Pages

About me

31 Years old Egyptian Living in London since 2004 with my husband and my two daughters..Member editor for the Egyptian magazine (Kelmetna)since 1999.... Finally, I have my own space to share with my readers :) SIMPLE WORDS 4 EASY LIFE

Thursday, April 17, 2014

حق ف الحياة



 
من وانا صغيرة وانا حاسة بعدم الامان وبعدم الثقة ف النفس.. حتى ف البيت ووسط بابا وماما عمرى ما حسيت معاهم بالامان.. وكنت دايما بكتم جوايا وبخاف احكى لبابا لحسن يعاقبنى ويضربنى لإنه الا حد كبير مابيتفهمش..

 اتربت على انى اقول حاضر وامين لكل الناس.. حتى لو اللى هعمله ضد رغبتى لكن كنت بشوف ان ده فيه نوع من تكبير الدماغ والبعد عن المشاكل حتى لو كان ده نتيجته انى اجى ع نفسى..

الموقف اللى اتعرضت له ف صغرى وآثر عليا بشكل مبالغ فيه طول حياتى.. هو ان كان ليا صاحبة ف ابتدائى كانت السبب ف انى اتعرض للتحرش من شباب مراهقين وكانت هتوصل لحد الاغتصاب لكن ربنا سترها ونجانى.. وقتها كنت عند اهل بابا ولما جريت عليهم منهارة وحكيت لهم اللى حصل.. خوفونى انى لو حكيت الموضوع ده لبابا او ماما ممكن يموتونى.. ف خفت وسكت وماحكيتش لحد.. وعيشت عمرى كله الموضوع ده مأثر عليا بشكل فظيع.. بخاف حتى من التفكير فيه

ولما كبرت لاقتنى بثق ف الناس بسرعة اوى.. ولما بحب حد من اصحابى بدى من غير حدود.. وده كان بيخلينى انخدع ف الناس كتير اوى.. وكان صديقى الوفى الوحيد هو قلمي.. كنت بحب اوى اطلع كل اللى جوايا ف شكل خواطر وانشره للناس

من 8 سنين ومع اول شخص اتقدم لى.. وفقت عليه هروبا من الواقع ومن حياتى.. برغم انى ماكنتش مقتنعه بس كنت عايزة اريح دماغى من زن الناس اللى حواليا 

تخيلت ان حياتى الجديدة هتبقى احلى من القديمة.. بس كنت غلطانة.. وبرضه فضلت اقول حاضر ونعم لأى حاجة يطلبها منى.. زى انى ابطل اكتب خواطر.. البس ع مزاجه.. مفيش شغل.. اقطع مع صحباتى اللى مش عاجبينوه..
 وعشان متعملتش لا انى اخد حقى ولا انى اعمل اللى نفسى فيه.. ماتغيرتش حياتى كتير من بيت اهلى لبيت جوزى.. دى بالعكس بقيت اكثر سوادا لإنه بقى يضربنى وعنيف معايا

غيرت كل استيلى وحياتى عشان ارضيه.. وماكنتش بشتكى لأهلى.. لإنى حتى لو اشتكيت كان دايما ردهم اتعايشى مع حياتك حتى لو وحشة وانسى فكرة الطلاق دى تماما

وصل بيا الحال انى بقيت منطوية ومنغلقة ع نفسى تماما.. وبقيت حياتى كلها منحصرة ف النت 24ساعه عليه..
بقى هو ده المتنفس الوحيد ليا اللى بشوف بيه دنيا تانية غير اللى انا عايشها واتعرف فيه ع ناس كتير يلهونى عن واقعى شوية.. كنت بتعامل مع الناس ع النت بشخصية تانية غير اللى عايشة جوايا.. 

ولما فاض بيا بقيت احكى مشاكلى لبعض الناس ع النت اللى كنت بحس انهم بقوا قريبين ليا.. وللاسف لا حد كان بيساعدنى ف حلها ولا كانوا حتى بيفكروا فيها.. دول بالعكس ضرونى وفيه منهم اللى بدأوا يستغلوا ثقتى فيهم لصالحهم

الميزة الوحيدة اللى طلعت بيها انى بدأت اتمرد ع حياتى ووضعى.. وابدا ادور ع حقى اللى ضاع من صغرى.. وابقى انا مش حد تانى

قعدت حوالى سنة ونص ف دوامة بحاول ادور ع الطريق الصحيح.. بحاول الاقى نفسى اللى ضاعت منى..  قربت جدا من ربنا صلاة وصوم ودعاء وقيام ليل.. دعيت كتير ربنا يصبرنى ع حياتى اللى مفيش فيها حاجة حلوة.. 

لا قادرة انزل اشتغل عشان جوزى رافض الفكرة وليا اصحاب اخرج معاهم.. اول حاجة بدات اغيرها كانت طريقة لبسى خليتها بالشكل اللى احبه وف نفس الوقت الشكل اللى يرضى ربنا

من الحاجات اللى اكتشفتها وانا بغير ف نفسى.. ان الناس لما تحس بضعفك بتستغل الضعف ده لصالحها.. اقلها انها مش بتحترم مشاعرك.. وده كان سبب انى اخسر ناس كتير بانوا ع حقيقتهم معايا

من شهر ونص كنت بتفرج ع التلفزيون ف بالصدفة شفت فقرة بتتكلم عن السيدات اللى اتعرضوا لعنف ف حياتهم ولا قادرين يتخطوا الازمة  دى ولا قادرين يكملوا حياتهم بعدها.. وان ف الوطن العربي فيه مراكز متخصصة للسيدات دول

ف اللحظة دى بالذات حسيت ان ربنا بعت لى رسالة يقولى ان فيه امل.. وإن يقينى بالله انه مش هيسبنى حتى لو الناس كلها تخلت عنى طلع حقيقى 

قعدت ادور ع النت كتير اوى ع المراكز دى.. عملت اكونت تانى باسم تانى وبدات ادخل ع المنتديات اسال الناس.. وبعت لكل الصفحات المتخصصة لحقوق المرأة ف مصر.. لحد ما عرفت انهم مركزين بس ف مصر.. 

تواصلت مع مركز منهم ع الفيس وردوا عليا الحقيقة ع طول.. واتصلت بيهم وحددت ميعاد.. وبدات معاهم ف جلسات علاج وتأهيل نفسى.. واحكى لهم ع كل اللى جوايا حتى لو تافه

ومن قبل ما ابدأ ف الخطوة دى كان جوزى اتغير معايا للاحسن.. لكن انا بصراحة كنت قافلة منه جدا ومش قادرة ابدأ معاه صفحة جديدة نهائى.. كنت زى اللي عايشة بس ميته

بس بعد ما بدأت الجلسات حسيت براحة نفسية عمرى ما حسيتها ف حياتى.. حسيت انى خفيفة اوى وطايرة لفوق.. حسيت ان فيه حد بياخد بإيدى للطريق الصح اللى كان بقالى كتير بدور عليه.. ومع الوقت خوفى بدأ يقل كتير

لأول مرة من سنين احلم.. لأول مرة احس انى انسان وليا كيان وحقوق وليا احترام.. بقيت بثق ف نفسى
علاقتى بجوزى وولادى بقيت احسن وف تحسن مستمر.. بدات ادور ع حاجات انمى فيها قدراتى.. عايزة انزل ادور ع شغل حتى لو تطوعى المهم الاقى نفسى وكيانى واحس بقيمتى

باختصار بقيت حاسة انى انسانه ليها حق الحياة.. بدأت اتنفس

رحاب المليحي