Pages

About me

31 Years old Egyptian Living in London since 2004 with my husband and my two daughters..Member editor for the Egyptian magazine (Kelmetna)since 1999.... Finally, I have my own space to share with my readers :) SIMPLE WORDS 4 EASY LIFE

Sunday, October 22, 2006

خواطـــــــــــــــر.. ضربة صغيرة بحكمة كبيرة


من فترة كنت أشعر بمرارة وقلبى يعتصر ألماً لبعض الأحداث التى حدثت لى ولزوجى خصوصاً فى شهر رمضان.. والتى لا ادرى لماذا هذا الشهر بالذات!! وكنت دائما أُحدث نفسى وأتساءل لماذا يحدث لنا ذلك؟؟ لماذا لا نخرج من حفرة غير ونقع فى ماهو أسوأ؟ لماذا وصلنا لمرحله أننا لا نعرف -الألم- آتى من أي أتجاه؟ لماذا قبل أن نفوء من موضوع نجد غيره يلحق بنا قبل حتى أن نلتقط نفسنا؟
ولكنى فى النهاية لا أجد بين دموعى وتساؤلاتى غير أن أحمد الله الذى ليس لنا سواه.. فلشكوى لغيره سبحانة وتعالى مذلة..
حتى جاء الأمر الذى شعرت أنه طعنه فى قلبى الضعيف أو هكذا أعتقدت.. الكُل يعلم أنى لم أعمل منذ عامين أى منذ أن وطأت قدماى أرض لندن.. ومنذ أسابيع قليلة جاءتنى الفرصة الذهبية للعمل.. وليس ذلك كل شئ ولكن أيضا العمل فى المجال الذى أعشقه ولا أريد سواه وهو الصحافة..
كم كانت فرحتى بهذا العمل حتى من قبل أن أرى المكان أوالعاملين به..كم كانت فرحتى لدخول هذا المجال فجأة وبدون تخطيط منى.. فقد كانت -وسطة- من أحد الأمهات المُحببين إلى قلبى فى لندن..
لذلك ذهبت أول يوم للعمل دون أن أسأل عن الراتب أو عن حقوقى فى هذا المكان.. لأعتقادى وبنيه صافية أنى لا اريد أحد أن يقول علىّ مادية.. فتخيلت أنه من الأفضل أن يروا عملى أولاً.. ثم يأتى الكلام عن الماديات فيما بعد.. وهذا إن دل فأنه يدل على قلة خبرتى بمجال العمل والحقوق والواجبات وخصوصاً فى مثل هذه البلاد..
وبعد أول يوم عمل.. فكرت فى كيفية التصرف مع أبنتى للعمل طوال الأسبوع فى مقرالجريدة.. لأنى لا أُحبذ العمل من البيت.. ولكنى فوجئت بالأسعار المتغالى فيها فى الحضانات الخاصة.. فالحضانة يصل سعرها إلى سبعمائة جنيه أسترلينى أو أكثر فى الشهر.. وبحسبه بسيطة أجد أنى سوف أصرف على العمل والحضانة وليس العكس.. فشعرت بالأحباط الشديد.. وحزنت وقلت فى نفسى اليوم التى تأتى لى الفرصة على طبق من ذهب.. تقف روشى عائق لى ولا أستطيع التصرف فيها.. فأرسلت ميل إلى صاحب العمل أشرح له الأمر.. وأطلب منه أن يقول لى المُرتب الذى سأتقضاه لأحدد عليه مصاريفى.. مع الأعتذار أنى ليست مادية ولكنى أريد أن أخرج من حيرتى ولأُدبر أمورى لحماسى الشديد للعمل معهم..
وأُفاجأ بتجاهل صاحب العمل لى تماماً.. لدرجة أنى أتصل به فلا يرد على مُكالماتى.. لا أستطيع وصف شعورى لكم وقتها.. وكأنه جرح لن تقوى عليه الأيام.. -وصعبت عليا نفسى- ولم أدرى ماذا فعلت ليكون ذلك هو رد الفعل!! وبرغم أن الجميع حذرونى من العمل مع عرب والمصريين بالأخص فى بلاد الغُربة.. إلى أنى لم أتوقع للحظة أن هذا هو الأسلوب المُتبع.. فهل أنا مذنبة لأنى أُطالب بحقى؟؟ هل هى جريمة أنى أريد أن أضع النقط فوق الحروف حتى لا يهدر أحد منا حق الأخر؟؟ والمفاجأة أن بعد هذا التجاهل المُسىء لكرامتى وذاتى، اُفاجأ بنشرهم لمقالة لى سبق وقد رفضوها بحجة أنها قد تُفهم أن الجريدة تأخذ الطيار الدينى.. لأنها كانت عن وصف رمضان فى لندن.. وذلك لأنهم كانوا مازلوا فى بداية الطريق.. ولم تخرج الجريدة إلى النور بعد..
أعترف أنى تحسرت كثيرا.. ولكنى لا يشرفنى العمل مع ناس لا تتقى الله فى عملها ولا فى العاملين معها.. ولكنى أعترف ايضاً أنى بكيت بمرارة أعتقادا منى أنه حسد والنفس المريضة لا تريدنا أن نفرح.. وكأن (الكحكة فى يد اليتيم......) وتساءلت لماذا لا تريد الناس لنا الخير؟؟ لماذا عيناهم وأحقادهم تتبعنا فى كل خطواتنا!! وكأننا لا يجوز لنا أن نفرح مثلهم.. هل لأننا طيبين زيادة عن اللزوم؟؟ أو بلغة البعض أننا - ساذجين- لأننا لا نخفى أسرارنا عن أحدا!! أعتقاداً مننا أننا نريد الجميع أن يفرحوا لفرحنا!! هل لأننا نحب الخير للناس.. ونعتقد أنهم سيعاملونا كما نُعاملهم!! هل لأننا -عُبط- كما يقول البعض الأخرلأننا لا (نُدارى على شمعتنا .....)!! فهل أنتهت المعانى الحلوة من هذا الزمن؟؟ والكل يقول - يلا نفسى- وأصبح لا فرح بين الناس لبعضها البعض.. فالكل يريد السعادة والراحة لنفسهُ فقط ومن بعده الطوفان؟؟
تساؤلات كثيرة مرت بخاطرى هذا اليوم.. ولم أستطع غير البكاء على اللبن المسكوب..
ولكن بعد مدة ليست بكبيرة جاء موقف ليفوقنى ويقول لى أن ما حدث ليس نهاية العالم..وفى من هو أهم.. ففى يوم وقعت أبنتى من الدور الأول على سلم داخلى لمنزل أحد الصديقات حوالى ثلات أمتار لأسفل.. فجأة لم أجدها أمامى.. فجأة شعرت أننى فى كابوس أريد الأستيقاظ منه فى لمح البصر.. فجأة وبدون أن أشعر جريت عليها كالمجنونة لأرى ماذا أصابها.. نزلت على السلالم ودموعى تسبقنى.. نزلت وقلبى يدق دقات سريعة على وشك الخروج من مكانه وأحتضانها للأطمئنان عليها.. مرت ثوانى قبل أن أراها وكأنها ساعات.. أحتضنتها بيدى وبقلبى وكل جوارحى.. أحتضنتها بدموعى الساخنة التى كانت تنزل بغزارة أمام جميع الموجودين دون ان أمنع نفسى من إخفائها.. كانت أبنتى تبكى من الألم والمفاجأة.. وأنا أبكى عليها ويعلم الله كم كانت صدمتى التى تحمّلها قلبى بشجاعة ولكن بضعف فى نفس الوقت.. مع المراعاة أنى أحمل جنين فى الشهر الخامس ولا أستطيع تحمُل مثل هذه الصدمات..
جاءت الأسعاف فى أقل من دقيقتين لنذهب بها إلى المستشفى.. لم تُفارق أبنتى حُضنى حوالى ثلات ساعات من وقت الحادث حتى أنتهوا من كل الفُحوصات للأطمئنان عليها وعلى كل مكان بجسمها، أنه بفضل الله سليم.. بعد أن كانت نزفت الكثير من فمها وأنفها.. ولكن أحمد الله أنه قدر ولطف وحفظ البنت مما لا نعرف ولا نريد أن نعرف ماذا كان سيحدث.. فمن يرى الحادث لا يقول أنها سوف تخرج منهُ سليمة.. ولكن هذا فضل من الله ودعاء الوالدين الذى دائماً وأبداً حارسنا وحامينا..
قد يكون ذلك أبتلاء من الله.. وقد يكون تنبيه وعقاب صغير لي على أن الدنيا لن تقف أمام عمل قد ذهب من يدى من غير سبب.. قد يكون ليس خير لى.. والأكيد أن الرسالة قد وصلت وفهمت معناها جيداً: هو أن عُمر أبنتى ما ستقف عائق لى يوماً ما.. ولكنها هبه من الله.. قد أعطاها لي لأشكرهُ وأحمدهُ عليها دائماً.. فيوجد الكثيرمن هم محرومين من هدية الأبناء..
لا يسعنى غير أن أشكر الله على نعمهُ الكثيرة.. التى قد تكون أمام أعيُننا دائماً فلا نراها غير وهى على وشك الضياع.. والمؤمن دائماً مُصاب..
قد تعلمت الدرس وأدعو الله أن يحفظ أبنتى ويحفظنا سواء من الحسد أو من أى شر..
وأتمنى أن يكون هذا الدرس العملى مفيد لكم أنتم أيضا فى حياتكم.. فلنتعلم من أخطاء غيرنا حتى لا نصل إلى ما لا يُحمد عُقباه..
وكل عيد فطر وأنتم بصحة وسلامة
رحاب المليـــــــــحى

Monday, October 02, 2006

شريط الذكريات


ها هى تجلس ببرائتها ووجها المُشرق الجميل تحلم وتحلم وتأمل فى تحقيق أحلامها فى لمح البصر.. مثل أى فتاة فى مقتبل عمرها تريد أن تمسك الدنيا بين أطراف أصابعها..
من هى هذه الفتاة؟!! هذه الفتاة هى أنا وأنتِ وصديقتك وأختك.. فكل فتاة لها طموحها وأحلامها التى تبدأ فى رسمها منذ سن المراهقة.. ولكن المهم أين سينتهى بها المطاف؟ّّّ!
فدنيا) وهى بطلة قصتنا اليوم.. كانت طالبة مجتهدة بالجامعة.. فهى اجتماعية تحب الأختلاط بكل الطلبة ولكن فى حدود.. معظم الطلبة بالنسبة لها ليس أكثر من أصدقاء جامعة واحدة.. أما خارجها فليس لها بهم أى علاقة.. ويُعد على الأصبع الواحد أصدقائها المقربين والتى حازوا على ثقتها وأحترامها..
ولكن مع الأيام ومع تقرب أصدقاء السوء إليها.. بدأت شيئا فشيئا فى التخلى عن مبدائها.. والخروج مع الكثير والكثيرمن الأصدقاء سواء من داخل الجامعة أو من خارجها..
ولأن والدتها تعرفها جيداً.. شعرت أن سلوكها تغير..وأصبحت كثيرى الجلوس بمفردها والكلام فى الهاتف لساعات طويلة.. فحاولت أن تصادقها لتعرف ما جد بها..ولكن كانت (دنيا) دائما تتجاهلها وتهرب من مواجهتها.. ومن الطبيعى أن يتدهور حال (دنيا) فى الدراسة.. ولكنها للأسف لم تبالى ولم تعطى للأمر أهمية.. مما أدى أن والدها بدأ يعاملها بحزم وبدأ فى استعمال "الفرامنات" من أجل مصلحتها.. فسحب الهاتف من غرفة نومها وأجبرها على رجوع البيت فى مواعيد مبكرة.. فبعد أن كانوا يثقوا بها ثقة عمياء.. بدأوا فى سحب الثقة منها يوما بعد يوم.. مع محاولة منهم لمعرفة سبب التغيير ولكن الفشل يلاحقهم دائما..واللامبالاه تصاحب قلب وعقل (دنيا) دائما..
ولأن الأنحراف والضياع دائما نهايتهم لا يحمد عٌقباها.. أحبت (دنيا) شاب من الجامعة.. وأعتقدت أنه لا قبله ولا بعده.. وأنه زوج المستقبل والذى أتى لها بسيفه على حصانه الأبيض.. وبالرغم من محاولات صديقاتها المخلصين بتنبيها أنه يستغلها فقط.. فمثلا؛ دائما ما كانت تدفع كل ما معها فى أى خروجه لهم معا.. فتبرر (دنيا) موقفه وتدافع عنه بكل حماس أن والدته تقصى عليه فى المصروف لأن حالتهم المادية لا تسمح.. ولأنه رجل البيت فعليه أن يتحمل ذلك حتى لا يشعر أمه بالذنب أو التقصير.. ولذلك هى فخورة به على أحتماله لقسوة الحياة وتريد أن تساعده بأى طريقة.. وصرفها الدائم عليه أقل شئ تقدمه لحبيبها المزعوم..
ولأنها تناست الكثير من مبادئها..ولحبها الشديد لحبيبها.. وايضا لأنه كما يقال (مرآة الحب عمياء).. فواصل استغلاله لها حتى أوقعها فى الخطيئة والتى لم تفكر يوما أنها تفعل ذلك غير مع زوجها فى الحلال.. وبالرغم ذلك لم تشعر للحظة أنها أخطاءت وأن حسابها عند الله عسير.. ودائما ما كانت تقنع نفسها أنه سيكون شريك حياتها بعد انتهائهم من الجامعة.. فلن يعرف أحد بالأمر..
وعرف صديق لها بما حدث.. فلم يشعر بنفسه غير وهو يقف أمام والديها يحكى لهم عما وصلت له أبنتهم.. أنهارت الأم وبكى الأب.. فبعد كل سنين تربيتهم لأبنتهم التى لم يتهاونوا لحظة فى إسعادها؛ يكون هذا هو جزائهم.. ماذا حدث منا يا الله لتُبلينا بمثل هذه المُصيبة؟ فنحن لم نفعل شيئا خطأ فى حق ابنتنا أو فى حق أنفسنا.. ولكن بعد أن صلوا ركعتين لله وهدأوا قليلا ليفكروا ماذا يفعلون معها!!! أيقنوا أنه ابتلاء من الله.. لأن المؤمن دائما مُصاب.. ليُمتحن على صبرهُ وقوة إيمانهُ..وعليهم أن ينجحوا فى هذا الأمتحان.. فهذا أصعب أمتحان فى حياتهم..
رجعت (دنيا) المنزل وليس عندها أدنى شك أن أمرها قد أُكتُشف.. دخلت عليها والدتها غرفة نومها لتجد هاتف مُخبأ تحت الفراش تتكلم هى منه..فارتبكت دنيا وأغلقت السماعة.. لم تهتم الأم أن تسألها من أين جاءت بهذا الهاتف فهى تعرف الجواب جيدا.. وصدمتها فى أبنتها أكبرمن هاتف مُخبأ تحت الفراش..
نظرت الأم بعيون دامعة فى عين أبنتها التى حملتها تسع شهور وسهرت بجانبها تذاكر لها وتعلمها الصلاة والصوم والخطأ من الصواب والحلال من الحرام.. تحاول معرفة ماذا حل بأبنتها الوحيدة التى لم تخطأ فى تربيتها لحظة أوهكذا تعتقد..
أخرجتها (دنيا) من ذكرياتها مُتسائلة عن سبب سكوتها!! فحكيت لها الأم فى هدوء عما عرفته من صديقها.. لم تستطيع الدنيا فعل شئ غير البكاء.. فالأول مرة تشعر أنها مُخطئه فى حق نفسها وحق والديها.. وبعيون أمها الدامعة أدركت أنها أساءت لسُمعة أسرة بأكملها.. وخصوصا إذا تسرب الخبر..
لم تنتظر الأم سماع دفاع أبنتها..ولم يرق قلبها لدموع ابنتها.. فخرجت مُسرعة من غرفة نومها ودموعها تلاحقها وقلبها ينزف دماً..
شُلت حركة (دنيا) ولم تدرى ماذا تفعل وبأى كلام تواجه والديها.. فتركت لهم جواب تعتذر فيه عن كل ما حدث منها.. وأنها لا تستطيع الحياة معهم فى مكان واحد وهى تشعر بذنبها الكبيرفى حقهم.. وتركت البيت متواجهه لصديقتها التى حذرتها من قبل لتجلس يومين معها وهى فى قمة الأنهيار..
اتصلت الأم وهى فى حالة يُرثى لها بصديقتها مصممة برجوع (دنيا) إلى المنزل فى أسرع وقت..وعدتها الصديقة برجوعها بعد أن تهدأ أعصابها..
ساد الصمت والحزن أركان المنزل حتى بعد رجوعها.. وقطعت صلتها بحبيبها إلى الأبد.. وحاولت الأنتباه إلى دروسها.. غير أن الألم الذى كان يعتصر قلبها كان أقوى من تركيزها فى أى كتاب تمسكه..
حتى جاء يوم سافر والديها إلى الحج.. تاركين أحزانهم خلفهم.. ورفضوا الكلام معها حتى يوم سفرهم.. وعندما رجعوا من الحج كانت تنتظرهم بكل شوق وحب.. تملأ البيت بالورود التى تعلم أن والدتها تحبها.. قالت لها أمها أنها دعيت لها كثيرا فى الحج.. وإذا لم يهيدها الله فلا شئ فى يديها لتفعله..
وبعد عام وقبل انتهاء (دنيا) من دراستها الجامعية.. فكرت فى الحجاب.. واندهشت من هذا الخاطر.. لأنه لم يخطر ببالها قط أنها من الممكن أن تتحجب يوما.. فهى الفتاة المُدللة التى تذهب للكوافير كل أسبوع وترتدى على المودة.. وما أن جاء لها هذا الخاطر إلا أنها حاولت أن تطرده.. ولكنه بدأ يزيد فقامت وتوضئت وأستخارت الله.. ودعيته بأن الحجاب مسئولية كبيرة وأنه أول المطاف وليس أخره.. فإذا كانت تستطيع حمل هذه المسئولية دون التفكير فى التراجع فيارب يهديها به..
وفعلا استيقظت اليوم الثانى وكلها حماس ألا تنزل الشارع دون تغطية شعرها..
وبدأ حالها يتحول إلى الأفضل..فرحت الأم من داخلها لهذا التغيير.. وأن الله قد استجاب دعاؤها حتى لو كان بعد مدة.. وأستغفرت (دنيا) الله كثيراً على كل معاصيها وأخطاءها وندمت عليها وعزمت عدم الرجوع إليها مُجددا.. ودعيت الله أن يرزقها الزوج الصالح الذى يقدر صارحتها معه..
وبعد حوالى عامين من انتهاء دراستها الجامعية..تزوجت رجل صالح وانجبت الأبناء.. وحمدت الأم ودنيا الله على نعمه الكثيرة التى لا تُعد ولا تُحصى.. ودعوا الله أن يحافظ على كل الفتايات من الوقوع فى مثل هذه الأخطاء.. وأن يتعلموا من أخطاء غيرهم.. فليس كل ردود الفعل واحدة..وليست كل النهايات سعيدة..

- من واقعنا المرير-
رحاب المليـــــحى

Friday, June 16, 2006

موجز بأهم الأنباء 2


القاهرة 2006
نرجو من حضراتكم ربط الأحزمة فبعد لحظات نصل إلى مطار القاهرة..
ما هذا؟؟ لا اصدق نفسى فقد مضى الوقت سريعا..مر عام كامل وها أنا اعود إلى بلدى الحبيبة مصر مجددا.. فلقد اشتقت لها واشتقت لكل من فيها..
لم اصدق يوم اتصل زوجى لحجز تذكرة الطيران.. ولقد كان حزينا لأنى سأتركه وحيدا لمدة شهر.. فقد كان يريد منى الاحتمال حتى نعود سويا كما حدث العام الماضي.. ولكنى تجاهلت رؤية حزنه فى عينه فلقد طغى عليَّ حنينى إلى عائلتى وأصدقائى.. كنت أُعد الأيام حتى يأتى يوم سفرى 06-3-26.
وجاء اليوم الموعود ولكنى كنت خائفة من وجود روشى معى بمفردنا خوفا من حركتها الكثيرة.. ولكن الحمدلله روشى (ظبطتنى) مع ثلاث رجال اجانب بجانبى.. كانت تذهب لتلعب معهم.. فكنت كل ما احتجت شيئا سرعان ما أجد يدا منهم تُسرع بمساعدتى دون أن أطلب..
وعندما وضعت الطائرة عجلاتها على أرض القاهرة.. لم اشعر بنفس الأحاسيس التى شعرت بها العام الماضي.. لم اشعر أنى اريد أن أبكى.. لم أشعر أنى سوف أجرى مسرعة خارج المطار للأرتماء بأحضان من هم فى إنتظارى.. وإنما مر كل شئ فى هدوء وبعد الانتهاء من كل الإجراءات.. خرجت بخطوات ثابتة لأجد أبى فى إنتظارى.. ينظر لى فى سعادة ويعاتبنى فى حب على التأخير.. وقبل أن أُسلم عليه قلت له فى لماضه: (هو يعنى انا اللى كنت سايقة)..
وبعد يومين من وصولى كان عيد ميلادى.. كنت قبل رجوعى قد أرسلت ميل لكل أصدقائى أُذكرهم به.. واطلب منهم رؤية مكان مناسب للأحتفال به..
فبعد ما حدث العام الماضى من تجاهل بعض الأقارب والأصدقاء لى.. كنت قد هيئت نفسى هذا العام بأنى لن أغضب ولن أحرق دمى إذا حدث ذلك مجددا..
ولكن ما حدث قد فاق كل التصورات.. فلم يأت غير أربعة من الأصدقاء المقربين الذى ليس عليهم غبار.. والذى هم معى دائما وابدا.. حاولت ألا أحزن وأن أجد لكل من لم يأت المبررات المناسبة.. ومر اليوم وأنا احاول ألا أفكر فيما حدث.. سعيدة بأنى على الأقل لم أُخذل من أصدقائى المقربين..
وبعد حوالى اسبوعين من وصولى قررت مصر أن ترحب بروشى ولكن بطريقتها الخاصة.. فقد أُصيبت روشى ببرد شديد وانخفض وزنها حوالى كيلو ونصف.. مما أثر علىَّ نفسيا وجسديا.. فلقد استمر مرضها اسبوع كامل وكان أمراً طبيعياً لتغيير المكان والجو ومياه الشرب.. ولكنى لم أحتمل رؤيتها بهذا الضعف.. ولأول مرة منذ وصولى تُسيل دموعى ليس من أجل مصر ولكن من أجل ابنتى.. حتى وصل بى الحال أنى سأعد حقائبى واعود إلى لندن خوفا عليها من الجو الملوث غير المُستقر والمياه التى اصبحت كلور بالماء وليس العكس..
ايضا كنت اشعر بأن حركتى قد شُلت ولا أعرف لمن أسمع ولمن أذهب.. فالكل ينصح وحتى أن كانت نصيحتهم سليمة فأنا لا اريد أن أُجرب فى ابنتى ويا صابت يا خابت.. وبالرغم أن عائلتى وعائلة مصطفى كانوا بجانبى إلا أنى كنت أشعر أنى وحيدة دون وجود زوجى الذى بالتأكيد كان سيُحسن التصرف فى موقف كهذا..
الظريف فى الموضوع أنى قد أحضرت طبيب ليرى روشى فى المنزل.. وقد قال لى من أحضره أنه سيأخذ سبعين جنيها.. وعندما أتى الطبيب الوقور والذى لم يستغرق معها غير بضع دقائق.. قلت له بنية سليمة أن ابنتى تعيش فى لندن.. فأعتقد أن تغيير الجو هو ما جعلها بهذا السوء.. وبعد أن انتهى من كتابة الروشتة التى لا تحتوى غير على بعض نوعيات من السوائل والأطعمة لا تحتاج لطبيب أو لروشتة.. سألته عن (الفيزيتا).. قال لى بكل ثقة ودون حتى أن ينظر لى مائة وعشرون جنيها.. ابتسمت ابتسامة أسى هى مزيج من حزنى
على ابنتى وأسفى على استغلال الناس لظروف الأخرين.. حتى الأطباء الذى من المفروض أن يكونوا ملائكة رحمة أصبحت مهنتهم تجارة ليس إلا..
بعد أن استردت روشى صحتها ورجعت تلعب وتضحك كما كانت من قبل.. بدأت استعيد أنا ايضا صحتى وبدأت أفكر فى أن معظم أصدقائى لم يتصلوا للسلام علىَّ.. وحتى كان منهم من يرانى على الإنترنت ويتجاهلنى تماما.. وكنت مندهشة جدا من طريقتهم.. وبعد فترة ليست بقصيرة اكتشفت أن منهم من هو غاضب من مقال العام الماضي.. -أل إيه- علشان كنت بعاتب فيها بعض الأصدقاء الذين لم أرهم سوى مرة أو مرتين طوال الأجازة.. فافترضوا أنى اتحدث عنهم.. فقرروا مع أنفسهم أن يأخذوا موقفاً منى حتى أتصل بهم..
ولكنى لم أعط للأمر أهمية.. واستمرعنادى بألا أتصل بأحد منهم.. وقلت فى نفسى أن المعزة ليست بالغصب.. وماداموا هم لا يهتمون بالسؤال عنى.. فلماذا اهتم أنا بهم واعطيهم أهمية لا يستحقونها.. ولكن من ناحية أخرى كان لزوجة أخى تفكير أخر.. فمنهم من تزوج خلال سفرى.. ومن وجهة نظرهم أن كلمة مبروك أهم من كلمة حمداً لله على السلامة.. لأنى اسافر وارجع كثيرا.. ولكنهم يتزوجون مرة واحدة فقط.. وقبل أن أفكر فى أن أتراجع عن موقفى.. اتصلت بى صديقة منهم مُعاتبة.. واتفقنا على المقابلة ليلة سفرى.. ولم نفتح الموضوع مجددا وكأن شيئا لم يحدث.. فمهما اختلفت وجهات نظرنا.. إلا إن الأهم أن تستمر صداقتنا..
بدأت اشتاق لزوجى واشعر بأنى نادمة على السفر بدونه.. فمهما كنت مُحاطة بالأهل والأصدقاء إلا أنى فى النهاية ليس لى غير بيتى وزوجى وابنتى.. وايضا بدأت تصعب عليَّ نفسى لأنى أرى الكل مشغول.. والكل له حياته.. وبالرغم أنى أُقدر ظروفهم إلا أن الوحدة والاكتئاب بدأت تعرف لقلبى طريقا.. فحتى أبى وأمى كلا منهم له حياته الخاصة.. أبى فى عمله وأمى ليلا ونهارا امام الكمبيوتر تعمل لوجه الله فى موقع الأطفال.. اما اصدقائى فكل منهم له عمله الذى ينتهى فى وقت متأخر.. وهذه هى الحياة فى مصر.. الكل يدور فى الساقية الخاصة به.. ففضلت أن اكون وحيدة فى لندن عن أن اكون وسطهم وهم لا يشعرون بى وكأن الوحشة ذهبت بعد وصولى ببضعة ساعات..
وكان المكان الوحيد الذى لا اشعر فيه أنى وحيدة هو فى منزل والدة مصطفى.. فالمكان ما شاء الله ملئ بالأطفال (أولاد أخوتهُ).. والذين كانوا سبب رئيسى فى ثبات خطوة روشى ونُطقها ببعض الكلمات.. ولكن لأن الحلو مبيكملش.. كانوا السبب ايضا فى دلعها الزيادة وتعليمها ضرب الناس حتى الأطفال.. وهذه العادة السيئة أُعانى منها الأن وأُحاول أنا وأبوها نهيها عن فعل ذلك قبل دخولها الحضانة -وتلطيشها فى خلق الله-
بعد حوالى شهر من الأجازة استطاع زوجى خطف ثلاث اسابيع من عمله ليقضيهم معنا فى القاهرة.. وقتها لم أشعر بأى ملل.. بالرغم أنى بعدت عن أصحابى خلال أجازته.. لكنى ذهبت معه هو وعائلته إلى أماكن كثيرة منها: (سقارة، العين السخنة، الأسك
ندرية، ورأس صدر)..
كان يوجد بعض الأشياء العجيبة تتخلل هذه الرحلات وكأن عيون كثيرة كانت تُحسدنا ولا تريد لنا السعادة.. ولكن بفضل الله كنا نجتازها بسلام.. ونعتبرها تغيير حتى لا تكون الحياة مملة وروتينية..
ففى العين السخنة وبالتحديد فى (إستيلا دو مارى) رفضت إدارة الفندق نزولى - بالمايوه الشرعى- حمام السباحة.. وعندما ذهب مصطفى ليشتكى مدير الفندق متأكد بوجود استثناء للمحجبات.. وجد المديرة ايطالية وقالت له بحزم: أن هذه هى القوانين.. وإن نزول حمام السباحة – بالبكينى-.. فأجبها مصطفى مُستنكرا إن هذه عنصرية.. فأجابته ببرود: هذه هى القوانين إما تعمل بها وإما تتركها.. ولم تهتم بأننا سنترك الفندق ونذهب لأخر.. فمن الواضح أنها لا تهتم بالمصريين فالإيطالين هم فى المقام الأول.. وعندما علم بعض العاملين فى الفندق بما حدث.. أجابوا فى أسف أن ذلك الموقف يتكرر كثيرا..
فرحلنا فعلا أسفين ليس على ترك الفندق.. ولكن على ما اصبحنا عليه.. فلك أن تتخيل أنك فى بلدك ولا تستطيع ممارسة ما تحب كما تريد.. وأنك فى عُقر دارك.. ولكنك غير مرغوب فيك..
أما رحلة أسكندرية.. فكانت موضوع لوحده.. فقد اتفق مصطفى مع صديق له من لندن أنه سوف يستعير شقته فى (ستانلى).. ولكن علينا أولا أن نأخذ المفاتيح من صديق أخر فى (طنطا).. وبالفعل بدأنا المشوار الساعة التاسعة صباحا تدب فينا الحيوية والنشاط.. وكان مصطفى يقود سيارة أبى.. وكان هذا يؤرقنى كثيرا لأنى لا أحب أن يحدث لها أى مكروه.. أولا لأنها لا تخصنى.. وثانيا لأن مصطفى غير معتاد على قيادتها ولا على القيادة لمسافات طويلة.. لذلك كثرت حرقة دمى طوال الثلاث ايام.. وهذه كانت البداية..
تركنا طنطا حوالى الساعة الثانية عشر ظهرا -فى عز الحر- متجهين إلى ستانلى.. وبعد التوهان وصلنا المكان .. كانت الشقة فى الدور السابع عشر -فى السطح-.. كانت الشقة كبيرة خالية من المفروشات إلا الأساسي منها.. فمثلا كان يوجد ثلاث غرف بالمنزل وفراش واحد فقط.. وعددنا الكبير.. كان هو السبب الرئيسى فى أن نترك المكان.. ونذهب إلى (سيدى كرير) التى تبعد ثلاثين كيلو عن
اسكندرية.. وبعد حوالى ساعة من الحر والزحام والسير فى حوارى الإسكندرية.. استطعنا الخروج إلى الطريق العام.. وبعدها أوقفتنا لجنة لرؤية الرخص.. لأن كلا من مصطفى وأخوه (محمد) فى السيارة الأخرى لا يضعون حزام الأمان.. فقام الظابط الوقور بسحب الأربع رخص.. وعندما طلب محمد من العسكرى الرخص قال له: (بس احنا مشفناش منكم حاجة).. فابتسم محمد ابتسامة ذات مغزى وقال له: (كده قدام الناس!).. ثم أعطاه ورقة بعشرة.. فطلب منه العسكرى أن يذهب ويأخذ الرخص من الباشا.. كده بكل بساطة انتهى الموضوع.. فالموضوع لم يكن خوفا على حياتنا أو تنفيذا للقوانين.. وإنما للأسترزاق فقط..
وبعد وقت ليس بقصير وصلنا (سيدى كرير).. كان الشاليه مظلماً ليس به كهرباء.. وكان غير نظيف لأنه مغلق لمدة عام.. وايضا كان بعيدا تماما عن أى عمار..
ولأن الوقت كان مازال نهارا بدأ مصطفى وأخوته فى تنظيف المكان.. اما انا فكنت على وشك أن أفقد صوابى من التعب والإرهاق والحر.. هذا بجانب زن روشى وفركها المستمر..
وبعد تنظيف الشاليه.. طلبت من مصطفى أن يذهب ليشترى طعام.. فاضطر محمد ومصطفى أن يذهبوا إلى (أبو تلات) الذى يبعد حوالى ثمان كيلو من الشاليه..
ووقت المغرب كنا قد انتهينا من الأكل وبدأ الظلام يحتوى المكان.. فقررنا أن نرجع الثلاثين كيلو مرة أخرى إلى (ستانلى) ونُبيت فى الدور السابع عشر ولو كان على الأرض.. وانتهى هذا اليوم بعد عذاب وكنت قد شعرت أنه لن ينتهى أبدا..
وفى اليوم التالى قضينا طوال النهار على البحر فى (ميامى).. وعندما عزمنا الرجوع إلى المنزل.. عملتها سيارة أبى فينا وتوقفت عن الحركة بسبب عُطل المارش.. قضى مصطفى ومحمد ساعتين عند الكهربائى وذهب بقيتنا لبعض أقاربى..
اما فى يوم الرجوع ونحن على مشارف القاهرة.. وجدت مصطفى يقول لى: الحمارة وقعت.. فلم اهتم بكلامه.. فلا يهمنى أن حمارة تقع فى الشارع.. ولكن عندما وجدت شيئا بلاستيك فى يده.. سألته فى اهتمام: ما هذا؟
فقال لى: بقولك الزمارة وقعت.. فضحكت بمرارة وقلت: حسبى الله ونعم الوكيل.. واضح أن السيارة هتعود لأبى كل شئ مستقل بذاته.. وفور وصولى المنزل تشاهدت من هذه الرحلة الغريبة.. وقلت صدق المثل الذى قال: (اللى يخرج من داره.......)
انتهت اجازة مصطفى سريعا وعاد إلى لندن.. سعيدا بها فبرغم قُصرها إلا أنها كانت جميلة.. بصرف النظرعن الأحداث الغريبة التى تخللتها..
وجاء موعد رحيله يوم -06-5-28.. وكنت قد اتفقت معه بالذهاب إلى المطار.. ولكنى غيرت رأيى صباحا وفضلت أن أنام على أن أذهب معه.. وذهبت معه والدته بدلا منى.. وفى المطار كانت تنتظره صديقة لنا حتى يضعوا أمتعتهم معا على الميزان.. فوجئ مصطفى إن الوزن كان 150 كيلو.. ففكر سريعا وقال: معلش بئه.. أصلنا لسه عرسان جُداد وبنئسس شقتنا فى لندن..
وفى أول يونيو بدأ الحر الشديد فى القاهرة.. وبدأت أشعر أن النمل سيفترسنا فى غرفة نومى بل وعلى فراشى.. فكان يتجمع على لا شىء.. وفى مرة بعد انتهائى من استحمام روشى واثناء تنشيفى لها بفوطتها الخاصة.. وجدت ما لا يقل عن عشر نملات
منتشرة على جسمها..
ايضا لم تُسلم روشى من عيون الحاقدين والحُساد.. فتعبت كثيرا فى هذه الأجازة.. ولم تُشف غير بعد رجوعها إلى
بيتها فى لندن..
فعندما ذهبت لأخذ لها بعض الصور فى -استديو فوجى-.. وعندما علم المصور أنها تعيش فى لندن.. قال لها : أنا بحـــقــــد عليكى..
لم تحتمل البنت هذا الحقد وتعبت قبل سفرنا بأيام.. ولأول مرة ترتفع حرارتها وكان ذلك للأسف يوم سفرنا.. لدرجة أنها اصبحت تخرف.. وبعد وصولى حمدت الله على بأنى رجعت بأقل الخسائر والأحقاد..

:)) ماعدا ذلك كانت رحلة جميلة

وإلى لقاء جديد العام القادم بإذن الله
رحـــاب المليــــحى
11-6-06