Pages

About me

31 Years old Egyptian Living in London since 2004 with my husband and my two daughters..Member editor for the Egyptian magazine (Kelmetna)since 1999.... Finally, I have my own space to share with my readers :) SIMPLE WORDS 4 EASY LIFE

Friday, October 22, 2010

أختى.... كانت حبيبتى

دخلت عليها والدتها فوجدتها تبكى بمرارة.. دموعها الساخنة كانت تغطى وجدنتيها.. وبرغم ذلك لم تبالى أمها بحالها.. وسألتها ببرود ودون اهتمام عن سبب حزنها.. نظرت (ليلى) لها نظرة تحمل حزن عميق ولكن دون أن تتفوه بكلمة..

كانت تتمنى فى هذه اللحظة بالذات أن تضمها والدتها إليها فى حب وحنان.. كانت تتمنى أن تمسح دموعها بيديها وتقبلها.. ولكنها أبدا لن تفعل.. فلماذا تجاملها وتسألها عن سبب حزنها.. فلتتركها وشأنها وحيدة، حزينة، مكسورة الخاطر دائما

كانت (ليلى) الأخت الكبرى.. فتاة مدللة.. طلباتها مستجابة.. حتى دلعها المبالغ فيه كان مقبول من والدتها..

كانت والدة (ليلى) صغيرة عندما أنجبتها.. ولإنها لم تكن لها تجارب فى الأطفال من قبل.. فتعلمت فى (ليلى) الأمومة.. وبرغم إنها كانت تحبها وتدللها.. إلا إنها كانت تحاول أن تربيها تربية صارمة إلى حد كبير، خصوصا عندما أصحبت (ليلى) فى سن المراهقة.. فكانت تحرمها وتمنعها وتحذرها من أشياء كثيرة

كانت مدرسة (ليلى) مختلطة.. ولإن (ليلى) فتاة مهذبة ومحترمة.. فالكل كان يحبها ويتودد إليها حبا فيها.. وكان لها بعض الأصدقاء المقربين من الجنسين

ولكن لإن قائمة الممنوعات التى تفرضها عليها والدتها لا تنتهى.. فكان من ضمنها عدم اتصال أى زميل بها.. الخروج مع فتيات فقط.. محرم نهائيا وضع المكياج.. وذلك الفرمان استمر حتى بعد تخرجها من الجامعة

لا تذهب لأى مكان إلا فى صحبة والدتها.. وإذا كانت المقابلة فى مكان عام.. تجلس الأم فى نفس المكان بالقرب منها لرؤيتها عن قرب

ممنوع منعا تاما الذهاب إلى السينما مع صديقاتها.. ممنوع أن تتصل بها أى صديقة لها بعد الساعة العاشرة مساءا.. ولا تستغرق المكالمة أكثر من عشر دقائق.. فهى سوف تراها فى المدرسة.. فلا داعى للمكالمات التليفونية الطويلة

يُستحب أن تكون الدروس الخصوصية فى المنزل خصوصا لو كانت المجموعة فيها شباب.. وهذا بالطبع غير مرغوب فيه إطلاقا.. فقد يكفى الأم أن المدرس (مذكر

كثيرا ما يتهامس صديقاتها فيما بينهم.. إن أمها تحبسها فى قفص.. وهى فقط التى تملك مفتاحه.. وبرغم إن (ليلى) كانت تمثل أمامهم فرحتها بإهتمام أمها الزائد عن حده.. ولكنها كانت على عكس ذلك تماما

إلا أن جاءت (نسمة) أختها الصغرى إلى الدنيا.. مما لا شك فيه إن (ليلى) غارت من الطفلة الجديدة اللتى كانت محور اهتمام والدايها.. ولكنها كانت فارحة بوجود أخت لها بعد أن كانت وحيدة.. وكانت سعيدة إنها ستلعب معها وتهتم بها وتكبر امام عيناها.. فتشعر إنها والدتها وليس أختها

وكان من أسباب سعادتها الرئيسية إن (نسمة) ستكون محور أهتمام الأم.. وبالتالى تستطيع (ليلى) أن تستنشق بعض الهواء النقى دون أن تشاركها والدتها فيه

مر الوقت سريعا وكبرت (نسمة).. وكانت (ليلى) تحبها كثيرا وتعتنى بها.. وأحيانا ما كانت (ليلى) تعطى (نسمة) من مصروفها.. وذلك كان يشعرها بالزهو وإنها مسئولة عن إحتياجات أختها الصغرى

مع الوقت بدأت (ليلى) تشعر بإنها شخص غير مرغوب فيه فى المنزل.. أو بإن وجودها مثل عدمه.. فالأضواء أصبحت على أختها الصغرى فقط.. أما هى فلا أحد أصبح يسأل عن حالها ولا عن متطلباتها.. حتى عندما تطالب ببعض حقوقها، لا أحد يبالى ولا أحد يهتم.. فالكل مُسخر لخدمة أختها

نسمة) كانت (آخر العنقود) فكل ما تحلم بيه أوامر.. كانوا والديها يسمونها (بمبوناية البيت).. ودائما ما يشيدوا بجمالها وذكائها امام أختها الكبرى.. غير مهتمين بمشاعر (ليلى) على الإطلاق

حتى قائمة الممنوعات التى كانت تحفظها (ليلى) عن ظهر قلب.. لم تحظى (نسمة) بأى من هذه الممنوعات.. فكل شىء لها كان مباح وعلى الرحب والسعى

حتى تربية (نسمة) لم تكن بنفس التهذيب والاحترام التى كانت عليه (ليلى).. فهى كثيرا ما كانت تعنف والدتها إذا لم يعجبها الحال.. لا تحاول أن تساعد فى أعباء المنزل.. دائما ما كانت تقول لليلى: (إنتى الخير والبركة).. كان اهتمامها بمظهرها وشياكتها أهم عندها من راحة أختها و مساعدتها

حتى يوم الاحتفال بعيد ميلادها كان كل اهتمامها بشياكتها وجمالها أمام أصدقائها.. أما الإستعداد للحفل كان من نصيب (ليلى) ووالدتها

ومن المستحيلات أن يفوت يوم ميلادها دون الإحتفال به.. أما (ليلى) فلم تهتم يوما بمثل هذه المناسبات.. فهى لا تشعر بالسعادة أن تحتفل بعام ضاع من عمرها.. على عكس أختها التى كانت دائما تقول لها إنها معقدة بتفكيرها هذا

كان العيد ميلاد فيه شباب من الجنسين.. فكل الممنوعات لـ (ليلى) كانت مباحة لـ (نسمة) مثل الخروج مع شباب من الجنسين.. الذهاب إلى السينما مع أصدقائها.. وضع المكياج.. والأهم الحرية.. فكانت والدتها تتركها تخرج مع أصدقائها بمفردها دون تدخلها فى أمورها

يوم الأحتفال بميلاد (نسمة).. كان يوم ولادة أسئلة كثيرة فى ذهن (ليلى).. تساؤلات عديدة لم تجد لها إجابات.. هى لا تنكر حبها لأختها.. وهذا ما كان يخفف عنها أو يلهيها عما تراه حولها من اختلافات ما بين تربيتها وتربية أختها

(ليلى) لا تنكر إنها كانت مدللة فى صغرها.. وإنها تمتعت بقدر كبير من الاهتمام.. ولكنه كان اهتماما يسلبها حريتها فى كثير من الأحيان.. ولكنها كانت تبرر ذلك بإنه حب زيادة واهتمام بكل تفاصيل حياتها وكانت كثيرا ما تفتخر بذلك وسط صديقاتها

إلى أن ضاع اهتمام أمها بها مع الوقت.. وأصبحت (نسمة) هى (الكل ف الكل

لا تعترض (ليلى) على إن أختها تصغرها وتحتاج اهتمام زائد عنها.. ولكن اهتمامهم (بنسمة) لا يعطيهم الحق أن يتجاهلوها تماما

لا تنسى (ليلى) اليوم الذى دق قلبها لشاب يعمل معها فى نفس مجال عملها.. حملتها أجنحة الحب إلى والدتها لتصارحها بذلك.. عانفتها أمها كثيرا عندما عرفت منها إنه مازال شاب فى بداية حياته وليس معه غير راتبه.. وأجبرتها أن تترك عملها وأن تجلس فى المنزل لتهتم بالأعمال المنزلية.. فالأم قد كبرت وتحتاج مساعدتها

دمعت عين (ليلى) عندما تذكرت شريط حياتها.. فهى الأن تشعر بإنها خادمة فى المنزل وليس فرد من أفراده.. كثيرا ما كانت تشعر بمرارة وحقد تجاه أختها.. فهى السبب لما هى عليه الآن

تنظر ل (نسمة) بعيون دامعة.. لتجدها ترقص وتمرح وسط أصدقائها.. وهى الفتاة التى لم تتعدى ال16 عام بمكياجها وملابسها تشعرك بإنها فتاة ال23 عام

ومع كل هذه الأحزان الدفينة داخل (ليلى) والتى لم يهتم أحد بمعرفة سببها.. جرت (نسمة) عليها، فرحت (ليلى) بقدومها.. فقد اعتقدت ان أختها تريد معرفة سبب حزنها.. ولكنها فوجئت بها تقول لها: " باركيلى بابى وافق إنى أتخطب لحمادة صاحبى"..... ليللللللى، ليلللللى

فقد أغما عليها

رحاب المليحي