Pages

About me

31 Years old Egyptian Living in London since 2004 with my husband and my two daughters..Member editor for the Egyptian magazine (Kelmetna)since 1999.... Finally, I have my own space to share with my readers :) SIMPLE WORDS 4 EASY LIFE

Friday, January 11, 2008

خـــــــاطرة.. الوطن والغربة

قرأت مقالاً خاصاً لصديق لى عن احساسه بالغربة لسفره إلى الجزائر لمدة أسبوعين.. واشتياقه الشديد لمصر ولكل الطقوس التى كان يفعلها ابتداءاً من استيقاظه من نومه صباحا ليجد والدته أعدت له كوب الشاى ، ثم خروجه الشارع وسط زحام الشوارع وحنقه من سائق الميكروباص الذى يسب ويلعن دائما بسبب أو بدون.. واشتياقه إلى طبق الكشرى بالدقه.. حتى اشتياقه إلى الأشياء التى كان يكرها وهو فى بلده إلا أنه يشعر بالحنين لها وهو غريب فى الجزائر..
وبعد قرأتى للمقال سألنى عن رأيى فيه.. ولأنى دائما أشيد به فى أى مجلس بأنه أستاذى فى الكتابة.. فقلت له أن المقال لا يستطيع اثنان أن يختلفا عليه.. فهو رائع وأحساسه عالى جداً.. تشعر أنك تتمنى أن تعيش فى مصر حتى الممات..
فسألنى إذا كان هذا احساسى ايضاً فى غربتى.. ولكنى أدهشته - أو صدمته - بمعنى أدق- لأجابتى بالنفى.. وقلت له أنه مازال ( مستجداً ) فى عالم الغربة.. ولكنى أعيش فى لندن منذ حوالى أربع سنوات فلم تعد غربة بالنسبة لى.. فابتسم ابتسامة باهته وقال لى كلمة أحزنتنى أن تأتى منه (لقد أصحبتِِ انجليزية يا صديقتى)..
لا، فأنا لم ولن أصبح انجيلزية فى يوم من الأيام حتى بعد حصولى على الجنسية.. كل ما فى الأمر أن أصابع اليد الواحدة غير متشابهة.. هناك أناس لا تستطيع التكيف مع الظروف والحياة الجديدة ولا تحب أن تغير نمط حياتها وتخرج من جلدها.. وهناك البعض الذى يستطيع التكيف بمرور الوقت مع النمط الجديد التى أجبرته عليه الحياة.. لأنه ليس امامه خيار أخر.. فإذا لم يستطع سيدمر حياته بيده..
وأنا هذا الأخير.. فمنذ زواجى وأنا أعيش فى لندن مع أسرتى الصغيرة ولى طقوسى أنا ايضا ونظام حياة لى ولبناتى ينهار تماما عند زيارتى لمصر.. فعدم وجود بيت خاص بى هناك كفيل بأن يدمر استقرارى النفسى والنظام الذى تعود بيتى وأسرتى عليه..
بعض الأصدقاء قالوا لى أنى أصبحت عقلانية أكثر منى عاطفية.. هذا محتمل ولا أستطيع انكاره.. ففكرة اللقاء والفراق لأقرب الناس وأحبهم إلى قلبك كفيلة بأن تجمد قلبك أو على الأقل تجعلك تحتمل أى صدمات..
وكما قيل أن السفر فيه سبع فوائد.. أضف إليهم تحمل المسئولية والمشقات.. وأن ترى الحقيقة مجردة من أى تزييف.. فالدنيا ليست بمبى على طول الخط.. وأن تحاول دائما أن تغير من نفسك لتتكيف فى سهولة مع الظروف المحيطة أياً كانت.. وتحاول ايضا أن ترى الجزء الممتلئ من الكوب.. لأنك كثيرا ما ستشعر بالأحباط وعدم وجود فائدة من الاغتراب.. وأنك تختار طريقك بنفسك بلا رقيب غير ضميرك.. وأن تكون جاهزا نفسيا لأى خبر يأتى لك عن طريق الهاتف.. فالغربة ليست سهلة وليست ( ياما فى الجراب يا حاوى) كما يظن الكثير من الشباب الذى يحلم بأى فرصة للهروب من وطنه وإحساسه بكره الشديد له، لأنه السبب فى عدم منحه فرصة وايضا السبب فى جلوسه على المقاهى ليل نهار.. ولا يشعر بأدنى مسئولية أنه عليه أن يكافح ليجد فرصته بيده ولا أنه ينتظر القوة العاملة لكى تبحث له عن هذه الفرصة..
عارف، يعلم الله كيف قضيت أول سنة لى فى لندن بعيدا عن الأهل والأصدقاء وكيف كانت حيرتى بعد ولادتى (لروشان) لجهلى التام بأمور الأمومة.. وكيف كان حنينى لوطنى.. ولكن بعد التعود على السفر والإياب وعلى الدفء الذى لا أجده غير فى بيتى بدأ يقل حنينى للوطن.. لأنى ببساطة وجدت وطنى فى بيتى ووسط أسرتى الصغيرة.. وهذا هى سُنة الحياة ولا اعتقد أن فى كلامى ما هو غريب أو غير معقول..
فى البداية أو النهاية هى مسألة تعود ليس أكثر.. جمد قلبك يا صاحبى فالحياة أمامك طويلة ودائما ما ستجد الشوك فى الورد.. ولكن عليك ألا تستسلم وأن تفعل كل ما تستطع للوصول إلى بر الأمان فى سلام..
ترجع بالسلامة..

وها هو اللينك لمقالة صديقى التى آثارت قلمى
http://www.3ala-esm-masr.blogspot.com/

رحاب المليحى