Pages

About me

31 Years old Egyptian Living in London since 2004 with my husband and my two daughters..Member editor for the Egyptian magazine (Kelmetna)since 1999.... Finally, I have my own space to share with my readers :) SIMPLE WORDS 4 EASY LIFE

Monday, May 24, 2010

الغربة وتوابعها


**لو رجع بيكى الزمن.. تعيشى ف مصر وللا ف لندن؟ إنتى حاسة بغربة أكتر فى مين فيهم؟ يا بختك هو حد لاقى العيشة دى!! **

ياااااااه تقريبا بقالى ست سنين بتسأل نفس الأسئلة وبسمع نفس الكلام ده.. مبدائيا الزمن مبيرجعش.. ماكنش حد غلب وكنا غيرنا فى نفسنا وحياتنا حاجات كتير قوى يمكن مش راضين عنها دلوقتى..

لكن لو أفترضنا إنه حصل أحب أعيش فين؟ المشكلة اللى بوجهها ويمكن ناس كتير متغربين عندهم نفس المشكلة.. أولا إن الواحد بيوصل لمرحلة لا عارف يعيش في بلده كونه مصرى ولا كمان عارف يعيش فيها إنجليزى (أو أى جنسية تانية)..

بمعنى إنك لما ترجع مصر بتكون مُشتت مش بس علشان حال البلد عمال يسوء وحزنك عليها لإنها بلدك الأم.. لكن علشان ساعات بتحس إنك بقيت ضيف فيها.. ضيف ف بيت أهلك.. ضيف على أصحابك وناسك.. ضيف حتى على أوضة نومك اللى قضيت فيها أحلى سنين عمرك.. أول ليلة لرجوعك مصر وفى أوضتك وع سريرك مش بتعرف تنام.. آه وحشتك، آه عمال تتفرج ع كل ركن فيها وكأنك بتملى نظرك من جدرانها وحاسس إنك كنت مفتقد جزء كبير من ذكرياتك.. آه نايم كمان ع سريرك اللى ياما عملت ع روحك فيه وإنت صغير.. لكن برضه حاسس نوعا ما بغربة.. مهو مابقاش سريرك اللى متعود عليه دلوقتى.. حتى ده بقيت ضيف عليه.. بتزوروه ف السنة مرة

بجد بتوصل لمرحلة إنك لا قادر تعيش ف بلدك ولا قادر تعيش ف البلد التانية.. كدة كدة تعبان وزهقان وحاسس إن فى حاجة ناقصاك سواء هنا وللا هناك.. كدة كدة مخنوق حزين مجروح.. جواك مشاعر كتير متداخلة مترابطة.. في حاجة غلط.. إيه هى! مش عارف.. فى جواك طير محبوس جوا القفص.. حتى لما بتفتح له الباب مش قادر يخرج منه.. لإنه لو خرج مش عارف هيروح على فين.. يبقى خليه محبوس أحسن.. أهو القفص اللى يعرفه .........

أسوأ معنى للغربة بجد لما تكون جاية من جواك حاسس بيها بكل معانيها.. لما تحس إنها كانت السبب الرئيسى إنها تموت حاجات كتير حلوة جواك.. لما تكسرك، لما تهدك.. لما يبقى كل حاجة حواليك شايفها زى بعض.. لما تبقى خايف تتعب لحسن ماتلقيش اللى ينولك كوبية مية.. لما تبقى خايف تفرح لحسن اللى حواليك يحسدوك ويبصولك حتى فى فرحك.. لما تقعد بالأسبوع تليفونك مش بيرن ولا حد بيسأل عليك يشوفك لسه عايش وللا......

لما تكسرك الوحدة.. مه مش شرط تكون عايش وحيد علشان تحس بالوحدة.. كتير بيكون حولنا ناس لكن مش حاسين بيهم مش شايفنهم.

غير ده كله ولو تغاضينا عن الحاجات دى كلها.. تيجى بقى مشكلة إنك تحس إن الأحداث اللى حوليك بتتغير والدنيا ماشية بسرعة البرق.. وناس تموت وناس تعيش.. والناس اللى تعرفهم فى بلدك هما هما.. واقفين فى نفس المكان (محلك سر).. بيتكلموا فى نفس الحوارات.. تحس إنك عايش فى فيلم هندى.. مهما غيبت عنهم مش هتحس إن فاتك حاجة.. الإختلافات تكاد تكون معدومة أساسا.. ولما تقولهم كدة أو تلفت نظرهم تشوف نظرة غضب ف عينهم.. اللى هو قصدك إيه يعنى؟ هو علشان سافرت وشفت الدنيا هتيجى تتنطط علينا!! ماشى يا عم الله يسهلك.

حتى التفكير بطبيعة الحال بيختلف.. يعنى وانت وسط أهلك ومعتمد عليهم وعارف إن مهما حصل هتجرى عليهم هيساعدوك.. طبيعى جدا إن كل ده بيتغير فى اللحظة اللى بتفارقهم فيها.. وبيبقى إعتمادك الأول على الله ثم على نفسك.. لو حصلك حاجة محدش هيلحقك.. انت اللى لازم تتصرف.. ف منطقى جدا إن تفكيرك بيطور وبيتغير وبتتحمل المسئولية أكتر وأكتر علشان تبقى قدها ومتتحوجش لحد فى غربتك.. لما ترجع بقى بلدك ويلاقوك كدة تفكيرك بقى غريب مش اللى متعودين عليه.. يقولولك مه خلاص الغربة غيرتك ومابقاش قلبك علينا زى زمان.. وانت وانت وانت .......... ومهما قلت ومهما إدنت فى مالطة اللى فى دماغهم لو عملت قرد مش هتعرف تغيره..

أرجع وأقول لا اللى فى بلده مرتاح وللا اللى متغرب مرتاح.. محدش عاجبه حاله.. محدش راضى بنصيبه.. كله بيغنى على ليلاه.. كله باصص للى فى إيد غيره..

أفتح بقك بقى مع أى حد وإشتكيله همك يقولك: طبعااااااا خايف من الحسد.. أكيد حاطيتطهم كدة أكوام أكوام.. ده على اساس إن تحت القبة شيخ.. وعلى أساس إنهم فى البلاد التانية مستنينك إنت بالذات علشان تنورلهم حياتهم وأشغالهم ف قاعد بقى على بنك.. تعبت من المعلقة الدهب اللى فى بوقك.. تقوم من النوم علشان تنام تانى.. وفى أوقات الفراغ تشتغل..

يا جماعة الموضوع مختلف عن تصوراتكم تماما.. آه مانكرش إن الغربة ليها مزايا.. لكن كتير بتكون عيوبها أسوأ.. كتير بتحس إن فاض بيك الكيل وعايز ترمى كل حاجة ورا ضهرك.. وترجع ترمى حمولك كلها فى حضن الناس اللى بتحبك وتحس بحبهم ودفا المكان اللى بتحبه.. ساعات بيكون نفسك توقف الساقية اللى عمال تجرى فيها ومش عارف تاخد نفسك.. وتصرخ بعلو صوتك وتقول: خلاص بقى تعبت.. لإمتى هشتغل عند ناس تسعبدنى مش من دينى وكل حياتهم حرام فى حرام.. لا يا عم كفاية لحد كدة والأرزاق على الله..

فيه ناس فعلا زى السمك لما يطلع من المية مش بتقدر على الغربة مهما كانت كارهه بلدها بترجعلها قوام.. وفيه ناس بتحفر فى الصخر فى منهم اللى بيوصل وفيه منهم اللى بتضيع سنين عمره ومش بيوصل لنص اللى هو عايزه.. وكله بتاع ربنا سبحان وتعالى

يمكن يكون نفس الكلام بينطبق على كتير من اللى قاعدين فى بلدهم.. حاسين برضه بالإهانة.. حاسين إن بلادهم بتتسرق وتتنهب ومحدش بيعمل حاجة.. حاسين إنهم شاغلين فى نفس الساقية وبرغم إن كل حبايبهم حواليهم.. بس محدش شايف حد ومحدش حاسس بأوجاع حد.. كله بيقول يللا نفسى.. كله فيه اللى مكفيه.. وبقى النت والموبيلات هى صلة الرحم ما بين كتير مننا..

بس برضه فى النهاية لازم نحمد ربنا على اللى فى إيدينا.. لازم نحس بنعمة ربنا علينا.. أكيد أكيد فى حاجة معانا مش مع غيرنا.. مش لازم بقى تروح مننا علشان نحس بيها ونندم عليها..

رحاب المليحي