Pages

About me

31 Years old Egyptian Living in London since 2004 with my husband and my two daughters..Member editor for the Egyptian magazine (Kelmetna)since 1999.... Finally, I have my own space to share with my readers :) SIMPLE WORDS 4 EASY LIFE

Friday, June 16, 2006

موجز بأهم الأنباء 2


القاهرة 2006
نرجو من حضراتكم ربط الأحزمة فبعد لحظات نصل إلى مطار القاهرة..
ما هذا؟؟ لا اصدق نفسى فقد مضى الوقت سريعا..مر عام كامل وها أنا اعود إلى بلدى الحبيبة مصر مجددا.. فلقد اشتقت لها واشتقت لكل من فيها..
لم اصدق يوم اتصل زوجى لحجز تذكرة الطيران.. ولقد كان حزينا لأنى سأتركه وحيدا لمدة شهر.. فقد كان يريد منى الاحتمال حتى نعود سويا كما حدث العام الماضي.. ولكنى تجاهلت رؤية حزنه فى عينه فلقد طغى عليَّ حنينى إلى عائلتى وأصدقائى.. كنت أُعد الأيام حتى يأتى يوم سفرى 06-3-26.
وجاء اليوم الموعود ولكنى كنت خائفة من وجود روشى معى بمفردنا خوفا من حركتها الكثيرة.. ولكن الحمدلله روشى (ظبطتنى) مع ثلاث رجال اجانب بجانبى.. كانت تذهب لتلعب معهم.. فكنت كل ما احتجت شيئا سرعان ما أجد يدا منهم تُسرع بمساعدتى دون أن أطلب..
وعندما وضعت الطائرة عجلاتها على أرض القاهرة.. لم اشعر بنفس الأحاسيس التى شعرت بها العام الماضي.. لم اشعر أنى اريد أن أبكى.. لم أشعر أنى سوف أجرى مسرعة خارج المطار للأرتماء بأحضان من هم فى إنتظارى.. وإنما مر كل شئ فى هدوء وبعد الانتهاء من كل الإجراءات.. خرجت بخطوات ثابتة لأجد أبى فى إنتظارى.. ينظر لى فى سعادة ويعاتبنى فى حب على التأخير.. وقبل أن أُسلم عليه قلت له فى لماضه: (هو يعنى انا اللى كنت سايقة)..
وبعد يومين من وصولى كان عيد ميلادى.. كنت قبل رجوعى قد أرسلت ميل لكل أصدقائى أُذكرهم به.. واطلب منهم رؤية مكان مناسب للأحتفال به..
فبعد ما حدث العام الماضى من تجاهل بعض الأقارب والأصدقاء لى.. كنت قد هيئت نفسى هذا العام بأنى لن أغضب ولن أحرق دمى إذا حدث ذلك مجددا..
ولكن ما حدث قد فاق كل التصورات.. فلم يأت غير أربعة من الأصدقاء المقربين الذى ليس عليهم غبار.. والذى هم معى دائما وابدا.. حاولت ألا أحزن وأن أجد لكل من لم يأت المبررات المناسبة.. ومر اليوم وأنا احاول ألا أفكر فيما حدث.. سعيدة بأنى على الأقل لم أُخذل من أصدقائى المقربين..
وبعد حوالى اسبوعين من وصولى قررت مصر أن ترحب بروشى ولكن بطريقتها الخاصة.. فقد أُصيبت روشى ببرد شديد وانخفض وزنها حوالى كيلو ونصف.. مما أثر علىَّ نفسيا وجسديا.. فلقد استمر مرضها اسبوع كامل وكان أمراً طبيعياً لتغيير المكان والجو ومياه الشرب.. ولكنى لم أحتمل رؤيتها بهذا الضعف.. ولأول مرة منذ وصولى تُسيل دموعى ليس من أجل مصر ولكن من أجل ابنتى.. حتى وصل بى الحال أنى سأعد حقائبى واعود إلى لندن خوفا عليها من الجو الملوث غير المُستقر والمياه التى اصبحت كلور بالماء وليس العكس..
ايضا كنت اشعر بأن حركتى قد شُلت ولا أعرف لمن أسمع ولمن أذهب.. فالكل ينصح وحتى أن كانت نصيحتهم سليمة فأنا لا اريد أن أُجرب فى ابنتى ويا صابت يا خابت.. وبالرغم أن عائلتى وعائلة مصطفى كانوا بجانبى إلا أنى كنت أشعر أنى وحيدة دون وجود زوجى الذى بالتأكيد كان سيُحسن التصرف فى موقف كهذا..
الظريف فى الموضوع أنى قد أحضرت طبيب ليرى روشى فى المنزل.. وقد قال لى من أحضره أنه سيأخذ سبعين جنيها.. وعندما أتى الطبيب الوقور والذى لم يستغرق معها غير بضع دقائق.. قلت له بنية سليمة أن ابنتى تعيش فى لندن.. فأعتقد أن تغيير الجو هو ما جعلها بهذا السوء.. وبعد أن انتهى من كتابة الروشتة التى لا تحتوى غير على بعض نوعيات من السوائل والأطعمة لا تحتاج لطبيب أو لروشتة.. سألته عن (الفيزيتا).. قال لى بكل ثقة ودون حتى أن ينظر لى مائة وعشرون جنيها.. ابتسمت ابتسامة أسى هى مزيج من حزنى
على ابنتى وأسفى على استغلال الناس لظروف الأخرين.. حتى الأطباء الذى من المفروض أن يكونوا ملائكة رحمة أصبحت مهنتهم تجارة ليس إلا..
بعد أن استردت روشى صحتها ورجعت تلعب وتضحك كما كانت من قبل.. بدأت استعيد أنا ايضا صحتى وبدأت أفكر فى أن معظم أصدقائى لم يتصلوا للسلام علىَّ.. وحتى كان منهم من يرانى على الإنترنت ويتجاهلنى تماما.. وكنت مندهشة جدا من طريقتهم.. وبعد فترة ليست بقصيرة اكتشفت أن منهم من هو غاضب من مقال العام الماضي.. -أل إيه- علشان كنت بعاتب فيها بعض الأصدقاء الذين لم أرهم سوى مرة أو مرتين طوال الأجازة.. فافترضوا أنى اتحدث عنهم.. فقرروا مع أنفسهم أن يأخذوا موقفاً منى حتى أتصل بهم..
ولكنى لم أعط للأمر أهمية.. واستمرعنادى بألا أتصل بأحد منهم.. وقلت فى نفسى أن المعزة ليست بالغصب.. وماداموا هم لا يهتمون بالسؤال عنى.. فلماذا اهتم أنا بهم واعطيهم أهمية لا يستحقونها.. ولكن من ناحية أخرى كان لزوجة أخى تفكير أخر.. فمنهم من تزوج خلال سفرى.. ومن وجهة نظرهم أن كلمة مبروك أهم من كلمة حمداً لله على السلامة.. لأنى اسافر وارجع كثيرا.. ولكنهم يتزوجون مرة واحدة فقط.. وقبل أن أفكر فى أن أتراجع عن موقفى.. اتصلت بى صديقة منهم مُعاتبة.. واتفقنا على المقابلة ليلة سفرى.. ولم نفتح الموضوع مجددا وكأن شيئا لم يحدث.. فمهما اختلفت وجهات نظرنا.. إلا إن الأهم أن تستمر صداقتنا..
بدأت اشتاق لزوجى واشعر بأنى نادمة على السفر بدونه.. فمهما كنت مُحاطة بالأهل والأصدقاء إلا أنى فى النهاية ليس لى غير بيتى وزوجى وابنتى.. وايضا بدأت تصعب عليَّ نفسى لأنى أرى الكل مشغول.. والكل له حياته.. وبالرغم أنى أُقدر ظروفهم إلا أن الوحدة والاكتئاب بدأت تعرف لقلبى طريقا.. فحتى أبى وأمى كلا منهم له حياته الخاصة.. أبى فى عمله وأمى ليلا ونهارا امام الكمبيوتر تعمل لوجه الله فى موقع الأطفال.. اما اصدقائى فكل منهم له عمله الذى ينتهى فى وقت متأخر.. وهذه هى الحياة فى مصر.. الكل يدور فى الساقية الخاصة به.. ففضلت أن اكون وحيدة فى لندن عن أن اكون وسطهم وهم لا يشعرون بى وكأن الوحشة ذهبت بعد وصولى ببضعة ساعات..
وكان المكان الوحيد الذى لا اشعر فيه أنى وحيدة هو فى منزل والدة مصطفى.. فالمكان ما شاء الله ملئ بالأطفال (أولاد أخوتهُ).. والذين كانوا سبب رئيسى فى ثبات خطوة روشى ونُطقها ببعض الكلمات.. ولكن لأن الحلو مبيكملش.. كانوا السبب ايضا فى دلعها الزيادة وتعليمها ضرب الناس حتى الأطفال.. وهذه العادة السيئة أُعانى منها الأن وأُحاول أنا وأبوها نهيها عن فعل ذلك قبل دخولها الحضانة -وتلطيشها فى خلق الله-
بعد حوالى شهر من الأجازة استطاع زوجى خطف ثلاث اسابيع من عمله ليقضيهم معنا فى القاهرة.. وقتها لم أشعر بأى ملل.. بالرغم أنى بعدت عن أصحابى خلال أجازته.. لكنى ذهبت معه هو وعائلته إلى أماكن كثيرة منها: (سقارة، العين السخنة، الأسك
ندرية، ورأس صدر)..
كان يوجد بعض الأشياء العجيبة تتخلل هذه الرحلات وكأن عيون كثيرة كانت تُحسدنا ولا تريد لنا السعادة.. ولكن بفضل الله كنا نجتازها بسلام.. ونعتبرها تغيير حتى لا تكون الحياة مملة وروتينية..
ففى العين السخنة وبالتحديد فى (إستيلا دو مارى) رفضت إدارة الفندق نزولى - بالمايوه الشرعى- حمام السباحة.. وعندما ذهب مصطفى ليشتكى مدير الفندق متأكد بوجود استثناء للمحجبات.. وجد المديرة ايطالية وقالت له بحزم: أن هذه هى القوانين.. وإن نزول حمام السباحة – بالبكينى-.. فأجبها مصطفى مُستنكرا إن هذه عنصرية.. فأجابته ببرود: هذه هى القوانين إما تعمل بها وإما تتركها.. ولم تهتم بأننا سنترك الفندق ونذهب لأخر.. فمن الواضح أنها لا تهتم بالمصريين فالإيطالين هم فى المقام الأول.. وعندما علم بعض العاملين فى الفندق بما حدث.. أجابوا فى أسف أن ذلك الموقف يتكرر كثيرا..
فرحلنا فعلا أسفين ليس على ترك الفندق.. ولكن على ما اصبحنا عليه.. فلك أن تتخيل أنك فى بلدك ولا تستطيع ممارسة ما تحب كما تريد.. وأنك فى عُقر دارك.. ولكنك غير مرغوب فيك..
أما رحلة أسكندرية.. فكانت موضوع لوحده.. فقد اتفق مصطفى مع صديق له من لندن أنه سوف يستعير شقته فى (ستانلى).. ولكن علينا أولا أن نأخذ المفاتيح من صديق أخر فى (طنطا).. وبالفعل بدأنا المشوار الساعة التاسعة صباحا تدب فينا الحيوية والنشاط.. وكان مصطفى يقود سيارة أبى.. وكان هذا يؤرقنى كثيرا لأنى لا أحب أن يحدث لها أى مكروه.. أولا لأنها لا تخصنى.. وثانيا لأن مصطفى غير معتاد على قيادتها ولا على القيادة لمسافات طويلة.. لذلك كثرت حرقة دمى طوال الثلاث ايام.. وهذه كانت البداية..
تركنا طنطا حوالى الساعة الثانية عشر ظهرا -فى عز الحر- متجهين إلى ستانلى.. وبعد التوهان وصلنا المكان .. كانت الشقة فى الدور السابع عشر -فى السطح-.. كانت الشقة كبيرة خالية من المفروشات إلا الأساسي منها.. فمثلا كان يوجد ثلاث غرف بالمنزل وفراش واحد فقط.. وعددنا الكبير.. كان هو السبب الرئيسى فى أن نترك المكان.. ونذهب إلى (سيدى كرير) التى تبعد ثلاثين كيلو عن
اسكندرية.. وبعد حوالى ساعة من الحر والزحام والسير فى حوارى الإسكندرية.. استطعنا الخروج إلى الطريق العام.. وبعدها أوقفتنا لجنة لرؤية الرخص.. لأن كلا من مصطفى وأخوه (محمد) فى السيارة الأخرى لا يضعون حزام الأمان.. فقام الظابط الوقور بسحب الأربع رخص.. وعندما طلب محمد من العسكرى الرخص قال له: (بس احنا مشفناش منكم حاجة).. فابتسم محمد ابتسامة ذات مغزى وقال له: (كده قدام الناس!).. ثم أعطاه ورقة بعشرة.. فطلب منه العسكرى أن يذهب ويأخذ الرخص من الباشا.. كده بكل بساطة انتهى الموضوع.. فالموضوع لم يكن خوفا على حياتنا أو تنفيذا للقوانين.. وإنما للأسترزاق فقط..
وبعد وقت ليس بقصير وصلنا (سيدى كرير).. كان الشاليه مظلماً ليس به كهرباء.. وكان غير نظيف لأنه مغلق لمدة عام.. وايضا كان بعيدا تماما عن أى عمار..
ولأن الوقت كان مازال نهارا بدأ مصطفى وأخوته فى تنظيف المكان.. اما انا فكنت على وشك أن أفقد صوابى من التعب والإرهاق والحر.. هذا بجانب زن روشى وفركها المستمر..
وبعد تنظيف الشاليه.. طلبت من مصطفى أن يذهب ليشترى طعام.. فاضطر محمد ومصطفى أن يذهبوا إلى (أبو تلات) الذى يبعد حوالى ثمان كيلو من الشاليه..
ووقت المغرب كنا قد انتهينا من الأكل وبدأ الظلام يحتوى المكان.. فقررنا أن نرجع الثلاثين كيلو مرة أخرى إلى (ستانلى) ونُبيت فى الدور السابع عشر ولو كان على الأرض.. وانتهى هذا اليوم بعد عذاب وكنت قد شعرت أنه لن ينتهى أبدا..
وفى اليوم التالى قضينا طوال النهار على البحر فى (ميامى).. وعندما عزمنا الرجوع إلى المنزل.. عملتها سيارة أبى فينا وتوقفت عن الحركة بسبب عُطل المارش.. قضى مصطفى ومحمد ساعتين عند الكهربائى وذهب بقيتنا لبعض أقاربى..
اما فى يوم الرجوع ونحن على مشارف القاهرة.. وجدت مصطفى يقول لى: الحمارة وقعت.. فلم اهتم بكلامه.. فلا يهمنى أن حمارة تقع فى الشارع.. ولكن عندما وجدت شيئا بلاستيك فى يده.. سألته فى اهتمام: ما هذا؟
فقال لى: بقولك الزمارة وقعت.. فضحكت بمرارة وقلت: حسبى الله ونعم الوكيل.. واضح أن السيارة هتعود لأبى كل شئ مستقل بذاته.. وفور وصولى المنزل تشاهدت من هذه الرحلة الغريبة.. وقلت صدق المثل الذى قال: (اللى يخرج من داره.......)
انتهت اجازة مصطفى سريعا وعاد إلى لندن.. سعيدا بها فبرغم قُصرها إلا أنها كانت جميلة.. بصرف النظرعن الأحداث الغريبة التى تخللتها..
وجاء موعد رحيله يوم -06-5-28.. وكنت قد اتفقت معه بالذهاب إلى المطار.. ولكنى غيرت رأيى صباحا وفضلت أن أنام على أن أذهب معه.. وذهبت معه والدته بدلا منى.. وفى المطار كانت تنتظره صديقة لنا حتى يضعوا أمتعتهم معا على الميزان.. فوجئ مصطفى إن الوزن كان 150 كيلو.. ففكر سريعا وقال: معلش بئه.. أصلنا لسه عرسان جُداد وبنئسس شقتنا فى لندن..
وفى أول يونيو بدأ الحر الشديد فى القاهرة.. وبدأت أشعر أن النمل سيفترسنا فى غرفة نومى بل وعلى فراشى.. فكان يتجمع على لا شىء.. وفى مرة بعد انتهائى من استحمام روشى واثناء تنشيفى لها بفوطتها الخاصة.. وجدت ما لا يقل عن عشر نملات
منتشرة على جسمها..
ايضا لم تُسلم روشى من عيون الحاقدين والحُساد.. فتعبت كثيرا فى هذه الأجازة.. ولم تُشف غير بعد رجوعها إلى
بيتها فى لندن..
فعندما ذهبت لأخذ لها بعض الصور فى -استديو فوجى-.. وعندما علم المصور أنها تعيش فى لندن.. قال لها : أنا بحـــقــــد عليكى..
لم تحتمل البنت هذا الحقد وتعبت قبل سفرنا بأيام.. ولأول مرة ترتفع حرارتها وكان ذلك للأسف يوم سفرنا.. لدرجة أنها اصبحت تخرف.. وبعد وصولى حمدت الله على بأنى رجعت بأقل الخسائر والأحقاد..

:)) ماعدا ذلك كانت رحلة جميلة

وإلى لقاء جديد العام القادم بإذن الله
رحـــاب المليــــحى
11-6-06