كانت تتمنى فى هذه اللحظة بالذات أن تضمها والدتها إليها فى حب وحنان.. كانت تتمنى أن تمسح دموعها بيديها وتقبلها.. ولكنها أبدا لن تفعل.. فلماذا تجاملها وتسألها عن سبب حزنها.. فلتتركها وشأنها وحيدة، حزينة، مكسورة الخاطر دائما
كانت (ليلى) الأخت الكبرى.. فتاة مدللة.. طلباتها مستجابة.. حتى دلعها المبالغ فيه كان مقبول من والدتها..
كانت والدة (ليلى) صغيرة عندما أنجبتها.. ولإنها لم تكن لها تجارب فى الأطفال من قبل.. فتعلمت فى (ليلى) الأمومة.. وبرغم إنها كانت تحبها وتدللها.. إلا إنها كانت تحاول أن تربيها تربية صارمة إلى حد كبير، خصوصا عندما أصحبت (ليلى) فى سن المراهقة.. فكانت تحرمها وتمنعها وتحذرها من أشياء كثيرة
كانت مدرسة (ليلى) مختلطة.. ولإن (ليلى) فتاة مهذبة ومحترمة.. فالكل كان يحبها ويتودد إليها حبا فيها.. وكان لها بعض الأصدقاء المقربين من الجنسين
ولكن لإن قائمة الممنوعات التى تفرضها عليها والدتها لا تنتهى.. فكان من ضمنها عدم اتصال أى زميل بها.. الخروج مع فتيات فقط.. محرم نهائيا وضع المكياج.. وذلك الفرمان استمر حتى بعد تخرجها من الجامعة
لا تذهب لأى مكان إلا فى صحبة والدتها.. وإذا كانت المقابلة فى مكان عام.. تجلس الأم فى نفس المكان بالقرب منها لرؤيتها عن قرب
ممنوع منعا تاما الذهاب إلى السينما مع صديقاتها.. ممنوع أن تتصل بها أى صديقة لها بعد الساعة العاشرة مساءا.. ولا تستغرق المكالمة أكثر من عشر دقائق.. فهى سوف تراها فى المدرسة.. فلا داعى للمكالمات التليفونية الطويلة
يُستحب أن تكون الدروس الخصوصية فى المنزل خصوصا لو كانت المجموعة فيها شباب.. وهذا بالطبع غير مرغوب فيه إطلاقا.. فقد يكفى الأم أن المدرس (مذكر
كثيرا ما يتهامس صديقاتها فيما بينهم.. إن أمها تحبسها فى قفص.. وهى فقط التى تملك مفتاحه.. وبرغم إن (ليلى) كانت تمثل أمامهم فرحتها بإهتمام أمها الزائد عن حده.. ولكنها كانت على عكس ذلك تماما
إلا أن جاءت (نسمة) أختها الصغرى إلى الدنيا.. مما لا شك فيه إن (ليلى) غارت من الطفلة الجديدة اللتى كانت محور اهتمام والدايها.. ولكنها كانت فارحة بوجود أخت لها بعد أن كانت وحيدة.. وكانت سعيدة إنها ستلعب معها وتهتم بها وتكبر امام عيناها.. فتشعر إنها والدتها وليس أختها
وكان من أسباب سعادتها الرئيسية إن (نسمة) ستكون محور أهتمام الأم.. وبالتالى تستطيع (ليلى) أن تستنشق بعض الهواء النقى دون أن تشاركها والدتها فيه
مر الوقت سريعا وكبرت (نسمة).. وكانت (ليلى) تحبها كثيرا وتعتنى بها.. وأحيانا ما كانت (ليلى) تعطى (نسمة) من مصروفها.. وذلك كان يشعرها بالزهو وإنها مسئولة عن إحتياجات أختها الصغرى
مع الوقت بدأت (ليلى) تشعر بإنها شخص غير مرغوب فيه فى المنزل.. أو بإن وجودها مثل عدمه.. فالأضواء أصبحت على أختها الصغرى فقط.. أما هى فلا أحد أصبح يسأل عن حالها ولا عن متطلباتها.. حتى عندما تطالب ببعض حقوقها، لا أحد يبالى ولا أحد يهتم.. فالكل مُسخر لخدمة أختها
نسمة) كانت (آخر العنقود) فكل ما تحلم بيه أوامر.. كانوا والديها يسمونها (بمبوناية البيت).. ودائما ما يشيدوا بجمالها وذكائها امام أختها الكبرى.. غير مهتمين بمشاعر (ليلى) على الإطلاق
حتى قائمة الممنوعات التى كانت تحفظها (ليلى) عن ظهر قلب.. لم تحظى (نسمة) بأى من هذه الممنوعات.. فكل شىء لها كان مباح وعلى الرحب والسعى
حتى تربية (نسمة) لم تكن بنفس التهذيب والاحترام التى كانت عليه (ليلى).. فهى كثيرا ما كانت تعنف والدتها إذا لم يعجبها الحال.. لا تحاول أن تساعد فى أعباء المنزل.. دائما ما كانت تقول لليلى: (إنتى الخير والبركة).. كان اهتمامها بمظهرها وشياكتها أهم عندها من راحة أختها و مساعدتها
حتى يوم الاحتفال بعيد ميلادها كان كل اهتمامها بشياكتها وجمالها أمام أصدقائها.. أما الإستعداد للحفل كان من نصيب (ليلى) ووالدتها
ومن المستحيلات أن يفوت يوم ميلادها دون الإحتفال به.. أما (ليلى) فلم تهتم يوما بمثل هذه المناسبات.. فهى لا تشعر بالسعادة أن تحتفل بعام ضاع من عمرها.. على عكس أختها التى كانت دائما تقول لها إنها معقدة بتفكيرها هذا
كان العيد ميلاد فيه شباب من الجنسين.. فكل الممنوعات لـ (ليلى) كانت مباحة لـ (نسمة) مثل الخروج مع شباب من الجنسين.. الذهاب إلى السينما مع أصدقائها.. وضع المكياج.. والأهم الحرية.. فكانت والدتها تتركها تخرج مع أصدقائها بمفردها دون تدخلها فى أمورها
يوم الأحتفال بميلاد (نسمة).. كان يوم ولادة أسئلة كثيرة فى ذهن (ليلى).. تساؤلات عديدة لم تجد لها إجابات.. هى لا تنكر حبها لأختها.. وهذا ما كان يخفف عنها أو يلهيها عما تراه حولها من اختلافات ما بين تربيتها وتربية أختها
(ليلى) لا تنكر إنها كانت مدللة فى صغرها.. وإنها تمتعت بقدر كبير من الاهتمام.. ولكنه كان اهتماما يسلبها حريتها فى كثير من الأحيان.. ولكنها كانت تبرر ذلك بإنه حب زيادة واهتمام بكل تفاصيل حياتها وكانت كثيرا ما تفتخر بذلك وسط صديقاتها
إلى أن ضاع اهتمام أمها بها مع الوقت.. وأصبحت (نسمة) هى (الكل ف الكل
لا تعترض (ليلى) على إن أختها تصغرها وتحتاج اهتمام زائد عنها.. ولكن اهتمامهم (بنسمة) لا يعطيهم الحق أن يتجاهلوها تماما
لا تنسى (ليلى) اليوم الذى دق قلبها لشاب يعمل معها فى نفس مجال عملها.. حملتها أجنحة الحب إلى والدتها لتصارحها بذلك.. عانفتها أمها كثيرا عندما عرفت منها إنه مازال شاب فى بداية حياته وليس معه غير راتبه.. وأجبرتها أن تترك عملها وأن تجلس فى المنزل لتهتم بالأعمال المنزلية.. فالأم قد كبرت وتحتاج مساعدتها
دمعت عين (ليلى) عندما تذكرت شريط حياتها.. فهى الأن تشعر بإنها خادمة فى المنزل وليس فرد من أفراده.. كثيرا ما كانت تشعر بمرارة وحقد تجاه أختها.. فهى السبب لما هى عليه الآن
تنظر ل (نسمة) بعيون دامعة.. لتجدها ترقص وتمرح وسط أصدقائها.. وهى الفتاة التى لم تتعدى ال16 عام بمكياجها وملابسها تشعرك بإنها فتاة ال23 عام
ومع كل هذه الأحزان الدفينة داخل (ليلى) والتى لم يهتم أحد بمعرفة سببها.. جرت (نسمة) عليها، فرحت (ليلى) بقدومها.. فقد اعتقدت ان أختها تريد معرفة سبب حزنها.. ولكنها فوجئت بها تقول لها: " باركيلى بابى وافق إنى أتخطب لحمادة صاحبى"..... ليللللللى، ليلللللى
فقد أغما عليها
رحاب المليحي
19 comments:
Mohamed Hamdy
مؤلمة ومرحة فى أن واحد
Basma Bahaa
ايه ده يا رحاب؟
ايه الجمال دا!
تحفة!!! تسلم ايدك
Fatma Hemisa
جميلة زيك
Sarah El-eskafy عاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
ده انا هيغم عليا اساسا
يا مين يناولنى رقبتهم
واقعيه وبتحصل كتير .. اختلافات فى الاسماء والمواقف اخر العنقود بياخد الدلع اما الكبير فا زى انبوبة الاختبار بيتعلم فيه الاهل المسؤليه والتربيه تدريب عملى زى ما بيقولو ( تسلم ايدك )
محمد السيد
Very Nice :D
Hossam
حلو اسلوبك اوى يا حوبة فى كتابتها تسلمى معبرة جدا عن مشاعر ناس كتير احيانا بتمنى يكون لى اخت واحيانا بقول الحمد لله انه معنديش
:)
علا البابلى
Muhammad Fattouh
تسلم ايدك يا رحاب
بجد علطول مبدعه
bosy ya 7oby ,awalan bgd el osloob to7fa we shadeny awi awi eni akml lel nhaya we mzh2tsh khalis we di 7aga nadra gedan we bgd masha2 alah 3aleki .da kan awalan ,
sanyan ba2a ;3yza ana2shek fe 7agat momken This emoticon has been enhanced by Facicons ?
awl 7aga hya leh 7aset eno ghe...r marghoob feha lma okhtaha gat eldonia hwa m3na enhm ehtamo be okhtaha shwya 3shan soghyra we fr7anen beha enhom msh 3yzenha !! da tfkiiir khayeb mnaha 3shan hya leha kyanha we enfradha wlw kan kan feh ghera fe eltfola okay bas leh kbret m3aha ,
y3ny ehhhhhhhhhhhhhhh okhtaha hya el sabab fe eli hya feh now ,leh we 3shan eh we eh el3laka tab h2olk 7aga ,hwa lw e7na kona fe elda3f eli ykhlina rabten masera btre2et mo3mlet elnas lena 3omrna mahnkon tabe3yen wla hn2dr nkml fe el7yah,leeeeh hya sabet okhtaha we ahlaha we eli by7sl da ykon sabab fe fashalha ,kan lazm tkon kaweya we zakeya kan lazm ttklm bhdooo2 m3 babaha ,kan lazm ttmarad be adab we manteq kan lazm takhod 72o2ha mn gher matbos leli m3aha eli hya okhtaha ,ana msh m3aha fe en okhtaha hya elsabab fe eli hya wsltlo ana shyfa en hya ghltana we lazm tkon akwa we atyab we ara2 mn keda .t7b okhtaha awiiiiiiiii we tnsaha ! fahmani tnsaha tmaman wla k2naha mwgoda we tkhtat ba2a 7yattha we tshuf wraha eh we t722 nfsaha abl ma el3omr y3di
Neihad
Hala Ali
حلوة كتير يارحاب بس زعلت كتير على ليلى
امممم
التعليق لا تعليق
برافو
silver man
تحففففففففففففففففففففففففففه
تسلمي وتسلم كلماتك حوبا
دمتي مبدعه ومتألقه
Ahmed Vitch
Marim Esamy
مبروك ياحماده ....عموما في اهل كده واكتر من كده كمان بس ده ضيق عقل للاسف بس برافو يارحاب وتسلم ايدك
Ramy Elalfy
جميله جدا ياحوبا بجد بتحص كتيييييييييير جدا فى بيوتنا وتقريبا لو في اخ اكبر فى الناس اللى علاقوا هنا هاتلاقي انه مفيش واحد منهم معداش بالتجربه دي
gamela gamela fe3ln
Shahenda
Noha Abdel Fattah Khalil
حلوة قوي يا حوبا... بس بتهيألي صعب تلاقى بيت فيه فرق كبير قوي في المعامله بين اختين بالشكل ده... ولو حصل يبقى اكيد في سر مش طبيعي...
Amr Aly
مشكلة دايما موجودة في كل بيت والنفوس ممكن تكون شايله
الاخت الصغرى تجاه الكبرى فهي الكبيرة العاقلة اللي شاطرة فيدراستها ومتفوقة في حياتها
الكبيرة تجاه الصغيرة هي بنبوناية البيت والدلع والشقاوة وخفة الدم
...الاخ الصغير تجاه الكبير هو الرجل متحمل المسئولية العاقل اللي اتظلم ومش اخد حقه في الدنيا
الاخ الكبير تجاه الصغير جاء بعد استقرار احوال الاسرة مش شاف ايام الضنك والشقاء اخرغلبان اصله جاي بعد الاب والام مكبروا مش هيعرفوا يدولوا اللي الكبير اخده من اهتمام وحب ومشاعر وصحة
نظرات قاصرة من الابوين يدفع تمنها الاشقاء جميعا
"اوقات كتير بيحصل كده لكن دايما السر فى البذره الاولى ..بيت مترابط من الاول مزروع بالحب والاصول مهما عاواصف الزمن هزت فيه هتبقى مشكلات بسيطه مش اكتر وهتفضل الكلمه الخالده عنوانه ...ويبقى الحب .
جميله يا رحاب ..تسلم ايديك
محمد عبد الدايم
السلام عليكم
اول زيارة
واول كلمة
رائع
مدونة جميلة بالفعل
والبوست جيد الى حد كبير
اتمنى تقبل زيارتي ولى عودات اخرى ان شاء الله
Post a Comment