Pages

About me

31 Years old Egyptian Living in London since 2004 with my husband and my two daughters..Member editor for the Egyptian magazine (Kelmetna)since 1999.... Finally, I have my own space to share with my readers :) SIMPLE WORDS 4 EASY LIFE

Thursday, December 10, 2009

يوميات محررة


كانت أولى بداياتى فى الكتابة منذ حوالى عشر سنين وكانت فى مجلة كلمتنا.. وتقريبا بدأت أكتب فى المجلة من بدايتها.. ولي الفخر إنى أكون واحدة من مؤسسيها.. عشت فيها أحلى أيام حياتى واتعرفت فيها على ناس كتير قوى.. طلعت منها بخبرة كبيرة وأصحاب كانوا ومازلوا أعز أصحاب ..

لما رجعت فلاش باك تمان سنين افتكرت ذكرياتى ومغامراتى فيها.. ضحكت كتير لما افتكرت الأيام دى وإتمنيت إنها ترجع تانى..

فمن الحاجات مثلا اللى ماقدرش انساها وماكنتش أتخيل إنى ممكن أعملها فى يوم من الأيام إنى أروح (مشرحة زينهم).. وكان التحقيق الصحفى ده بينى أنا و(هيثم دبور).. وبرغم معارضة كتير من أصحابنا إننا نروح لإننا ممكن مانتحملش نشوف جثث سواء مشوهيين أو حتى جثث سليمة.. لكن إحنا صممنا نروح مش حبا فى التحقيق الصحفى ولكن حبا فى المغامرة نفسها.. ولكن لإنى كنت مش واثقة فى نفسى وفى مدى قدرتى على التحمل طلبت من هيثم إنه يلحقنى لو أغمى عليا جوة المشرحة.. فاكرة أول لما وصلنا المشرحة كنت بقدم خطوة وارجع عشرة.. مش مصدقة إنها كلها لحظات واجتمع أنا وجثة فى مكان واحد..

لما دخلت المشرحة كانت ريحة الفورمالين اللى حواليا فى كل مكان كفيلة إنها تحسسنى بالغثيان قبل حتى ما عينى تشوف أى جثة.. بعد ما انتهينا من التحقيق الصحفى مع الدكتور اللى استقبلنا بترحاب وجاوب على كل اسئلتنا من غير كلل وملل وبعد كمان ما اتكلمنا مع طبيبة كان عمرها أيامها 43 سنة وكانت شغالة فى المهنة دى من سن 18 سنة.. وكنت مستغرباها جدا إزاى بتقدر تتعامل مع جثث وإنها حابه جدا مهنتها.. واللى زاد من دهشتى ولسه فاكراه كويس، لما قالت إنها ممكن تتعامل مع جثة ببطن مفتوحة لكن صعب عليها انها تتعامل مع مريض بطنه مفتوحة..

وكانت أخر حاجة نعملها قبل ما نمشى من المشرحة إننا ننزل حيث الثلاجة والجثث.. كانت لحظة من أصعب اللحظات اللى مرت عليا فى حياتى.. بصينا برهبة للجثث التى عرضت علينا كانوا كقتلى الحروب.. وقتها طلبت من هيثم إننا نكتفى بهذا القدر ونمشى.. وبعد ما خرجنا حيث الهواء والشمس.. هيثم قال لى ما انتى جامدة أهو وماأغماش عليكى..

وفاكرة كمان لما المجلة طلبت منى اعمل حوار مع أم عمرو الخاطبة.. كنت مستغربة جدا إن فى لسه حاجة اسمها خاطبة.. كنت متخيلة إنها خلاص إندثرت ومابقاش لها لازمة مع وجود الإنفتاح والإنترنت اللى اكتسح كل بيت.. لكن فوجئت إنها مازلت موجودة ومازال لها وزنها.. كانت ست ظريفة من النوع التلقائى اللى فى قلبها على لسانها.. وكانت حابة شغلتها ووارثاها.. لكن كانت بتشتكى من البنات اللى مهما جابتلهم عرسان على الفرازة وزى ما هما عايزين لازم يطلعوا فيه العبر.. وإن البنت تدخل على العريس عاملة حواجبها فيونكات ومخنوقة قوى.. وتتكسف أم عمرو من الموقف اللى العروسة بتحط نفسها وتحطها فيه.. مانساش الموقف الطريف اللى حكته لى لما مرة والدتها كانت مريضة وكانت مواعدة عريس إنها تروح معاه تقابله بعروسة.. فطلبت منه إنه ياخدها من بيتها لبيت العروسة.. ولما وصل وشاف أم عمرو طلب إيدها من والدتها ومرضاش يروح ميعاده مع العروسة التانية.

ومن الخاطبة لشارع محمد على.. كان فى يوم عندنا اجتماع فى المجلة وكان معروض علينا كذا موضوع علشان نعملهم تحقيق صحفى.. وكل واحد اختار الموضوع اللى عجبه.. ما عدا أنا مافيش ولا فكرة منهم كانت عاجبانى.. ولما (ماجدة) رئيسة التحرير لاقتنى مش متحمسة لأى موضوع منهم قررت إنها هى اللى تختار لى وياريتها ما اختارت.. فكان نصيبى إنى أنزل معاها ومع بقية المحررين شارع محمد على.. قلت لها إنى غالبا اليوم ده بالذات هاكون تعبانة فيه..

روحنا فعلا شارع محمد على الساعة 12 ظهرا وكان يوم حر جدا والرطوبة عالية جدا.. ماكنتش طايقة نفسى وتقريبا ماتكلمتش طول اليوم.. كانت ماجدة محفظانا إننا طلبة وإنها المعيدة بتاعتنا.. وإننا بنعمل بحث عن شارع محمد على لإنه من الشوارع المهمة فى الفن الشعبى.. علشان لو قلنا إننا مجلة ممكن جدا يطلبوا مننا فلوس علشان يتكلموا معانا..

لما وصلنا تخيلنا إننا هنشوف شارع عتيق زى ما صوره عبد السلام النابلسى فى فيلم شارع الحب.. ولكنه كان شارع مختلف تماما معظمه محلات وورش.. دورنا كتير على فرقة حسب الله لحد ما لقينا واحد منهم قاعد على القهوة واتكلمنا معاه.. وعرفت وقتها انهم فعلا معروفين وبيشتغلوا كتير قوى فى افلام وكليبات.. وبعد ما انتهينا من كلامنا معاه.. حاولنا ندور على العوالم علشان نعمل معاهم حوار.. لكن فى الآخر اكتشفنا إنهم نايمين وإنها سذاجة مننا إننا ندور عليهم فى عز الظهر.. لإنهم مش بيصحوا غير على بالليل على ميعاد نمرهم.. وقبل ما نمشى لقينا ست عجوزة قاعدة حافية فى الشارع.. ماقدرش انسى منظرها وهى بتقولنا انها كانت من فنانين الشارع الكبار.. ولكن ولادها حالفين عليها انها لو اتكلمت مع حد عن ماضيها كعالمة هيقولوا عليها إنها مبرشمة ويقتلوها ومحدش يعرف لها مكان..

كان دايما بيتطلب منى تحقيقات صحفية غريبة من نوعها.. أو على الأقل أيامها كان غريب على بنت إنها تنزل تعمل التحقيقات دى بمنتهى الجرأة والثقة بالنفس مهما كانت صعبة.. فكان مطلوب منى وده بقى اللى كان موضوع غريب مريب.. إنى اعمل تحقيق جوه مستشفى المجانين.. أيوة زى ما قريتم كدة، يعنى اللى ودانى مشرحة زينهم علشان اشوف جثث يبقى سهل عليا بقى اروح اشوف مجانين.. وفعلا روحت يومها وكنت ميتة فى جلدى وأنا داخلة المكان.. كل ما امشى شوية فى ساحة المستشفى وقبل الدخول جواها أبص على الباب الحديدى اللى اتقفل ورايا.. أينعم كان معايا اتنين من المحررين الشباب (هيثم دبور وأحمد مختار).. ولكن ده مايمنعش إنى كنت خايفة على نفسى.. بس الحمدلله رفضت إدارة المستشفى إنها تساعدنا فى مهمتنا علشان ماكانش معانا تصريح.. وأنا خارجة بقى من الباب الحديدى كان إحساسى مختلف تماما وطايرة من السعادة إن المهمة لم تنجح.. ما هو مش كل مرة تسلم الجرة.

وبعيدا عن مغامراتى فى كلمتنا.. لكن مش بعيدا عن المغامرات عموما.. كنت كتير بدور على فرص عمل فى مجلات تانية.. وخصوصا لو كانت مجلة أو جريدة لسه مش معروفة علشان أكبر بيها وليها..

فى مرة روحت ادور على جريدة مجهولة الهوية فى وسط البلد.. كانت لسه حتى ما أصدرتش أول عدد لها.. وبعد حوالى نص ساعة من المشى فى عز الحر لقيت المكان.. وكان صعب الوصول إليه بسهولة لإن مفيش أى حاجة تدل على وجود جريدة فى المكان.. أما السلالم فكانت بها كميات من التراب والحشرات لا توصف وكأنه مكان مهجور.. برغم إنها من المفروض عمارة سكنية.. أما بقى لما دخلت الشقة اللى من المفروض إنها مقر الجريدة كان نفسى ألف وارجع.. كانت الشقة متر فى متر.. أول ما شافتنى السكرتيرة استقبلتنى بترحاب ملحوظ.. تقريبا كنت المغفلة الوحيدة اللى راحت لهم.. وفاكرة كويس لما قابلت رئيس التحرير كان إزاى بيبيع سمك فى مية.. ويحكى ويتحاكى إن الجريدة هتبقى لها شنة ورنة وسط الجرايد الكبيرة فى مصر وإنى اعتبر دة مكانى.. لأ، وإنى كمان هتنغنغ من شغلى معاه لكن ده طبعا مش موضوعنا علشان أنا اكيد متهمنيش الفلوس وأهم حاجة إنى أوصل وأثبت نفسى.. بعدها بكام مرة حسيت إن كله كلام فى كلام ولا فى جريدة ولا فى حاجة بس كملت برضه ... وآخر مرة روحت لقيت الشقة متشمعة بالشمع الاحمر

مع هيثم وأحمد دايما بتحلى المغامرات.. فمن أولها لأخرها ضحك وتهييس وتعليق على كل حاجة بتقابلنا فى طريقنا من ساعة ما نبدأ مشاورنا ولحد ما نخلصه.. فى مرة زف لنا أحمد خبر فى جورنال عن فرصة عمل فى جريدة مرموقة.. حاولت أنا وهيثم نقنعه إنها هاتطلع فشنك زى كل مرة.. لكن معرفش ليه يومها بالذات كانت واخداه الجلالة وإنه هو هيكون سبب فى شهرتنا وإننا مش هنخسر حاجة لو روحنا وجربنا حظنا..

كانت الجريدة المرموقة مجهولة الهوية فى حلوان.. ساعة ونص بالمترو لحد ما وصلنا شوفنا فيهم كل أنواع البشر.. ناس تروح وناس تيجى واحنا قاعدين.. ولما نزلنا من المترو كنا فى سوق أشبه بسوق الجمعة.. كنا تعبنا من قبل ما ندور على مكان الجريدة.. وكالعادة بلاد تشيلنا وبلاد تحطنا وناس مش عارفة العنوان وناس تدلنا غلط.. لحد ما وصلنا للبيت اللى المفروض فيه مقر الجريدة.. مانساش الفراخ اللى كانت هربانة من العشة الموجودة جوا المبنى واللى تفادينها بصعوبة.. لقينا ست قاعدة قدام طبلية هى اللى دلتنا على الشقة اللى فيها المجلة وقالت إنها فى الدور اللى قبل السطح.. وبعد ما وصلنا للدور الأخير مالقناش غير شقة واحدة ... وفتحت لنا واحدة شكلها غريب.. لقينا نفسنا فجأة فى شقة فظيعة مالهاش ملامح مضلمة ودهانها متآكل وحيطانها واقعة .. قعدنا على كنبة صغيرة جدا مستنين الفرج.. لقينا البنت اللى فتحت لنا بتقولنا إن اللمبة اتحرقت وإنهم اشتروا لمبة جديدة لكن هى مش عارفة تركبها.. فكان باين طبعا من كلامها إنها عايزة حد من الشباب اللى معايا يقوم بالمهمة دى عنها.. فقام أحمد واتشعبط فوق الكرسى وركب اللمبة.. شكرته البنت فى هدوء وطلبت منا بطايقنا علشان تاخد منها نسخة واننا نسيب نمر تليفوناتنا علشان تبقى تكلمنا.. لكن احنا فضلنا إننا ناخد ديلنا فى اسناننا ونهرب من المكان قبل ما تطلب مننا تنضيف الشقة بالمرة.

والله ذكريات جميلة لا تنسى.. كل ما افتكرها أحن لها

رحاب المليحي

Wednesday, December 02, 2009

للسعادة وجوه كثيرة.. الحلقة الثانية

كان نزوله مصر صدمة لى وفى نفس الوقت خوف وقلق من المجهول.. فمن كنت اتعامل معه لمدة أربع سنوات من خلال الكمبيوتر فقط.. أصبح فى لحظة أمام عينى لحما ودم.. وليس هذا فقط ولكن مطلوب منى إتخاذ قرار مصيرى فى حياتى.. قد يكون قرار صائب ولكن فيه إحتمال أيضا أن يكون خاطىء.. ماذا أفعل فلقد طلب أن يقابلنى؟ هل أوافق أم أرفض؟ سأوافق، فأنا أحب المغامرة.. أحب أن أخطو خطوة جديدة وغريبة بغض النظر عن نتائجها..

وجاء الميعاد.. هل سأعرفه عندما أقابله؟ فلم أراه غير صور.. ولكنى ركزت فى الصور كثيرا قبل خروجى لمقابلته.. حاولت أن أدقق فى تفاصيل وجهه ليسهل علي معرفته.. ولكنى مضطربة وينتابنى قلق غريب وكل ما أخطو خطوة أجد قداماى لا تحملنى فأرجع عشرة إلى الخلف.. حاول أصدقائى المقربين الإتصال بى لتخفيف صعوبة الموقف عنى..

ها أنا معه نجلس سويا.. أحاول الهروب من عيناه اللاتى تدقق في.. أحاول أن أشغل نفسى بمشاهدة الناس متجاهلة إندهاشه إننى شخص آخر غير من تكون معه على الهاتف.. فدائما ما كنت أضحك وأتكلم كثيرا معه.. ولكن الأن لا أجد ما أقوله ولا أستطيع التحرك بحرية فكل حركة وكلمة محسوبة علي..

كانت الساعة تمر علي كأنها سنة.. وإنتهت المقابلة كما بدأت.. باردة جافة من أى مشاعر.. الشىء الإيجابى الوحيد إن قلقى وخوفى بدأ يقل تدريجيا بعد أن تركنى وذهب..

سألنى والدى عن إحساسى بعد أول مقابلة.. رديت دون إهتمام إنى لم أشعر بشىء تجاهه وإنه سيظل بالنسبة لى صديق عزيز علي.. فهز والدى رأسه دون أن يتفوه بكلمة.. وقتها كانت والدتى فى الأراضى المقدسة لقضاء فريضة العُمرة.. فكنت أرسل لها على المحمول بكل جديد يحدث بخصوص هذا الموضوع.. كانت والدتى تتمناه زوجا لى.. برغم إنها لم تراه من قبل ولكنها تكلمت معه هاتفيا وبرغم إنه لم يكلمها بخصوصى.. ولكن للفطرة الموجودة داخل قلب كل أم، شعرت إنه هو الزوج المناسب لى وإنى سأشعر معه بالسعادة طوال حياتى.. ولكن لأنى دائما أنظر تحت قداماى فلم أكن أرى ما تراه والدتى نهائيا.. وكنت أتمنى إن قلبى يدق أولا قبل طلبى للزواج.. حتى أعيش إحساس كل فتاة بالسعادة والحب ولأفرح بكل لحظة تمر بى خلال فترة الخطوبة والإعداد للفرح..

أما بالنسبة له إعتقد إن أول مقابلة بيننا ستُغير فى الأمور أمور.. وتقلل من قلقى وخوفى تجاهه وتجاه المستقبل الذى أراه علامات إستفهام ليس إلا.. وعندما لم يحدث ذلك شعر بالإحباط يتخلله غصبا عنه.. وقرر أن ينهى هذا الموضوع وتستمر علاقتنا كصداقة فقط فهو لا يريد أن يخسرنى فى كل الأحوال.. ومن وجهة نظرى كنت أرى إن رد فعلى كان أمر طبيعى.. فبعد أربع سنوات إنترنت، طبيعى جدا أن تكون المقابلة الأولى فى منتهى الجفاء حتى لو حاول هو بطريقة أو أخرى تخفيف وقعها علي..

فى نفس التوقيت لم تكن والدته تعلم شيئا عما يدور بخاطره.. ولإنها كانت فرحة برؤيته بعد سبع سنوات غربة بعيدا عن حضنها.. فقد قررت أن تربطه بعروسة قبل سفره.. حتى تضمن من ناحية زيادة فترات وجوده فى القاهرة.. ومن ناحية أخرى حتى لا يتزوج من فتاة أجنبية ليست من بيئتهم ولا أخلاقهم..

ذهب لمقابلة العروسة وأهلها وهو يتمنى من داخله ألا يوافقه على طلباته.. ولكنهم وافقوا بل رحبوا به كزوج لإبنتهم.. وبدأت العروسة المنشودة ترسم أحلامها كأى فتاة تحلم بلحظة الإرتباط الرسمى.. حتى إذا لم يكن هذا الشخص فى حُسبانها من قبل ولا تكن له أى مشاعر ولكنها عاشت اللحظة..

وعندما عِلمت بالأمر جُننت، فمعنى ذلك إنه يريد الزواج من أجل الزواج ليس إعجابا أو حبا في كما يزعم.. وأمام ثورتى وصراخى فيه، لم يعطى لى أى إهتمام وقابل ثورتى بكل هدوء بل بكل برود..

وقتها إنقلب الأمر معى وعزمت أن أغير من معاملتى له وأعطي نفسى فرصة أخيرة.. وفعلا توالت مقابلتنا وإندهش كثيرا من تغيرى المفاجىء.. وكان متأكد إنى تغيرى بسبب إنى أرفض الهزيمة وأرفض وبشدة أن تؤخد حاجة منى غصبا عنى..

وعندما رجعت والدتى من العُمرة طلب مقابلتها.. وشعرت إن الموضوع خرج من يدى وبدأ فى إطار الجد.. إرتاحت والدتى لمقابلته ثم قابله والدى.. ولإنى فتاة والدى المدللة فقد شعرت إن بداخله الكثير والكثير من الأحاسيس المختلطه.. فهو كأى أب فرح بقدوم عريس لإبنته ولكنه فى نفس اللحظة لا يريد أن يؤخذ منه فتاته المدللة التى يعيش لإسعادها مهما كانت طلباتها كثيرا ما تفوق طاقته.. فأمام السعادة التى يراها تتراقص فى عيناها كأنها طفلة صغيرة عندما يلبى طلباتها.. يشعر بالرضا لإسعادها وينسى إن طلباتها لا تنتهى.. من المنطقى أن يفرح إنه قد حان الوقت الذى يأتى المأسوف علي عمره يحمل على عاتقه طلبات إبنته التى ليس لها أول من أخر.. وبموافقته على طلب الزواج ينتهى دور الأب ويبدأ دور الحماه.. ولكن والدى كان تفكيره مختلف تماما.. كل تفكيره وحزنه منصبان على إنه قد حان الوقت الذى يأتى شخص غريب لخطفى منه ليس فقط بزواجه منى بل وسفرى معه أيضا..

جاءت اللحظة الحاسمة التى تتمناها كل بنت.. يوم الخطوبة.. كنت أشعر إنى فتاة آخرى تتم خطبتها.. لست أنا من تنهال عليها كلمات المباركة والزغاريط.. لست أنا من ترتدى ثوب الخطوبة وتجلس بجانب خطيبها لكى يأتى الناس لتقبيلها وإلتقاط بعض الصور معها..

ما هذا الذى بيدى؟ دبلة الخطوبة التى تسعد كل فتاة بإرتدائها ومحفور عليها إسمه هو.. وتتمنى اليوم التى تنتقل الدبلة إلى اليسار.. هل هذة الدبلة الصغيرة ستكون مصدر سعادتى؟ أم ستكون بداية الخيط الذى يلف حول رقبتى؟ هل سأظل كالفراشة التى لم يستطيع أحد أن يقيضها؟ أم سيقع على عاتقى الكثير من المسئوليات التى لا تنتهى؟ هل فعلا سيكون نفس الشخصية التى طالما تكلمت معه خلال الأربع سنوات الماضين؟ أم إنه كأى رجل سيتغير بعد الزواج إلى الأسوء؟؟ كل ذلك كان يدور بخاطرى وقتها.. الكل يبارك لى.. كلمات كثيرة مرت فى أذنى ولكنى لم أسمع منها شيئا.. فقد كنت أرسم الإبتسامة على وجهى طوال الوقت ولكنى كنت مثل المُغيبة.. كنت جسد بلا روح.. لا أعرف إذا كنت سعيدة أم نادمة.. لا أعرف ما هو المجهول الذى ينتظرنى.. لا أعرف هل حياتى قبل الخطوبة كانت أفضل أم بعدها.. فكان علي أن أخوض التجربة.. فهل أنجح؟؟ هل فعلا سيكون يوم ولادتى هو يوم خطبتى؟؟ أم ..... !!!!!!!

****************************

إنتهيت من الجامعة وقررت أن أبدأ حياتي من جديد وأن أملأ حياتي بقدر ما أستطيع وأشغل كل الوقت الذي أملكه حتى لا أعطي لنفسي الفرصة في التفكير في ما مضى.. فقررت أن أبدأ دراسات في الجامعة الأمريكية حتى أستفيد من الوقت الفائض وكنت قد بدأت عملي في مجلة منذ أن كنت في الجامعة. خلال تلك الفترة تعرفت على الكثير من الأشخاص والتي كنت أعرفهم عن طريق المجلة أو عن طريق الجامعة الأمريكية.

كنت قد بدأت أنسى كل ما مضى وإستعديت أن أواجه كل ما هو جديد في حياتي.. وظللت في انتظار من هو يستحقني ويحبني ويأخذني بعيداً عن العالم.. وللمرة الثانية قابلته ودق قلبي له.

بدأ كل شيء عندما بدأ هو بإهتمامه الشديد لي والمعاملة الخاصة.. لم أعطي له إهتمام ولم أعتبر هذا شيئاً.. فلقد كان يصغرني في السن وكنت أتعامل معه كأي فرد آخر.. وكنت كلما أتساءل عن تلك المعاملة كنت أقول في نفسي لعله يعتبرني شيء مهم بالنسبة له لإنه يعمل معي وليس أكثر.

حتى جاء اليوم وصارحني بحبه.. وكانت مفاجأة.. فكم تمنيت تلك الكلمة الجميلة ولكن لم أتمناها منه.. لم أتمناها ممن هو أصغر مني بعامين.. لم أتمناها ممن قد يأتي لي بمشاكل كثيرة وتنتهي قصتي بالفشل والجرح مرة أخرى.. وواجهته بالمشكلة التي قد يكون لا يراها وهى فرق السن.. وإننا سنواجه الكثير من المصاعب ولن تنجح تلك القصة وإنني لست على إستعداد ببداية أي شيء أعرف إنه سينتهي بالفشل وخصوصاً من ناحيته.. ولكن كان رده إنه على إستعداد أن يتحدى كل من يقف أمامنا.. حاولت إقناعه بإنه من المستحيل وإنني لست من النوع الذي قد يدخل في علاقات عابرة ولا أستطيع أن أفعل شيئاً دون أن يعرف عنه أهلي.. وكان رده إنه على إستعداد أن يتحمل كل المصاعب وطلب مني أن أنتظر اللحظة المناسبة لكي أقول لأهلي.. لا أعرف لماذا صدقته.. قد يكون إنتظاري لسماع تلك الكلمة.. قد يكون لإشتياقي للحب.. ولكننا إتفقنا أن نظل أصدقاء ليس أكثر حتى يحين الوقت المناسب.

وبالفعل فعلنا ما اتفقنا عليه.. لم نتحدث في أي شيء من بعدها.. مجرد عمل وصداقة فقط لا غير ولكن بداخل كل واحد منا كنا نعرف مشاعر كل واحد تجاه الآخر.. كان كلما يأتي إلى مكان الذى أجلس فيه أشعر بالسعادة.. كنت أرى في عينيه حب تمنيته طوال عمري.. تلك النظرة فقط كانت كفيلة بأن تنسيني أي مصاعب قد نواجهها.. تلك النظرة فقط كانت كفيلة بأن تشعرني بالطمأنينة والسكينة.. وتلك الابتسامة التي كانت تعبر عما بداخله تجاهي.. كان من وقت لآخر يتصل بي ليؤكد لي إنه مازال على العهد وإنه مازال يريدني.. وكنت أرد بنفس الاجابة عندما يحين الوقت المناسب لنا معاً سنتمكن من أن نكون سوياً.

وبدأت أشعر بالسعادة مرة أخرى وبأن حياتي قد عادت من جديد.. فالسعادة لى هى الحب.. وكم إنتظرته.. قد يكون هذا هو سبب نسياني لما قد يحدث بعد ذلك..

لم يحدث بيننا أي أحداث أتحدث عنها لأنه لم يكن هناك أي علاقة.. فقط شعور جميل بالحب تجاه الاخر.. أو هكذا إعتقدت..

جاء اليوم الذي قررنا فيه مصارحة أهلينا مع وعد منه بالمحاولة والتمسك بي ووعد مني بالتمسك به.. وبالفعل صارحت أهلي بحبي له.. كانت صدمة بالنسبة لهم.. فكيف لي أن أختار من هو أصغر مني سناً.. وإنه ليس مناسب لي بالمرة.. وظللنا في مناقشات ولكن ليس لوقت طويل وتوقفت على إني سأنتظره حتى ينتهي من دراسته، قد يكون هو نصيبي. وفرحت جداً بهذا الإتفاق.. فهو ليس رفضاً ولا موافقة بل هو رأي محايد جداً.

وذهبت لأبشره بسعادتي.. ولكنه قابلني بالصدمة برفض أهله وإنه لن يستطيع أن يتحداهم.. ذكرته بالكلام الكبير الذي قاله لي بإنه سيتمسك بي مهما حدث وإنه سيحارب كل شيء من أجلي.. ولكني لم أجد منه إجابة إلا كل شيء نصيب وإننا كنا نعلم بفشل العلاقة منذ البداية.

فجأة لم أشعر بمن حولي.. لم أشعر بنفسي.. لم أشعر إلا بدموعي المنهمرة للمرة الثانية.. هل هو من يقول لي هذا الكلام الآن؟ ألم أقل أنا له هذا الكلام وكان هو يحاول يقنعنى بعكسه حتى أوافق؟

شعرت في البداية كم كان مظلوماً وإنه بالفعل لا يستطيع أن يفعل شيئاً وظللت لفترة طويلة أشعر بالحزن من أجله وأدعو له أن يوفقه الله في حياته.. وكم شعرت بالأسف من أجله.. وانقطعت إتصالاتنا.. إلى أن وجدته يوما يحدثني في الهاتف ويطلب مني أن أسامحه فلقد ظلمني وكذب علي وشعر بألامى.. فقد مر بما مررت به ويطلب مني أن أسامحه.

عندما سمعت منه هذا الكلام ظللت لبرهة لا أستطيع الكلام.. هل كنت مخدوعة طوال هذه الفترة؟ هل عشت في سعادة مزيفة؟ وما معنى النظرات التي كنت أراها في عينيه؟ ما معني إنه كان حاول معي أكثر من مرة؟ ما معنى أن أذهب وأقول لأهلي؟ ماذا أفعل ؟ هل أنا المخطئة؟ هل لإني صدقت كلام لم يكن يجب علي أن أصدقه؟ لماذا فعل بي هذا؟ لماذا أقنعني بما هو ليس صحيح؟ لماذا أنا؟

في المرة الأولى أنا من اخترت أن أحب أولاً ولم أقابل هذا الحب بشيء يسعدني.. ولكنني في هذه المرة لم أختار.. بل جاء هو لي.. ومع ذلك للمرة الثانية جرح قلبي..

لفترة طويلة شعرت بالضعف الشديد.. لم أعرف ماذا أفعل.. وللأسف ظللت لفترة طويلة أشعر بالجرح مجددا.. ولكن هذه المرة ممزوج بخداع وكذب.. وبعد فترة قررت ألا أجعل هذا الجرح يؤثر أكثر من هذا على حياتي.. لإنني لن أنتظر رجوعه مرة أخرى كما وعدني.. وقررت أن أبدأ حياتي من جديد.. وأبحث مرة أخرى عن الإنسان الذي يعطيني السعادة ولكني بدأتها بقرارات جديدة.. منها ألا أقع في الحب إلا أن أتأكد تماماً من حب الطرف الآخر لي.. وهذا قد لا يتحقق إلا عن طريق أن أنتظر من يأتي ليدق باب بيتنا ليعلن عن رغبته في الزواج مني..

هل سيأتي؟ أم علي أن أنتظر كثيراً؟!

رحاب المليحي

هاجر عماد

هتلاقونا فى العدد الثانى من مجلة شخبطة


Friday, November 06, 2009

للسعادة وجوه كثيرة.. الحلقة الأولى

السعادة لها وجوه كثيرة وهى هدف كل إنسان.. وكل منا يبحث عنها من وجهة نظره الشخصية جدا.. فمنا من يجدها فى التفوق الدراسي أو العملي.. ومنا من يجدها وبشدة فى الحب.. ومنا من تكن أقصى سعادة له فى الزواج.. وأيضا يوجد من يجدها فى السفر ومعرفة ناس جدد.. فالسعادة ليس لها مقياس أو شكل معين متفق عليه.. وكل شخص يبحث عنها فى طريق مختلف عن الآخر.. قد يصل به الطريق إلى بر الأمان وهو فى أقصى إحساسه بالسعادة.. وقد يصل به بعد تعب ومجهود إلى طريق مسدود.. ولكن مما لا شك فيه إننا عندما نسير فى هذا طريق.. فإننا نمر بكثير من المشاعر المختلفة سواء الحزينة أو المُفرحة

لى صديقة مقربة، دائما ما كنا نختلف عن المعنى الحقيقى للسعادة.. فكل منا لها وجهة نظرها المختلفة، حتى مرت الأيام والشهور والسنين وتوصلنا فى النهاية إلى حقيقة واحدة..

*********************

كان دائما السؤال الذى يحيرني هو أين أجد السعادة وكيف الوصول إليها؟

لم تكن الإجابة صعبة أو هكذا إعتقدت.. فكنت دائما أجد سعادتى وسط أصدقائى من خلال ضحكاتنا و هماستنا.. وكانوا هم أهم شىء فى حياتى حتى قبل الأهل والأقارب.. فهم لهم الأولوية الكبيرة عندى.. وقد يؤثر أى خصام ما بينى وما بين صديقة لى على مودى ويومى بأكمله.. كنت أحب الإنطلاق مثل الفراشة التى يصعب أن تمسكها أو أن تجدها فى مكان واحد.. حتى جاء يوما إنقلبت فيه حياتى رأسا على عقب.. توقف تفكيرى وشُلت حركتى ولم أستطع الرد..

- أنا معجب بكِ.. وعايز أرتبط بكِ.. تتجوزينى؟؟!!

- هاااااااه

يا له من سؤال تحب أن تسمعه أى فتاة.. يا له من موقف تحب أن تعيشه كل الفتيات.. ما عدا أنا، فالموقف بالنسبة لى كان مختلف تماما.. فلم أفكر يوما فى الإرتباط.. فلقد كنت الفتاة المدللة التى لا تحب أن تقع تحت سيطرة أى شخص مهما كان.. فلى شخصيتى القوية التى أحب أن أفرضها ولا أحب أن يُفرض علي شىء.. ولى كيانى الذى لا أحب أن يكون ملكا لأحد.. فأنا هكذا والكل يحبنى كما أنا ولا أريد التغيير تحت ضغط الحب أو الإرتباط..

يا إلهى كيف يتصرفن الفتيات فى مثل هذه المواقف؟ ولماذا أنا بالذات؟ ممكن لإن عشرتنا دامت أربع سنوات.. فهو مصرى يعيش فى لندن منذ ست سنوات.. ولكن لم يرى أحد فينا الآخر.. فكل علاقتنا كانت ومازلت على الإنترنت.. يمكن لإنه إقترب من حياتى ولمس عيوبى ومميزاتى وتقبلنى كما أنا.. فلم أغشهُ أو أضحك عليه خلال هذه السنوات.. فكنت مثال للصديقة المخلصة.. ولكن لا، من الواضح إننى بالنسبة له كنت أكثر من صديقة.. ولكنه بالنسبه لى ليس أكثر من صديق عزيز علي ولم أفكر لحظة فى الإرتباط به.. ولكن لن أوافق لإنى لا أرى أى سعادة فى الزواج.. فالزواج سعادته تنصب فقط فى أيام الخطوبة وشهر العسل.. ومن بعدها الحياة بصل فى بصل..

لكنه لم يعتبر رفضى جواب نهائى.. وطلب منى إعادة التفكير.. فإذا كانت المشكلة فى خوفى من بُعدى عن أصدقائى.. فهو لن يحرمنى منهم بالعكس سيتعرف عليهم حتى يكون لنا أصدقاء مشتركين.. وإذا كانت المشكلة فى الفسح.. فبالتأكيد سفرى للندن فسحة فى حد ذاتها.. وإندماج فى مجتمع ولغة وناس مختلفة الجنسيات وحياة من أولها لأخرها جديدة علي.. وإذا كانت المشكلة فى الزواج نفسه.. فهو لن يقيض حركتى، وفى النهاية كل بنت مصيرها للزواج.. وعلى رأى كل أُم (خدى اللى بيحبك).

ولكنى مازلت على موقفى، لا أريد الإرتباط.. فأنا أكره المسئولية.. والإرتباط لوحده مسئولية يصعب على مدللة مثلى تحمُلها.. وخصوصا إنى أرفض بشدة الحب الناتج عبر الأسلاك والبحار والمحيطات.. فهذا ليس حبا من وجهة نظرى.. ليس أكثر من حنين إلى الأرض الوطن والموجودين فيه..

ولكنه بكل بساطة لم يقتنع بكلامى.. وليثبت لى بالدليل القاطع إنه ليس حنينا للوطن.. وإنه فعلا مُعجب بشخصى.. قرر نزول مصر لرؤيتى وجها لوجه.. فهل ستنجح فكرته لإقناعى؟؟ أم أصمم على موقفى؟؟

***************************************

أما أنا فالسعادة بالنسبة لى كانت فى الحب.. نعم، الحب هو الذي أبحث عنه وأجد فيه استقراري النفسي.. فالحب يأخذ العقل من مكانه الطبيعي لمكان أخر.. هو ما يجعلني أفكر في من أحب طوال الوقت.. وأفكر في كيفية إسعاده..

كنت أرى كل أصدقائي البنات في المدرسة وكل منهم وقد دق قلبها لحبيب يبادلها نفس الشعور.. وكم تمنيت أن أكون مكانها لكي أشعر بتلك المشاعر الجميلة.. ولكن شيء ما بداخلي كان يقول لي لا.. انتظري حتى يحين الوقت المناسب وتجدي الشخص المناسب لك فمازلت صغيرة على الإختيار.. وتمنيت تلك اللحظة الذي يأتي فيها فارس أحلامي ويقول لي تلك الكلمة الجميلة التي طالما انتظرها "أحبك".

ودخلت الجامعة وانتظرت حتى قابلته.. دق قلبي له منذ اللحظة الأولى وأحببته جداً.. كنا أصدقاء نرى بعضنا كثيراً.. وكنت أنتظر لحظات تجمعنا حتى أراه.. تمنيت أن يشعر بي وبحبي له لأني لم أستطع مصارحته ولا حتى أن أفعل أي شيء قد يلفت نظره لي أو يشعره بأني أحبه.. ولا أعرف كيف كان له أن يعرف كم أحبه.. ولا أعرف ماذا سيحدث إذا اكتشف حبي له فأنا لن أستطيع أن أرتبط به فلم أتربى على هذا.. ولكني لم أستطع أن أمنع نفسي من حبه.

توطدت صداقتنا وكنت في غاية السعادة.. إلى أن جاء يوم أراد فيه أن يتكلم معي.. كم شعرت بالفرحة الشديدة وتحمست وفي نفس الوقت شعرت بالخوف الشديد.. وفاجأني بقوله إنه يحب صديقة له ويريد أن يحكي لي عنها فهو يشعر إني أخته ويرتاح لحديثه معي.. وكم يريد أن يعرفها بي حتى تكون صديقتنا.

وقتها شعرت بماء شديد البرودة ينزل على جسدي الساخن جداً.. لم أتخيل أبداً ولم أتمنى أبداً أن أكون في هذا الموقف.. هل هذه هي اللحظة التي تمنيتها؟! هل هذه هي اللحظة التي تحلم بها كل البنات؟! ماذا تفعل أي بنت في مكاني؟!

ماذا أفعل؟ هل أنفجر باكية ويكتشف مشاعري وأخسره كصديق؟ هل أقابل كلامه باستخفاف وأقول له ولماذا أنا فنحن لسنا أصدقاء لهذه الدرجة؟ أم أقابل كلامه بسعادة وكأني أشعر بالسعادة له ولاختياره لي كصديقة يأتمنها على أسراره؟!

لحظات قليلة هي كل ما أملك الآن لكي أحدد نوعيه العلاقة التي ستكون بيننا.. وقررت أن أختار الاختيار الأخير، وهو أن أشعر له بالسعادة وأكسبه كصديق.. فمن المؤكد أن هذا شيء يسعده وسيسعدني وجوده بجانبي بأي صفة من الصفات.

وبالفعل توطدت صداقتنا أكثر وأكثر حتى إنني تحدثت مع حبيبته على الهاتف.. هل هناك كلام يصف ما كنت أشعر به؟ يا إلهي.. علمت وقتها لوعة وعذاب الحب.. ولكنها ليست اللوعة والعذاب الذي يحكون عنه ممزوج بسعادة.. إنه عذاب ولوعة في عدم مقدرتي على أن أكون مع من أحبه ولو على أمل.

كنت أسمعه يتحدث عنها وأشعر بنار تشتعل بداخل قلبي.. كنت أود لو أقول له كفى فأنا لا أريد أن أسمع شيئاً لإنك تؤلمني.. ولكني لم أستطع.. كان يأتي ويطلب مني أنا أن أختار له هدية يقدمها لها في المناسبات.. كنت أختار معه وأفكر بل وأدله أيضا على المحلات ومن داخلي غيرة لا يوجد لها مثيل.. لماذا هي؟ لماذا لم يحبني أنا؟

هل لا أستحق حبه؟ هل هي أحلى مني؟ هل تسعده أكثر مني؟ ولماذا يقول لي إني نعم الصديقة وإنه لا يريد أن يفقدني أبداً من حياته؟ لماذا يكون شعوره فقط مجرد صداقة؟

كنت أضحك أمامه وأفعل كل ما يتوجب عليا فعله كصديقة عزيزة.. ولكن ما أن أتركه حتى أشعر بصعوبة في التنفس.. فجرح قلبي يؤلمني بشدة.. كنت أذهب للمنزل وأتظاهر بالسعادة من الوقت الذي قضيته معه.. ولكني أنتظر دخولي غرفتي بفارغ الصبر حتى أنفرد بنفسي وأنفس عن كل ما بداخلي.. وما أن تنطفئ الأنوار حتى لا أستطيع أن أمنع دموعي أكثر من ذلك.. تجري وكأنها كانت حبيسة يوم كامل وتنتظر لحظة حريتها.. وأكتم صوتي حتى لا يشعر بي أحد.

هكذا كنت أنا.. أكتم كل مشاعري بداخلي.. كم حلمت أن أكون مكان تلك الفتاة التي أحبها.. كم حلمت بإنه أمامي يقول لي أحبك وأريدك أنتِ.. كم دعوت ربي أن أسمع منه تلك الكلمة حتى ولو مرة واحدة.

خمس سنوات وأنا أحبه وهو لا يشعر بي.. كان يترك فتاة ويحب أخرى ولم يمر بخاطره أبداً أن يفكر بي أو أن يراني كحبيبة أو كزوجة له.. وكنت في كل مرة أستقبل الخبر بنفس الهدوء فلقد أصبحت أتقن التمثيل جيداً أمامه وأمام الجميع.

خمس سنوات أنتظر أن أسمع منه تلك الكلمة التي أتمناها.. خمس سنوات وأنا أتعذب من أول تجربة حب أمر بها وكم شعرت بإن الحب مؤلم.

وجاء يوماً ليعلن لي خبر قراره الجديد في خطبة فتاة.. لا أعرف لماذا نزل عليا الخبر بهذه الصعوبة رغم إني تعودت على مثله.. ولكن قد يكون شعوري بأن كل تلك الفتيات الأخرى كانت ستأخذ وقتها وتختفي.. أما هذه المرة فهي حقيقية..

كل تلك المشاعر القديمة التي كنت أشعر بها لا تذكر بجانب ألمي في تلك المرة.. كم شعرت بألم شديد بداخلي.. لإني كنت أعلم جيداً إنه يشعر بحبي الشديد له طوال تلك السنين..

أخذ الجرح وقتا كبيرا حتى طاب.. ولكني قررت بعدها أن أستمر في حياتي.. أظل أبحث عن السعادة.. أبحث عن الحب الذي سيعطيني السعادة والإستقرار والأمل والهدف للحياة.. فمن المؤكد إنه يوجد من هو يستحقني ويستحق حبي له ويستحق أن أعطي له كل حياتي وقلبي..

وفعلاً بدأت حياتي من جديد......

رحاب المليـــــــحي

هاجر عماد

وإلى حلقة جديدة.. هاتلقونا فى مجلة شخبطة كل شهر مع الحلقة الجديدة

لتحميل العدد الأول لمجلة شخبطة

http://www.4shared.com/file/147023875/db3e4b59/___.html


Sunday, October 25, 2009

عكننة * عكننة (2


ولأن الحكايات عن الحموات الفاتنات أو الغير .... لا تنتهى أبدا.. فكان لازم نتكلم المرة دى عن الحموات ما بعد الجواز.. دة على أساس إنهم بيكونوا فى فترة الخطوبة نوعا ما حمل وديع، لكن لما الموضوع بيدخل فى الغميق.. الحياة بتكون بمبى بمبى

- مبروك يا حبيبى، ربنا يسعدك

- ربنا يخليكى ليا يا أحلى أم فى الدنيا، المهم يكون الفرح عاجبك وكان على المستوى اللى إنتى كنتى عايزاه

- هى مراتك ولا أهلها كانوا يحلموا بفرح زى دة؟!

- إيه اللى جاب سيرتهم دلوقتى؟ أنا بسألك إنتى يا ماما عاجبك الفرح وللا لأ؟

- أهو الحمد لله، أى حاجة على ذوقك إنت تعجبنى طبعا.. ده لو كانت حماتك حشرت مناخيرها فيه كان هايبقى بلدى، بلدى

- بس متهيألى الأكل كان أقل من العدد؟

- لأ، طبعا الأكل كان كتير وكان هايفيض، لولا أهل مراتك اللى كانوا بيملوا الطبق على آخره ولا كأنهم ماشافوش أكل قبل كدة فى حياتهم

- هو إنتى ليه بس يا ماما مركزة معاهم؟

- علشان أنا ماشفتش كدة فى حياتى.. لا هما ستيل ولا هما نفس دماغنا ولا من نفس مستوانا.. وحتى لما بيحاولوا يقلدونا بيكون تقليد مُصطنع وبايخخخخخخ

- طيب يا ماما، أنا هاطلع بقى لعروستى

- عروستك دى إيه ما تخليك قاعد معايا شوية.. ما إنت معاها طول الفرح وسايبنى لوحدى

- ما هو يا ماما، يعنى المفروض أروح لها، وإنتى تروحى يا حبيبتى ترتاحى.. أكيد تعبتى طول اليوم واقفة على رجلك

- أروح من غيرك؟ أنا برضه هايجيلى قلب أدخل الشقة وإنت مش فيها.. إهىء إهىء

- لأ،لأ يا ست الحبايب ماقدرش على دموع الفرح دى.. أنا يعنى هاروح فين كلها أسبوعين شهر عسل وأرجع لك

- إهىء، إهىء، ااااااااااه قلبى، قلبى، إلحقنى يابنى خدنى المستشفى حاسة إن قلبى هايقف، ااااااااااه

- ماماااااا، كدة ليلة الدخلة باااااظت، باااااااظت

**************************************************

- هو إنت مبسوط يابنى فى جوازتك دى؟

- جدا يا ماما، حاسس قد إيه ربنا راضى عنى علشان رزقنى بأحلى وأرق زوجة فى الدنيا

- لكن أنا شايفة عكس كدة، وبعدين هو أنا بقى مش هاشوفلك حتة عيل أفرح به!!

- كل حاجة بتيجى فى وقتها يا ماما

- مممم، أكيد مراتك هى اللى عايزة تعيش حياتها ومش عايزة تبوظ جسمها وتشيل المسئولية من بدرى

- ما أحنا يا ماما لسه شباب.. عايزين نستمتع بشبابنا برضه قبل ما نتحمل مسئولية أطفال

- ولا يكون فى عيب فيها وإنت بتتحجج بكلامك ده علشان تدارى عليها، قولى يابنى الحقيقة ريحنى

- عيب إيه بس يا ماما.. إحنا متفقين الخلفة تكون بعد أول سنة جواز علشان نكون أخدنا على بعض أكتر واتعودنا على حياتنا مع بعض واستقرينا.. وقتها نكون مستعدين لوجود طفل فى حياتنا

- أُمال هى فين؟ ماشوفتهاش من ساعة ما جيت

- أنا أهو يا طنط، منورانا

- أهلا يا حبيبتى، بقالى ساعة قاعدة لا شفت كوباية شاى ولا حتى كوباية فاضية

- حالا يا ماما، هاقوم أنا أعمل لك أحلى كوباية شاى

- "عيشنا وشوفنا الراجل اللى يدخل المطبخ ومراته هى اللى تقعد هانم".. وإنتى بقى يا حبيبتى سايبة كدة جوزك يدخل المطبخ؟

- عادى يا طنط، لما بيحس إنى تعبانة بيحاول يساعدنى.. ودى أحلى حاجة فيه إن دايما إيده معايا فى كل حاجة

- ده إنتى المفروض كل يوم لما تصحى تصلى ركعتين شكر.. إن ربنا رزقك بإبنى القمر ده.. دى كل البنات كانت بتجرى وراه.. وإنتى يعنى شايفة طبعا حلاوته وأكيد يعنى عندك مراية

- ما أنا كمان يا طنط مش قردة وفيه ناس كتير كانت تتمنى ترتبط بيا.. بس القلب وما يريد بقى.. وطبعا بحمد ربنا إنه رزقنى بأفضل راجل فى الدنيا

- أهو كلام، لكن أنا عارفة إبنى كويس.. شكله فى حاجة مضايقاه، أنا أمه وأحس به، أُمال إيه؟ وشه كده أصفر وشكله مش مبسوط.. أكيد إنتى معكننة عليه.. طبعا تلاقيه يا عين أمه مش لاقى راحته فى بيته.. طالما هو اللى بيعمل كل حاجة فى البيت.. ده كان فى بيت أمه سيد الناس.. الراجل راجل برضه

- أيوه يا حبيبى، إنت بتنادى عليا.. عن إذنك يا طنط

**************************************************

- ماما هاتيجى تبات معانا النهاردة يا حبيبى.. ممكن؟

- تنور طبعا يا حبيبتى، لكن إيه السبب؟

- زهقت من القعدة لوحدها فى البيت، فأنا عرضت عليها تيجى تقضى معانا كام يوم، وأهى برضه هاتشيل عنى شغل البيت شوية علشان أعرف أخد بالى من البيبى

- "ربنا يستر".. طبعا طبعا يا حبيبتى دى كلها بركة

- أهى جت، وحشتينى يا ماما

- وحشتك؟ ما أنا لو كنت وحشتك صحيح كنتى جبتى الواد وجيتى تقعدى معايا يومين

- معلش يا ماما، ما إنتى عارفة الظروف.. ماقدرش أسيب جوزى لوحده

- ليه يعنى هو نوغا؟

- أهلا يا حماتى وأنا أقول البيت ولع كده ليه من كتر النور

- أهلا، هو الواد فين مش سمعاله حس يعنى؟

- نايم يا ماما، ما إنتى عارفة بقى وهما صغيرين كده بياكلوا ويناموا.. ده كل اللى بيعملوه

- أعملى حسابك إنه هايبات معايا.. ده وحشنى قوى وأنا جاية مخصوص علشانه.. مش هايسيب حضنى طول ما أنا هنا

- لكن يا حماتى، هو لازم ينام جانب مامته علشان بيصحى يعيط بليل

- لالالا، يعيط؟ وهو معاه جدته هايحس بالأمان ومش هايعيط أبدا

** بالليل والكل نايم.. هسسسس

- واااء، وااااااء.. حبيب تيتا جعان يا عمرى؟ حالا هاصحى أمك

** تفتح عليهم الأوضه من غير ما تخبط

- تعالى يا بنتى أكلى إبنك لحسن هايقطاع نفسه من العياط

- ههه، حاضر يا ماما، ما أنا قلت لك خليه نايم جانبى بدل ما كل شوية أقوم

- أهى ماما جاتلك يا حبيب تيتا.. وبعدين إنتوا بتقفلوا باب أوضتكم عليكم ليه؟

- هااااه، علشان علشان حضرتك موجودة فكل واحد فينا يكون براحته فى أوضته

- لأ، مفيش كلام من دة، علشان الواد لما يعيط أى وقت أنادى عليكى مش لازم أقوم وأجي أصحيكى، وإنتى عارفة أنا ست كبيرة وتعبانة ماقدرش أنا كل ساعة والتانية أقوم من السرير

- طيب خلاص يا ماما علشان مانتعبكيش، خليه معايا والصبح لما تصحى براحتك تلعبي معاه.. هو أصله بيصحى كتير بليل وأنا برضه يهمنى راحتك

- أبدااااا، إنسى.. ده أنا جاية برضه أشيل عنك شوية يا حبيبتى.. ما أنا عارفة أكيد طلبات جوزك ما بتخلصش

- ..... طيب يا ماما، على راحتك

- صحيح كويس إنى أفتكرت.. أنا عزمت أختك وجوزها وعيالهم ييجوا يقضوا عندك كام يوم.. هاييجوا بكره.. إنتى عارفة البيت عندى صغير مايسعناش كلنا.. فقلت فرصة طالما أنا هنا وبيتك بِرمح يجرى فيه الخيل.. إننا نتلم، بقالنا زمان ما اقعدناش قعدة حلوة كلنا مع بعض

- ........ لأ، هى شكلها كدة أنا اللى هاجى أقعد عندك قريب لكن على طوووووول

*********************************************

- مالك يا ماما على طول شايفك حزينة ومهمومة؟

- ولا حاجة يابنى، أنا كويسة، خليك إنت فى بيتك ومراتك وسيبنى فى اللى أنا فيه

- إنتى عندى أهم.. مالك بس؟ حد ضايقك؟

- لأ، لكن أنا بقيت وحيدة.. قاعدة فى شقة طويلة عريضة بطولى.. بكلم الحيطان طول اليوم، إنت وإخواتك بقى ليكوا حياتكم وبتفتكرونى كل فين وفين

- طيب يا حبيبتى لو هو ده اللى مضايقك، كل فترة كده تعالى أقعدى عند حد فينا شوية

- لأ، أنا ماحبش أكون تقيلة على حد.. وماحبش أكون ضيفة فى بيت ولادى

- ضيفة إيه بس يا ماما؟ إحنا اللى هانكون ضيوف عندك وطلباتك أوامر

- أنا ملكة فى بيتى، وعارفة إنى مش هاستريح عند حد فيكوا.. لأن أكيد كل واحد له طباعه فى بيته وماحدش بيتكيف على طباع حد

- طيب قول لى إيه بس اللى هايبسطك.. وأنا لو هاقدر أعمله مش هاتأخر؟

- أصل، بصراحة، يعنى ....

- قولى يا ماما إنتى هاتكسفى من إبنك ولا إيه؟

- أنا بفكر أتجوز

- ..................................

- أصل فى راجل كده إبن حلال وظروفه زى ظروفى.. قاعد برضه لوحده.. قلنا نونس بعض فى أخر أيامنا

- حبيبى أنا خارجة أعمل شوبينج.. عايز حاجة؟؟ عايزة حاجة من برة يا طنط؟

- ........................

- هو ماله يا طنط مش بيرد عليا ليه؟ مالك يا حبيبى؟ إنت تعبان!!!

- هااااه، مش عارفة ياختى ماله.. كان كويس وفجأة نزل عليه سهم الله كده زى ما إنتى شايفه.. هو إنتى نازلة تشترى إيه؟

- هاشترى هدوم يا طنط.. إنتى عارفة بقى الموضة كل شوية بتتغير وأنا بحب قوى أمشى على الموضة..

- ممم، طيب أنا هاجى معاكى

- تيجى معايا فين؟ يعنى قصدى، حضرتك قوليلى عايزة إيه وأنا هاجبهولك

- لأ، مش هاتعرفى.. أصل أنا كمان عايزة أشترى شوية هدوم كدة جديدة.. هو يعنى أنا ماليش نفس أمشى على الموضة

- موضة؟ هو حضرتك عايزة تلبسى على الموضة؟

- أيوة طبعا، لازم أكون إستل ده أنا لسه فى عز شبابى

- إســـ إيه؟؟ أه إستيل، إستيل أه.. طيب يا طنط وماله مش عيب برضه

****************************************

- أعمل لك شاى يا مرات إبنى؟

- لأ، يا طنط شكرا.. أعمل لك أنا؟

- أه ياريت سكر خفيف

- طيب تحبى أعمل لك إيه على الغدا النهاردة يا طنط؟

- غدا؟ لا يا حبيبتى أنا مش عايزة أكون ضيفة تقيلة.. أنا مش هاطول علشان برضه أسيبكم براحتكم.. هو أنا يعنى ماعنديش نظر

- لأ، إزاى يا طنط.. هو ده يصح؟؟ بس لو كان وراكى حاجات.. خلاص تتعوض مرة تانية مفيش مشكلة

- لأ، أنا فاضية ماوراييش أى حاجة.. وبعدين هو أنا ضيفة!! هاطبخ لكم أنا النهاردة

...........................

- ماما ماتستنى تتعشى معانا

- لأ يابنى، مش عايزة أكون ضيفة تقيلة.. أنا بقول أروح بقى

- طيب يا ماما على راحتك

- بس أنا مش عارفة ليه حاسة إنى تعبانة وجعانة، أعملكم العشا معايا؟

- اللى يريحك يا ماما

- هو أنا جاية عندكم علشان أرتاح وللا علشان أقعد طول اليوم فى المطبخ؟ ده إيه ده يا إخواتى ده!!

* بعد العشا

- حلو قوى يا حبيبتى الخاتم اللى فى إيدك ده؟

- إتفضليه يا طنط

- يا سلام يا حبيبتى هو ده العشم برضه، وأهو الجواهرجى مش بعيد خليه يعمل لك خاتم تانى زيه

- ....................

- وستايرك دى كمان تحفة، ذوقك حلو قوى.. أنا بفكر أتاقل عليكى وأخدهم لحسن ستايرى قدمت والناس اللى ماشيين فى الشارع كاشفين البيت على الأخر.. إيدك معاية بقى أشيلهم وأبقوا هاتوا غيرهم.. مش عايزة أترازل عليكم بقى أكتر من كده.. لحسن الوقت أتأخر وده ميعاد نومى.. هو ينفــــــ ......

- ماما ياللا يا حبيبتى يادوبك ألحق أروحك بيتك وأرجع لحسن عندى شغل بكره من النجمة

**********************************

- ماماااااا واحشتينى.. بقالى كتير ماشفتكيش.. كل عيد وإنتى بالصحة والسلامة

- أهلا، وإنت طيب

- هاااه بقى عاملالنا إيه على الغدا؟ طول ما أنا جى فى الطريق بحلم بالمحمر والمشمر.. وحشنى الأكل من إيديكى يا جميل

- ماطبختش.. أصلى كنت تعبانة شوية.. وبعدين إنتم أصلكم فاجئتونى

- ما أنا وأخواتى قايلنلك من يومين يا ماما إننا هانتجمع عندك.. علشان الولاد يحسوا بفرحة العيد وبلمة العيلة اللى مش بيشوفوها غير فى المناسبات

- هما يومين يعنى كفاية علشان ألحق أعمل لكوا المحمر والمشمر.. وكل واحد فيكوا عايز طلب شكل.. هو أنا لاقية صحتى

- خلاص خلاص يا ماما، لو أعرف إن لمتنا عندك بتضايقك كده كنا أتجمعنا فى بيت أى حد فينا وخلاص

- لأ، أنا مش قصدى.. بس أنا صحتى بقت على قدها يابنى.. وأخدت خلاص على الهدوء.. وعيالكم بيصدعونى وكل شوية بس يا واد، إتلمى يا بت.. معلش بقى العجز وحش

- ربنا يديكى الصحة ويخليكى لينا.. ده إنتى الخير والبركة بتاعتنا.. هو إحنا نقدر نتحرك حركة من غير دعاكى لينا

- هاااااه نهايته، إطلبوا بقى أكل من برة وإعملوا حسابى معاكم.. بس إنتوا طبعا اللى عازمين

- طبعا طبعا يا ماما.. هى دى عايزة كلام

- طيب أنا هادخل أخد القيلولة بتاعتى.. ومش عايزة دوشة ولما الأكل يجى صحونى.. أوعى حد من العيال ياكل منابي

- ...... حاضر يا ماما ماتخافيش.. إيه ده يا ماما!!

- إيه فى حاجة؟

- إنتى ليه حاطة صورة ولاد أختى فى أودتك ومش حاطة صور بناتى معاهم؟

- أصل أنا مابحبش مراتك بصراحة.. وعيالك الخالق الناطق هي.. يعنى وجود صورهم فى أوضتى كأنى حاطة صورتها هى

- دة إنتى حتى يوم عيد ميلادهم ما جبتلهمش غير شُرابات

- الشُرابات حلوة بتدفى فى الشتا، أمال عايزنى أجيبلهم إيه يعنى؟ مش كفاية إنهم دايما بيفكرونى إنك بتحب أمهم أكتر ما هى بتحبك علشان الشبه الفظيع ده

- ...... تصبحى على خير يا ماما، أنا هاروح أطلب الأكل لحسن هاموووووووت من الغيـــــ ....، من الجوع

وتستمر حياتنا كده كلها مواقف وطرائف مع حكاوى الحموات اللى مش بتخلص.. وطول ما إحنا عايشين فى الدنيا دى طول ما هانشوف وهانسمع قصص أكتر بكتير من اللى مكتوب.. والشاطر بقى اللى يصمد قدام العواصف والزعابيب دى كلها وما يخسرش بيته وعيلته.

رحاب المليـــــحي