انطباعى بيختلف من أجازة للتانية.. يعنى مثلا أول أجازة ليا من خمس سنين كنت هاموت علشان انزل مصر.. ولما نزلت حسيت ان شهرين ونص ماكانوش كفاية.. وكل الناس كانت واحشانى قوى سواء القريب أو الغريب.. أول ما نزلت كلمت كل الناس ماستنتش لما حد يكلمنى.. ونسيت أى زعل أو خصام بينى وبين أى حد.. وجريت على الكل وكأنهم هما اللى كانوا مسافرين مش أنا..تانى أجازة جيت على آخر الشهرين وبدأت أزهق وأحس ان بيتى وحشنى.. وكمان كنت بزعل من الناس اللى مش بتتصل بيا وهما عارفين إنى فى مصر.. ومن وقتها وانا كل سنة أنزل ألغى شوية ناس من قاموس الصداقة بتاعى وارجع.. فى الأول كنت بزعل وآخد على خاطرى من اللى مش بيسأل عنى ولا كأنى موجودة.. ولأن طبعا الناس حججهم مش بتخلص، وكتير من الحجج بتاعتهم متدخلش على طفل صغير.. فمع الوقت بقيت اكبر وأفوت.. واقول أبقى ليه على حد بايع..
سنة فى سنة مبقتش احب اقعد كتير فى مصر.. لدرجة ان السنة اللى فاتت قعدت تلات اسابيع وزهقت وقطعت اجازتى ورجعت.. لكن رجوعى بدرى بالشكل ده عمل عليا ضغط عصبى جامد.. لأنى ببساطة معنديش حاجات كتير اعملها فى لندن.. ووشى فى وش البنات طول اليوم.. فطبعا بزهق واتجنن واتعصب على طول الخط.. وده بيأثر فى البنات جدا بالإضافة ان عصبيتى بتيجى عليا وعلى صحتى..
علشان كده الوضع كان مختلف تماما الأجازة دى.. وكتير فى لندن راهنونى إنى اكيد هاقطع الاجازة وارجع.. بما إنى مستحملتش اقعد السنة اللى فاتت تلات أسابيع.. يبقى هاقعد السنة دى خمس شهور ازاى!! بس انا اكدت لهم ان الوضع السنة دى مختلف وانى فعلا محتاجة جدا نفسيا وعصبيا للأجازة دى.. حتى البنات محتاجين يحسوا بلمة العيلة والأطفال حواليهم.. ويتعودوا كمان انى مش لازم اكون معاهم دايما..
أنا الحمد لله عملت كل اللى نفسى فيه السنة دى.. وقضيت أجازة ممتعة بصرف النظر عن بهدلة البنات فى الانفلونزا فى فترات كتير من الأجازة.. بس الحمد لله فى المضمون كانت أجازة سعيدة.. وكالعادة برضه شيلت شوية ناس من حساباتى السنة دى ورميتهم ورا ضهرى.. زى ما اتعودت اعمل كل سنة.. بس منكرش ان السنة دى والحمد لله زودت شوية ناس.. يعنى من باب التغيير برضه.. ميبقاش كله بالسالب كده..
أهم حاجة عندى ان صحابى اللى دائما عندى فى القمة واللى بالنسبة لى اصدقاء اللؤلؤ الحُر يفضلوا كده طول العُمر ان شاء الله.. لأن هما بالنسبة لى يمثلوا الصداقة كلها.. ولو انشرخ المفهوم ده عندى واتسببوا فى أى خدش ولو بسيط لى.. هتنهار كل حاجة جميلة لمفهوم الصداقة فى عينى.. وهما ادرى منى بكلامى..
انا بجد مبسوطة ان الفيس بوك رجعنى لأصحاب مكنتش شفتهم ولا كلمتهم من اكتر من خمس سنين.. كل خروجة ليا معاكم يا اصحابى كانت تمثل عندى حاجات جميلة كتير..
كل مرة كنت بخرج فيها مع أى حد فيكم كنت برجع قمة فى الانبساط وانشراح الصدر.. انتوا عندى بتمثلو لى كتير اوى بجد.. وزى ما بيتقال الجنة من غير ناس ما تنداس..
قضيت معاكم كلكم أحلى الأوقات.. قربت منكم أكتر وسمعت أشجانكم وفرحت مع افراحكم.. وكتير لما كنت بتعصب عليكم كنتم بتستحملونى عشان عارفين انى انا مجنونة.. ولما بتعصب بطيح فى أى حد قدامى فكنتم بتخدونى على قد عقلى لحد لما اهدى..
بجد انا حاسة انى اول مرة هسافر لندن.. فقررت فجأة الساعة تلاتة الفجر إنى اكتبلكم الخواطر دى وأقولكم كلكم انكم فعلا هتوحشونى كتير.. ودايما احب اسمع عنكم جميعا كل خير.. وحتى الناس اللى بتنسانى، لما بترجع وتكلمنى تانى بكلمهم عادى ولا بعاتب ولا بفتح الموضوع أساسا.. لأنى عارفة الحجج اللى هتتقال.. فعلى إيه بقى أوجع دماغى!!
أصلنا مش هناخد حاجة معانا غير الكلمة الطيبة.. فبما إنى لمضه بحاول على قد ما اقدر أسيب كلمة طيبة يمكن فى يوم من الأيام حد يفتكرهالى..
انا مش عايزة أنكد عليكم والله بالخواطر دى.. أنا كل اللى عايزاه إني أسلم عليكم.. وللناس اللى ما اسعدنيش الحظ انى اسلم عليهم قبل ما اسافر.. ان شاء الله تتعوض يوما ما فى مكان ما.. كتير قوى فى ناس مش بشوفهم فى مصر خالص وبشوفهم فى لندن.. يعنى زى ما بنقول دايما اللقاء نصيب فى مصر وللا فى المريخ.. المهم نتقابل ونسمع عن بعض كل خير..
هتوحشونى كتيــــــــــر
رحاب المليــــحي
