. فتجد الشيعة يجلسون فى الحرم حتى الأذان ثم يصلون بمفردهم ويتركون الحرم قبل صلاة الجماعة..

ولكن دائما ما يكون للعملة وجهان.. فمازال يوجد الخير فى قلوب الكثير ايضا.. فمثلا:

فى صلاة من الصلوات كانت تجلس سيدة كبيرة السن ثقيلة الحجم على مقعد صغير.. فوقع المقعد بها اثناء صلاتها.. لم تخرج السيدة من الصلاة فرزقها الله بفتاة تجلسها وتمسك لها المقعد حتى تنتهى من صلاتها.. كان مشهدا مؤثرا للغاية..

يوجد ايضا من يتبسمن فى وجه بعضهن البعض دون سابق معرفة.. إذا اعطت مسلمة لأخرى أى هبة ولو حتى تمرة..تدعو لها الأخرى بأجمل الدعاء.. يوجد من تتكلم معها فتعطى لك نصائح مفيدة عن تجاربها فى الحياة.. فقد حكت لى أم درس عن مدى الإيمان والثقة بالله التى لا حدود لها وإنه وحده قادر على كل شىء.. فقد كان ابنها الصغير الذى يبلغ من العمر عشر سنوات مريضا مرضا شديدا وقد اجمع الأطباء انه ميت لا محالة.. وان الشمس لن تشرق عليه..

جلست هذه السيدة فى شرفة المستشفى تصلى من السابعة مساءا حتى العاشرة صباحا تقول يــــــارب.. وعندما كشف عليه الطبيب صباحا فوجئت به يخلع منه كل المحاليل ويقول لها إنه قد شفى تماما وإنه على أتم الاستعداد للعب والذهاب إلى المدرسة مجددا دون أى خوف عليه.. لم تصدق الأم ما سمعت وارتجف كل جسدها شكرا لله على معجزته وتقبله لدعائها

قضينا فى المدينة خمس ايام وقبل رحيلنا منها بيوم صلينا فى مسجد " قباء"، فالصلاة فيه بألف صلاة فيما سواه.. ومسجد " ذو القبلتين " الذى شهد تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام.. ثم ذهبنا إلى جبل أحد الذى اصيب عليه الرسول صلى الله عليه سلم.. وهناك ايضا شهداء أحد وهم سبعون شهيدا وعلى رأسهم حمزة عم رسول الله..

طوال الأيام الخمسة التى قضيتها فى المدينة وأنا كلى اشتياق وقلبى معلق برؤية الكعبة الشريفة.. فالكعبة هى مركز العالم.. وأول دعاء عند وقوع عينيك عليها مستجاب بإذن الله.. وكثرة النظر إليها تقوى البصر.. والصلاة فيها بمائة ألف صلاة.. والصلاة ركعتين فى حجر اسماعيل كأنك صليت داخل الكعبة، فهى تكملة لها.. وكما تتضاعف فيها الحسنات تتضاعف فيها السيئات.. هذا بخلاف الراحة النفسية والنور والطاقة التى تجدها تشع من قلبك عندما لا ترى امامك غيرها وتستمر فى الدعاء ساعات دون كلل أو ملل..

وهذا بالفعل ما حدث معى.. فكنت إذا انصرفت بعد صلاة العشاء لأنام بعض الوقت.. أعد الساعات القليلة لأذهب قبل الفجر برغم إرهاقى وقلة نومى لأجلس أمام الكعبة لأدعو لكل من طلب منى الدعاء.. فما بين الركن والباب يدعى الملتزم.. لا يلزم بينهما أحد يسأل الله شيئا إلا اعطاه إياه..

كانت أحب الصلوات لقلبى فى الكعبة هى صلاة الفجر.. فهى من أكثر الصلوات ازدحاما بالحرم.. تشعر ان المدينة بأكلمها فى الحرم المكى.. وما كان دائما يلفت نظرى هو كثرة العصافير التى تزقزق وتطير حول الكعبة وخصوصا فى صلاة الفجر وكأنها هى ايضا تريد أن تسبح بحمد الله وتشكره على نعمه عليها..

كنت اتمنى الوصول إلى الحجر الأسود.. ولكن مع كثرة المعتمرين استحال وصولى إليه.. الحجر الأسود هو يمين الله فى الأرض.. والذى نزل من الجنة أشد بياضا من اللبن ولكن سودته خطايا بنى ادم.. اكتشفوا حديثا ان شعاعه يصل إلى (مستشفى اجياد).. وهى مسافة كبيرة - تقريبا إلى نهاية شارع الحرم المكى-.. لذلك صرحوا بالطواف من الدور العلوى للكعبة..

وبرغم كل التوسعات التى يقومون مشكورين لاستيعاب أكبر قدر ممكن من المسلمين.. إلا انها مازلت لا تكفي.. لذلك قرروا هدم كل الفنادق القديمة التى بجانب الحرم وحتى مستشفى اجياد للتوسع.. وقد أوشكوا على الانتهاء من تجهيز الدور الثاني فى منطقة السعى ما بين الصفا والمروة..

أما خير ماء على وجه الأرض هو ماء زمزم.. فيه طعام من طعم وشفاء من سقم.. فكانت تكفى وتروى دون الحاجة إلى أكل طوال فترة تواجدنا بالحرم..

لاحظت كثرة الأموات فى مكة وخصوصا الأطفال.. لكن ما أحلى أن يرزقنا الله حسن الخاتمة.. وتصلى علينا الاف مؤلفة من البشر.. ماذا نريد اكثر من ذلك ؟؟ - اللهم ارزقنا حسن الخاتمة-

انتهت العشرة ايام سريعا وكانت رحلة ممتعة بحق برغم الزحام الشديد.. فمع كل مشقة وتعب تجد لذة أكبر ومع كل ضيق تجد بعده فرجا..

أسأل الله أن يرزقنا العودة.. وأن يكتبها لكم جميعا.. ويتقبل منا ومنكم سائر الأعمال..

رحاب المليـــــــــــحي

10 comments:

Anonymous said...

مقال جميل جدا جزاكي الله خيرا حبيبتى على وصفك لخير الاماكن
اللهم تقبل منك وارزقنى واياكي العوده
Noha Abdel-Fattah

Anonymous said...

2aret-ha and it's veryyyyy nice... 3o2bali yaaaaaa rab :)

taqabbala Allah :)

Amira

fatma gamal said...

ربنا يتقبل منا ومنك ويرزق كل المشتاقين من المسلمين زيارة بيته الحرام ومسجد نبيه لأنها فعلاً متعة الدنيا في وجهة نظري الصلاة أمام الكعبة مباشرةً وعلى فكرة يا رحاب كان ليا نفس تعليقاتك على السلوكيات هناك وخاصة الناس الي مكنتش بتوسع لغيرها علشان يصلوا مع أن ده من أوامر الله والرسول صلى الله علية وسلم الإفساح في المجالس

Anonymous said...

nice artical... rabbena yatakabbal mennek w yew3edna bezyaret beto... Awel marra a2ralek ketaba deneya... Go on..

Ahmed Mokhtar

Anonymous said...

aze3aaaaa ,mn wsfek ana 7set ane kont ana msh enty ,el artical elmara de fe e7sas mo5talef , rabana yektablk el 3awda be2dr ma shwa2tena leha aktar w ktar..
w ll7ades ba2ia........

Shahenda

Anonymous said...

المقالة حلوة اوى.. وبرغم انى كنت قاعدة معاكى بسمع حكاية الطفل اللى ربنا استجاب دعاء أمه.. إلا ان لما قرأت اللى انتى كتباه جسمى كله اتنفض.. ووصفك للحجر الأسود فى منتهى الجمال
ماما

Anonymous said...

Very nice one, rabna yetakabal menyk we menah

we en sha2 allah el marah eli gyah
tekon 7eg

Ahmed Shehata

Anonymous said...

مقال رائع وممتع وتقبل الله منك
Marwa ELBadry

Anonymous said...

7elwa 2wy 2wy el article de ....zawedteny shoo2 2ktar mana moshta2a 2aslan
rabena yatakabal menek we yew3edna beha ya rab isA

Dina Tarek

Anonymous said...

ana mesh 3arfa 2a2olek eh
bas kol elly 2e2der 2a2oloh eny bakeet lama 2areet elmaqala
we tab3a ana mesh mesada2a nafsy en yekoon rabena rayedly eny akoon 2awel wahda ted3elha
we ya rab rabena yataqabalmenek we yeg3alek sabab leqada2 7awaeg elnas agma3een
Dodo