أول ما عرفت انها حامل كانت مش مصدقة نفسها من الفرحة.. كان أول حمل ليها بعد صبر سنين
بدأت تاخد بالها من نفسها جدا مش عشانها بس عشان اللى ف بطنها.. واليوم اللى كانت رايحة تعمل فيه (سونار) عشان تعرف ولد ولا بنت
كانت عاملة تفكر يا ترى تقول للدكتورة خليها مفاجأة؟ ولا الاحسن انها تعرف عشان تبدأ تشترى الهدوم.. لو بنت تجيب بمبى ولو ولد تجيب ازرق
اممممم، طول الطريق كانت محتارة ما بين انها تعرف وما بين انها ترفض المعرفة
وف النهاية قررت انها تسيبها لظروفها..
ولما عملت سونار مقدرتش تقاوم انها تعرف، لاقيتها بنوتة.. بدأت تشترى ف فساتين بينكات واحمرات وشوربات فيونكات..
كانت كل ما تلاقى حاجة شكلها حلو تجيبها ع طول..
كل فترة كانت بتعمل سونار عشان تتطمن على بنوتيتها انها جميلة وحلوة وف احسن حال.. وعشان تطمن نفسها انها واخدة بالها منها ع اكمل وجه
لكن ف سونار منهم لاحظت ان الدكتورة وشها اتغير..
استغربت، سألتها عن سبب حزنها اللى ظهر ع وشها فجأة؟
ولإن مينفعش الدكتورة تخبى عليها سبب حزنها.. قالت لها السبب وياريتها ما قالت
اكتشفت ان الجنين المنتظر هيبقى فيه (إعاقة ذهنية)..
الدكتورة سابت لها حرية الاختيار ف انها تحتفظ بالجنين أو تتخلص منه..
لعل وعسى ربنا يكرمها بطفل تانى سليم
على قد ما كانت الدكتورة حزينة وحاسة بحالة الأم.. لكن ف نفس الوقت كانت متأكدة ان الأم هتختار التخلص من الجنين.. لإن ياما قبلتها حالات كدة كتير
اتصدمت الأم اللى مالحقتش تكون أم.. ماكنتش عارفة تعيط من كتر صدمتها من الخبر.. سرحت وراحت بعييييييييد تتخيل حياتها مع طفلتها المُعاقة وازاى هتتعامل معها.. وازاى ان اول فرحتها هتبقى ناقصة
وبعد حوالى ربع ساعة من الصمت التام ما بين الدكتورة والأم.. قطعت الأم الصمت ده فجأة
وقالت للدكتورة انها هتحتفظ بالجنين.. وانه اختبار من ربنا وهى راضيه بيه ومش مُعترضة ع حكمة ربنا فى ان الطفلة تتطلع مُعاقة ذهنيا..
وان الطفلة دى أول فرحتها ف استحالة تموت فرحتها الأولى، خصوصا بعد ما دب فيها الروح ف أحشائها
وبعد فترة، فاقت الأم من الصدمة وقررت تستنى الولادة.. يمكن تكون الدكتورة غلطانة والبنت تتطلع سليمة.. ولو ماكنش، يبقى هى راضية وربنا هيقدرها تتعامل مع الموقف بهدوء وصبر
ولما الأم بقيت ف الشهر السادس مات الجنين ف أحشائها.. كانت فى ذهوووول تام.. كانت هتتجنن.. تقول فى سرها ما انا رضيت وماعترضتش.. طب ليه؟ ليه؟
وبعد أقل من ست شهور حملت الأم مرة تانية.. والطفل كان فى كامل صحته.. حمدت ربنا كتير.. وعرفت قد ايه ربنا كان شايلها خير كبير.. المهم انها ترضى ومتعترضش ع حكمة ربنا لإنها متعرفش الخير فين..
رحاب المليحي