Pages

About me

31 Years old Egyptian Living in London since 2004 with my husband and my two daughters..Member editor for the Egyptian magazine (Kelmetna)since 1999.... Finally, I have my own space to share with my readers :) SIMPLE WORDS 4 EASY LIFE

Wednesday, January 07, 2009

يوميات الأي تي أي.. الجزء الثانى

منذ خمس سنوات ذهبت إلى (وادى دجلة) مع الأى تى أى بقيادة (أبو باشا).. وكانت رحلة شاقة بكل ما تحتويه الكلمة من معنى.. ولكن فى نفس الوقت كانت ممتعة ومليئة بالطرائف.. التى لم ننسها جميعا حتى يومنا هذا
ومنذ حوالى أسبوع اتفق معنا (ابو باشا) أن نسافر يوم (السبت) الموافق 09-1-3 إلى (الفيوم) لنرى الكثير من المناظر الطبيعية ونتسلق الجبال كما فعلنا من قبل.. ولأن الرحلة لا تصلح بدون ما لذ وطاب من الأطعمة.. فقد قرر (أبو باشا) أنه سيأتى بدجاج للشواء وسيتحمل التكاليف والتتبيل..
وطوال الأسبوع حاول جاهدا معرفة عدد الأشخاص الذاهبين معه إلى (الفيوم).. ولكنه فشل لأنه دائما وأبدا ظروف الناس تتغير فى لمح البصر.. وحتى يوم (الجمعة) لم نستطع حصر العدد كاملا.. ولا حتى تحديد الأشياء التى يجب علينا إحضارها معنا فى الرحلة.. حتى اتصل بنا (احمد شحاتة) من هاتفه المحمول وقام بعمل (كونفرس) بين حوالى 5 اشخاص .. فى محاولة منه لحصر الأشياء التى يجب أن تتوفر فى الرحلة وتوزيع شراءها على الناس.. ولكن حتى نهاية المكالمة التى امتدت حوالى نصف ساعة كاملة لم نستطع حصر كل شىء.. بالإضافة إلى اننا لا نمتلك (شواية) حتى هذه اللحظة..
اتفقنا ان نتقابل يوم السبت الساعة الثامنة والنصف صباحا فى ميدان الرماية.. على أن يلحق بنا (احمد صلاح ومى) الساعة الثانية ظهرا فى الفيوم..
وكان علي أن أوصل البنات الحضانة فى الثامنة صباحا ع
لى أن يأخذهم والدى فى السادسة مساءا.. وقد قمت فعلا بذلك فى الميعاد..
ولكن لأننا مصريين فدائما تتغير الخطط فى ثوانى.. فاتصل بى (شحاتة) شارحا لى أنه قد حدثت فى الأمور أمور.. واعتذر زميل لنا.. فأصبحت السيارات القادمة أقل من عدد الأشخاص فعليه أن يرتب ذلك قبل المجىء إلي..
واتصلت (بإيناس) حسب اتفاقى معها لإيقظها من النوم.. فقالت لى إنه
ا ستتأخر حتى تنتهى (يُمنى) من عمل السلطات.. واتصلت بى (منى) قائلة إنها يجب أن تذهب لبعض الأماكن أولا وإنها ستلحق بنا على طريق الفيوم مع (شادى) خطيبها..فأدركت إننا لن نبدأ الرحلة قبل العاشرة صباحا على الأقل بعد كل هذه التغييرات الجذرية فى الخطة..
وقبل أن أفقد الأمل مر على (ابو باشا، داليا،
ولاء) منتظرين جميعا مجىء (شحاتة).. ولكن (شحاتة) كانت عنده خطط آخرى.. فقد نسى أن يشترى الكفتة التى صمم أن لا يأتى بها أحد غيره فى مكالمة الجمعة.. ثم ذهب لشراء الخبز برغم اننا حاولنا إقناعه أن يشتريه يوم الجمعة ولكنه رفض.. ثم ذهب ليأتى (بسامح) أحد أصدقائه من (الزيتون).. ثم أخيرا ذهب (لوائل) ليأتى به من منزله أيضا فى مدينة نصر..
فى هذه الأثناء كنا يأسنا من الوقوف أمام منزلى فى انتظار أى جديد.. وحاولت كثيرا الاتصال (بإيناس) ولكن دون جدوى.. فأيقنا تماما إن (احمد على) شجعها على النوم مجددا بحجة إن (يمنى) مازلت تُحضر السلطات..
وأخيرا نجحت فى إيقاظها الساعة العاشرة برغم إن ميعادها مع (يُمنى) التاسعة والنصف.. فى هذا الوقت كا
نت (أميرة) وصلت إلى الهرم بعد أن قال لها (أبو باشا) أن تتأخر عن ميعادها.. ولكن فوجئت إننا مازلنا فى مصر الجديدة ولا نعلم متى سنذهب إليها.. وتركنها لمصيرها دون أن نتصل بها مجددا لعدم وجود ما نقوله لها..
وقررنا أن نغير المكان بعد أن بدأ الإحباط يتسلل إلينا.. بع
د أن تعدت عقارب الساعة العاشرة والنصف صباحا ونحن مازلنا أمام بيتى.. فذهبنا إلى (نادى السكة) ثم جاء (شحاتة) اخيرا ثم لحق بنا (إسلام).. وبدأنا التحرك إلى (الهرم) لنرى مصير (أميرة).. وصلنا إلى الهرم فى الساعة الحادية عشر والنصف وتأخرت علينا (أميرة) حوالى نصف ساعة.. وكانت بالطبع فى قمة الضيق لانتظارها كل هذا الوقت.. والحمدلله إن عمتها تسكن فى الهرم فقد أنقذتها من الانتظار ساعتين فى الشارع..
وبدلا من أن يعتذر لها (شحاتة) عن التأخير عاتبها لأننا انتظرناها نصف ساعة.. برغم إنه هو لم يشعر بالوقت لإنه شغل وقت فراغه بأكل فول وطعمية من فلفلة.. ولكن لا مانع من بعض الغلاسة على (أميرة) حتى لا تذهب ابدا فى ميعادها خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بشلة الأى تى أى..
وبدأنا أخيرا الطريق بعد آذان الظهر.. وبعد أن كانت (منى) ستتأخر وتلحق بنا فى منتصف الطريق.. كانت هى أول من بدأ الطريق.. أما (شحاتة) و(ولاء) فكان من المفروض أن يمشوا وراء بعضهم البعض.. وعلى هذا الأساس انتظرنا (شحاتة) أربع ساعات.. ولكن دائما يحدث كل ما هو غير متوقع.. فقد ضعنا من بعض من بداية الطريق.. وعندما اتصلنا بهم اكتشفنا أننا سبقناهم بمسافة طويلة.. فلا مفر أن نمشى بمفردنا طوال الطريق.. وكل اعتمادنا على اللافتات التى نجدها فى الطريق.. وبرغم تأكدنا من أننا على ا
لطريق الصحيح وبرغم إنه طريق واحد مستقيم إلى الفيوم.. إلا إن (ولاء) قررت تتأكد بطريقتها.. فعندما وصلنا إلى البوابات واثناء دفعها الخمس جنيهات قيمة كارتة دخول السيارة.. قالت للموظف العامل على الشباك: (إلا هو إحنا فين دلوقتى؟؟).. من قوة السؤال على الموظف لم يستطيع الرد لحوالى دقيقتين واكتفى بابتسامة بلهاء غير مُصدق لما سمعهُ.. وعندما قرر الرد كانت قد تحركت بالسيارة من امامه.. فقلت لها وانا لا استطيع التوقف عن الضحك: (ما هو يا هيقول علينا ضاربين يا شاربين)
واستكلمنا الطريق إلى الكيلو 30 ثم توقفنا حتى لحق بنا (شحاتة) واستكملنا الطريق سويا.. وكانت (منى وشادى) ينتظراننا امام بحيرة قارون..
واتجهنا جميعا إلى قرية (زاد المسافر). وقد تخيلت إن معنى زاد المسافر هو الزاد والزواد.. ولكنى اكتشفت انها القرية التى حجز لنا فيها (ابو باشا)..
وصلنا حوالى الساعة الثانية ظهرا.. كانت القرية بدائية جدا وصغيرة.. ففى ركن الجلوس كان مكتوباً (القعدة).. وفى نهاية ركن صغير كان مكتوبا عليه (الضُليلة).. والحمامات التى خارج الشاليه ليس بها أى أنوار.. أما ما يقال عنه شاليه.. فقد كان يحتوى على سريرين وناموسيتين ومكان لوضع الملابس ... ( وكله على البلاط )
ولأن الوقت قد تأخر فقد ألغينا فكرة الشواء وطلبنا من عامل فى القرية أن يقوم بهذه المهمة بدلا عنا.. واستقلينا السيارات مجددا للذهاب إلى شمال البحيرة لتسلق الجبال.. وكانت المناظر الطبيعية خلابة فعلا.. وقد كانت هذه الحقيقة الوحيدة التى لم تتغير فى هذا اليوم..
كان (ابو باشا) مُحبطا نوعا ما لأنه كان يتمنى أن نبدأ اليوم مبكرا حتى نستمتع بكل المناظر الخلابة الموجودة فى هذه المنطقة.. ولكن كان يوجد من هو أكثر احباطا منه ... إنه (سامح) الذى توعد كثيرا ل(ابو باشا) إنه لن يرجع إلى بيته سالما أبدا.. وخصوصا عند طلوعنا الجبل قرر أن يقطع علاقته (بشحاتة) نهائيا بعد هذ
ا اليوم.. وقال لأبو باشا: (ده انا لو بجرى على أكل عيشى مش هعمل كده.. إلهى ما تورد على جنة ولا على جنينة الحيوانات حتى)
حاولنا نقنعه إن هذه الرحلة أهون كثيرا من رحلة وادى دجلة ولكننا فشلنا فى إقناعه.. وصمم على مقاطعة (شحاتة) نهائيا بعد رجوعه إلى منزله سالما..
وبعد حوالى ساعة إلا ربع من تسلق الجبل ونزوله والتقاط بعض الصور قررنا الذهاب إلى الشلالات.. برغم أن (ابو باشا) لم يكن مُرحبا بهذه الفكرة نهائيا وأكد لنا إنها تضيع للوقت.. ولكننا لم يكن عندنا اختيارات أخرى بعد أن وصلت الساعة إلى الرابعة مساءا.. وخصوصا أن (ايناس) كانت تريد وبشدة أن تذهب إلى الشلالات وهى من شجعتنا على ذلك.. وقد أخرنا ذهابنا إلى الشلالات حتى تصل هى إلينا.. وأخيرا وصلوا القرية (احمد صلاح ومى) و(احمد على وايناس) و (احمد عادل ويمنى) الساعة الرابعة ظهرا.. وبعد أن كان من المفترض أن يأتى معنا (على وايناس) من الصباح الباكر وأن يلحق بنا (صلاح) ظهرا.. اكتشفنا ان (صلاح) هو الذى كان ينتظر (على) فى ميدان الرماية حتى يأتوا سويا.. وانتظرت (يمنى) (إيناس) من الساعة التاسعة والنصف حتى الساعة الواحدة والنصف.. وبعد أن رفض (احمد عادل) المجىء مع (يمنى) لأنه كان لديه اختبار يوم الأحد ... أنهى مذكرته وجاء معها..
فطبلنا منهم أن يلحقوا بنا فى الشلالات حتى نراها سريعا ثم نذهب إلى القرية للغذاء.. فوجئنا إنهم رفضوا المجىء وقرروا ان يركبوا الخيل لبعض الوقت حتى نذهب إليهم ونأكل سويا..
وكانت مفاجآت هذا اليوم كثيرة أكثر من الرحلة فى حد ذاتها.. فصممنا أن نستكمل الطريق إلى الشلالات ضاربين بكلام (ابو باشا) عرض الحائط ويا ليتنا ما فعلنا.. فالطريق إلى الشلالات كان طويلا ... بالإضافة إلى أن الشوارع غير مجهزة إلا لتحطيم السيارات.. وبعد حوالى نصف ساعة من (مراجيح مولد النبى) وصلنا إلى المكان المنشود.. وكنت قد شعرت بالغثيان وصداع من كثرة اهتزازاتنا فى السيارة.. وحتى لحظة نزولنا من السيارة لم أجد أى مياه توحى بوجود شلالات من أى نوع فى المكان.. ولكن فجأة هتفت (أميرة): (سامعين صوت المية!!! الصوت قوى أوى).. فسرنا وراء الصوت لعل وعسى أن نجد ما يُعوضنا عن تعبنا فى الوصول.. ولكن للأسف لم نجد غير شلال صغير سئ الرائحة.. وشعرنا جميعا بالإحباط ولم ننس أن (نقطم) ابو باشا بكلامنا الذى شبع منه طوال الرحلة ولكنه دائما صاحب روح رياضية..
ثم اتجهنا مرة أخرى إلى السيارات نحلم بالأكل بعد أن سيطر علينا الجوع.. خائفين أن يكون بقية الأصدقاء اللذي
ن جاءوا متأخرين إلى القرية قد لعبوا الدنيئة وبدأوا فى الأكل بدوننا..
وعندما وصلنا إلى قرية (زاد المسافر) وجدناهم يستعدون لركوب الخيل للسير حول البحيرة لبعض الوقت.. وانتظرناهم حوالى نصف ساعة ثم بدأنا فى الأكل على أمل أن يلحقوا بنا قبل الانتهاء.. وعندما وصلوا عاتبنا (أحمد عادل) قائلا: (إيه الخيانة دى كمان بدأتوا أكل من غيرنا؟؟ ما احنا كنا ممكن ناكل قبل انتم ما تيجوا).. ولكن لم يجبه أحد فالكل كان مشغولا فى الأكل الذى أمامه..
وأخيرا تجمعنا جميعا فى نهاية الرحلة على الأكل وكانت الساعة حوالى السادسة مساءا.. وبعد الانتهاء
من الأكل بدأنا فى عتاب من تأخروا علينا.. فقال (ابو باشا) (لإيناس): ((إذا كنتى جيتى كتب كتابك متأخرة ساعتين.. يبقى هتيجى الفيوم فى ميعادك!!).. فقلت لها غير مُصدقة: ((ساعتين؟)).. فقال (احمد على): ((كان معادنا 9 بليل روحنا 11 بس فى ناس كتير اوى مشيت خصوصا البنات مش عارف ليه)).. قلت لإيناس: ((كنتوا بتعملوا ايه كل ده؟؟)) فأجابت إيناس فى هدوء: ((كنت قاعدة عند الكوافير بقرأ ميكى مستنية أحمد يجى.. واحمد كان بيحلق))
كانت إجاباتهم منطقية بحق لدرجة إننا اكتفينا بها.. وقررنا بعد ذلك أن نقول لهم الميعاد قبلها بساعتين..
وأيضا التقطنا بعض الصور الجماعية التى دائما ما تكون أحلى ما فى أى رحلة لأنها هى التى تبق
ى كذكرى جميلة بالمكان والناس الموجودة فيه.. وضحكنا كثيرا عند التقاط هذه الصور.. لأن (احمد عادل وشحاتة) كانوا يقومون بضبط أربع كاميرات على أن يقوموا بالتصوير تلقائيا.. وكانوا دائما ما يفشلون فى دخول الكادر قبل التقاط الكاميرا للصورة.. وكان علينا أن ( نتسمر ) فى أماكننا حتى يقوموا بالضبط مجددا..
وأخيرا طلبنا أن نقسم حساب الأكل والبنزين على الجميع.. كان (ابو باشا) أول من رفض فعل ذلك وقال إنه دفع ثمن الدجاج. وأيضا رفضت (ولاء) أن ندفع لها ثمن بنزين سيارتها قائلة: ( انا مش هاخد تمن البنزين.. بس ممكن اخد تمن الكاوتش والعفشة).. فبالتالى رفضنا جميعا أن نقول كم دفعنا فى مصاريف الأكل واكتفينا بتقسيم ثمن الشاليه..
وبدأنا رحلة الرجوع فى الساعة السابعة والنصف مساءا.. ورجعنا جميع سالمين إلى بيوتنا مُنهكى القوى ولكن كنا نحمد الله إن الرحلة لم تكن بنفس شقاء (وادى دجلة) فلا أحد فينا تبقت لديه بقايا صحة ليمشى 12 كيلو كما فعلنا منذ خمس سنوات..

إلى اللقاء
فى مغامرات أى تى أئية جديدة
رحاب المليـــحى

Monday, January 05, 2009

يوميات أي تي أي


عذاب يوما شاق.. كل منا يحلم باللحظة التى سيأخذ فيها حمام ساخن جدا.. ثم يرتمى بعدها على سريره.. ومع كل آهه ستصدر منا سنلعن فيها اليوم الذى فكرنا فيه أن نمشى وراء كلام "أبو باشا" و "أحمد على".. وبعد أن تذهب الآهه وقبل مجئ أخرى.. نتذكر إنه كان يوما غريبا وظريفا.. ملئ بالأحداث الكثيرة والطريفه..

فاليوم هو ذكرى هجرة الرسول (ص) وكان أجازه رسميه.. اتفق معنا أحمد على و أبو باشا على الذهاب إلى "وادى دجلة" وهى تبعد عن " زهراء المعادى" بمسافة ليست بعيده.. وقالوا لنا إننا سنقضى يوما ظريفا.. نستجم فيه لفترة ونشوى ونشاهد الجبال.. وإن المسافه داخل وادى دجلة حوالى "12 كيلو".. إنها مسافه ليست ببسيطه.. وليسهلوا علينا تخيل المسافه قالوا إنها مثلا من "مصر الجديدة إلى رمسيس".. ولأننا ننتهز أى فرصه لتجديد نشاطنا بعيدا عن ال ITI.. ومع انى لا أثق فى كلام "أحمد على" من بعد الموسيقار العظيم " فتحى سلامه".. إلا إنى تحمست لهذه الرحلة.. و تحمس الكثير منا بما فيهم المعيدات.. و قررنا تأجيل إمتحان كان فى اليوم الذى يلي الرحلة.. وذلك لإننا كنا واثقين إننا سنرجع متعابين ولن نستطيع المذاكره.. خصوصا إن معيدة هذه المادة وهى الJava كانت معنا فى الرحلة.. وذلك ما شجعنا أكثر على تأجيل الإمتحان..

تقابل البعض منا فى ميعاده بالظبط.. ولكن تخلف الكثير وتأخروا عن الميعاد.. مما أدى إلى تأخرنا عن الوصول إلى بوابة المحميه حوالى ساعة.. وبعد تجمعنا جميعا كنا ما يقرب من 30 فرد و10 سيارات..

قبل الوصول إلى بوابة المحميه.. قابلتنا أول الصعاب.. وهى إن الطريق كان غير ممهد للسيارات.. فيجب على جميع السيارات أن تنتقل إلى الناحية الأخرى من الطريق حتى نستكمل مسيرتنا..

ولكــــــــــــــن!!!

حتى تنتقل كل سياره إلى الطريق الموازى فيجب أن تمر على حفرة ليست كبيره.. ولكنها مليئه بالمياه والطين.. ولذلك يجب على سائقى السيارات " أن يدوسوا بنزين ويحرقوا على الأول".. ليتخطوا هذه الحفره.. ومن لن يستطيع فعل ذلك كان "هيغرز" فى الرمال المليئه بالماء.. ومن يكون لسوء حظه سيارته "قريبه من الأرض".. يجب عليه ألا يبالى.. حتى يستطيع أن يعبر بسيارته فى أمان.. وأنا كنت من تعساء الحظ لإن سيارتى كانت "واطيه".. وكنت فى قمة خوفى من أن تغرز السيارة فى الرمل..

أو أن تأخذ دش مياه معتبر وهى تعبر الحفرة فلا تقوم مرة أخرى.. ولكن الحمدلله أستطاع " أحمد صلاح" أن يعبر بها بسلام.. وكانت بعدى سيارة " يمنى".. قالوا لها أن تعتبر نفسها فى "راى الفراعنه".. وتتوكل على الله وتحرق وتعبر.. وبالفعل قامت بالعبور بنجاح.. ويليها باقى السيارات..

وصلنا أمام بوابة المحميه حوالى الساعة العاشره والنصف.. ودهشت لرؤيتى لحارس المكان وهو يريد من كل واحد فينا أن يكتب أسمه ويريد أن يعرف عددنا بالظبط.. تساءلت لماذا كل هذا الأمن ولكنى لم أعطى للموضوع أهميه.. وقال لنا: " إن المسافه حوالى 14 كيلو"..

وقرر أحمد صلاح أن يذهب ليغير ملابسه بعد أن إتسخت فى عبور الراى.. وأيضا يأتى "بأحمد على" الذى منعه من المجئ فى الميعاد كثرة اللحوم والسلطات التى كانت معه..

ودخل مرافقا لنا بسيارته "أحمد عادل".. وقبل دخوله من البوابه سجل فى كاميرا الفيديو: "إن تصليح سيارته على حسابنا"..

دخلنا من البوابه الساعه 10.45 ص وبدأ المشـــــوار............!!!!

أول ما تقع عيناك على المكان تجد جبل على يمينك وجبل على يسارك وطريق فى المنتصف ليس له نهاية.. بدأ الناس فى المشى متحمسيين وكلهم نشاط وبجانبهم سيارة أحمد عادل.. وتخلف 7 أفراد منا عن المشى مع باقى الناس.. لأننا كنا نمشى ببطء نوعا ما.. على مبدأ "أيه" (أخت أحمد صلاح) التى كانت تقول: " إن من يمشى ببطء لن يتعب بسرعه.. ولكن هؤلاء اللذين يسرعوا الخطى ستنفذ طاقتهم سريعا.. ولن يستطيعوا استكمال المشوار..

وبعد حوالى ساعه ونصف من المشى المتواصل فى الشمس الحارقه.. وجدنا أنفسنا نحن السبعه بمفردنا.. لا يوجد من يرشدنا على الطريق.. ولا يوجد معنا نقطة مياه واحده.. وأيضا لم يأتى أحمد صلاح وأحمد على حتى الأن.. بدأ القلق يحوم حولنا.. وحولنا أن نقطع هذا القلق بالكلام لنضيع به الوقت.. فقالت آيه نادمه على مجيئها.. " قال لى أحمد صباحا إن المكان يبعد مسافه قصيره عن زهراء المعادى.. وإننا سوف نترك السيارات.. ونمشى بعض الوقت حتى نجد طريق الجبال أصبح مسدودا أمامنا.. ثم نجلس لنشوى ونأكل.. ثم نعود للمشى مرة أخرى.. ثم نغادر المكان.." وبعد أن يئست آيه من أن يتسد الطريق أمامها كما قال لها أخوها.. قالت داعيه: " يا رب سدها فى وجهنا.. وما تفتحش الطريق أمامنا أكتر من كده"..

وحكى لنا "باسل" صديق ( أحمد من الطفوله).. كيف ضحك عليه أحمد ليأتى به إلى هذا المكان قائلا: " أحمد قال لى إنها كلها 9 كيلو ليس إلا.. لأنه يعلم جيدا إنه إذا كان قال لى إنهم 12ك كنت سأرفض الذهاب معه".. فقلت له مندهشه:" من 9 ل 12ك الفرق ليس كبير.. وعلى العموم أصبحوا 14 ك".. فرد مبتسما: " لأن أحمد يعلم إنى لا امشى قط.. وإن كبيرى بحرك يدى للمسك بالريموت كنترول وفتح التلفزيون"..

أما "محمود" ( أخو علياء) كان نفسه يقتلها.. لأنها لم تقل له شيئا عن المشى أو عن تفاصيل الرحله.. حتى تأخده معها دون أن يعترض.. فقال لها وهو فى شدة التعب : " بس لما نروح يا علياء"..

وعندما أشتد بنا التعب والعطش.. نظر "محمود" أمامه بمسافه كبيره وقال :" مش ده أبو باشا"!! فرد عليه " باسل" فى حسرة وتعب: " لأ ده سراب".. وضحكنا جميعا من شدة تعبنا.. وفى خلال سيرنا كان يمر علينا الكثير من الأجانب فى سيارات "جيب" ينظروا إلينا مبتسميين.. ونحن ننظر إليهم فى حقد لجلوسهم فى سيارات مكيفه غير مهتمين بما نشعر به من إرهاق وجو شديد الحراره ..

وعلى الساعه الواحده والربع ظهرا وبعد أن قابلنا بعض الأصدقاء بما فيهم أحمد عادل حتى نستريح بعد الوقت فى سيارته ونجد معهم المياه لنروي عطشنا.. وجدنا سيارة أحمد صلاح تأتى كالعروس من بعيد.. فشاورنا لهم مهلللين..لأننا كلنا كنا فى إنتظار "أحمد على" لنقتله على تأخره.. فقال لنا فى هدوء:" كله من الفراخ.. وبعدين أنا بعمل كله ده علشان خاطركوا وخاطر البلد".. وأكمل فى برود من داخل السيارة: "إن ما قطعتوه من مسافه ليس أكثر من 5 ك " !!

وبعد حوالى ساعة أخرى.. وبعد أن قام أحمد عادل وأحمد صلاح بنقل الكثير من اللذين أنهاكهم التعب.. وصلنا بعد معاناه إلى خط النهايه.. وهو أن وجدنا الجبل أمامنا سدا ولا يوجد طريق.. نظرت حولى فلم أجد أى جديد عن ما رأيته فى أول كيلو.. فساءلت فى إستنكار خائفه من الرد: "هل هذا هو ما أتينا من أجل رؤيته؟ هل هذا هو المكان الذى يستدعى تعب مشى 3 ساعات فى الشمس الحارقه؟؟ فرد على "ابو باشا" فى هدوء: "نعم هذا هو المكان الذى سنقوم بالشوى فيه.. ولكن المنظر الذى جئتوا من أجله فهو فوق الجبل".. وشاور لنا على قمة الجبل الذى من المفروض أن نتسلقه.. فقال معظمنا فى حماس: "مادام وصلنا إلى هنا.. فيجب علينا أن نكمل المشوار حتى قمة الجبل".. قرر البعض وكان معظمهم من الشباب ألا يتسلقوا حتى يبدأوا فى الشوى.. " لأن الشوى لسه فيلم تانى"..

وكنت أمشى أنا و يمنى ومنى فى إتجاهنا للتسلق.. ولأن "منى" كانت تريد أن تلحق بمن سابقونا لتصعد معهم.. وما أن بدأت تجرى فوق الصخور لتسرع.. قلت لها: " صحتك حلوة".. وللأسف قبل أن أنتهى من كلامى.. كانت قد وقعت على الصخور.. وكان موقفى حرجا جدا.. لأن يمنى نظرت لى بإستنكار وقالت: " يا ما شاء الله.. دى انتى عينك ..... "

وبدأنا جميعا فى التسلق.. ومن أول طريق التسلق وقد تداركت الموقف.. إن الموضوع ليس بالسهوله التى كنت اتوقعها.. لأنى كنت لا أستطيع التقدم خطوة إلا بأن يمسك أحدا بيدى ( أنا وكاميرا الفيديو).. لأنى كنت خائفه على الكاميرا حتى لا يحدث لها مكروه.. وهذا ما اربكنى أكثر فى محاولتى للصعود.. وبعد أن وصلت إلى نصف المسافه أنا وآيه.. أكتفينا بهدا القدر وقررنا إنتظارهم فى هذا المكان.. لحين صعودهم ونزولهم مرة أخرى..

وبعد حوالى ربع ساعة بدأوا فى النزول.. ولكــــــــــن..!! حدث إن الجبل كان منحدرا للغايه.. فأنزلقت أرجل "نوران" (أخت بكينام) ولم تستطيع حفظ توازنها.. وبدأت فى النزول بخطى سريعه غير منتظمه.. ووقفت باكينام متسمره فى مكانها لا تستطيع فعل شئ والدموع تغمرها.. إلى أن ربنا ستر وأوقفت نوران صخرة صغيره كانت فى طريقها وهى تنزلق من فوق الجبل.. وأكملت الطريق على قدميها.. فى نفس الوقت التى كان قلب باكينام كان توقف من خوفه على اختها ولكنها حمدت الله وأستكملت النزول من الجبل.. دون أن تنطق بكلمة واحدة..

وبعد نزولنا سالميين من على قمة الجبل.. صرخت "أميرة" (معيدة ال Java) قائله: " ساقطين فى الإمتحان.. وكمان فى ال Corrective".. فردت يمنى ضاحكه: " أظن إن هذه الرحلة مؤامرة منهم لأنى لم أوافق على تأجيل الإمتحان غير يوما واحدا"..

وفور نزولنا كان الشباب بدأوا فى تقديم اللحمه لنا.. بعد ان أخذت وقت كبير فى الشواء.. لأن الفحم كان رطبا.. ولن أنسى أن أقول إن أحمد على "ست بيت شاطره".. هو من (تبل الفراخ) وعمل السلطات.. ليضفى على الرحله بعض من البهجة والشبع بعد هلاك المشوار..

وفى أثناء الأكل.. ولأن "أحمد وصفى" من الناس القلائل اللذين مشوا الثلاث ساعات كاملين دون ركوب السيارة.. جلس على صخرة مسترخيا.. وقام بخلع حذاءه وجواربه "ليهوى أرجله".. وعندما شاهدت يمنى هذا المنظر لم تصدق نفسها وقالت له ضاحكه: " سيادتك قاعد على البلاج".. وليؤكد أحمد عادل كلامها.. مشى أمام أحمد وصفى مناديا: " أيس كريم كلو كلو.. أيس كريم كلو كلو"..

وبعد أن أكل الجميع مستمتعين بالجو والصحبه وأيضا بوفرة الأكل.. بدأنا التفكير فى كيف ستحملنا أرجلنا إلى بوابة المحميه من جديد.. ومعنى ذلك إن سنمشى 3 ساعات أخرى.. ولكن الجديد إننا سنكون ليلا ولن نرى شيئا أثناء الرجوع.. بدأ كل واحد منا يسرح فى الأفاق ليفكر كيف سيرجع.. وهل سيلعب الدنيئه ويركب السياره غير مهتم بالأخرين.. أم سيكون عنده ذوق ويعرض على الجميع الركوب قبل أن يركب هو!!..

ولكن ما أن بدأوا فى وضع الأكل والشويات فى السيارات.. كنت أنا أول من لعب الدنيئه وحجزت مكانى فى سيارة أحمد عادل من شدة تعبى..

بدأنا مشـــــــــوار الرجوع حوالى الساعة الخامسه مساءا.. كان الجو بدأ فى التحسن والشمس بدأت تغيب.. وبدأ أحمد صلاح وأحمد عادل مشوارهم فى نقل الناس..

فى أول الأمر كان أحمد عادل خائفا على سيارته.. ولأنه أيضا كان يحمل فيها 6 أفراد.. وذلك بالطبع حمل على السيارة.. فكان إذا جاء منحدر أو بعض الحجر الكبير.. يطلب من الناس النزول حتى يعبر خوفا على السيارة من أن "تحك" فى الحجر.. ولأن الطريق غير ممهد وبه الكثير والكثير من الأحجار فكان يضطر لعمل ذلك كثيرا..

ولكن ما أن جاءت الساعة السادسه وبدأت الشمس تودعنا ونحن نستجديها أن تتأخر هذا اليوم بالأخص عن توديعنا.. أو لتترك لنا بصيص من النور حتى نرى الطريق أمامنا.. بدأ احمد عادل بألا يهتم بما يسمعه من أصوات فى السيارة وهى تحك فى الحجر من تحتها.. لأن كان لا يوجد وقت أن ينزل الناس حتى يعبر الحجر ثم يركبوا مره أخره.. قرر أن "يكبر دماغه" وبدأ فى السير بسرعه نوعا ما حتى يستطيع أن ينقل اكبر قدر ممكن من الناس فى وقت قصير.. ثم يدخل ليأتى ببقية الناس وهكذا..

لدرجة أن وصل الحال بأحمد صلاح أن يحمل فى سيارته 10 افراد.. 3 من خارج السياره والباقى فى الداخل.. حتى شعر إنه شم رائحة شيات.. فقرر أن ينزلهم ويذهب ليأتى بغيرهم..

وما أن اشارت الساعة إلى السابعة والنصف.. كنا جميعا قد وصلنا سالمين إلى بوابة المحمية..

حامدين الله على سلامتنا من هذه المغامرة.. ضاحكين غير مدركيين كيف عدى علينا هذا اليوم بكل مواقفه وطرائفه.. شاعرين إننا كنا داخل فيلم تائهين فى الصحراء منتظرين الطائرة التى ستنقذنا من ضياعنا.. غير مصدقين إننا كنا داخل القاهرة وليس فى شرم أو فى أى مكان أخر صحراوى..

فور وصولى إلى البوابة ورؤية نفس الحارس الذى أستقبلنا عند دخولنا وكان مصمما وقتها على معرفة عددنا .. وانا وقتها كنت مندهشه من موقفه.. عرفت الإجابه وهى: " إنه ببساطه الداخل مولود والخارج مفقود".. وحتى يتأكد إن الناس كلها خرجت من المكان قبل إغلاقه..

وبعد ان وصلت كاملة الأوجاع إلى منزلى قلت فى نفسى.. " إذا أردت أن تقضى يوما ظريفا.. تخرج فيه من روتين حياتك اليوميه وتكسر إحساسك بالملل.. أمشى وراء كلام أحمد على.. ولكن ضع فى الإعتبار إنك ستذهب إلى المكان مرة واحدة.. ولن تكرر الذهاب إلى نفس المكان مرة أخرى"

رحاب المليــــحي