- ايه ده يا عم ده!!! ده شكله ساذج ولاعبيط
- لا، هو بس طيب زيادة عن اللزوم
هل الطيبة اصبحت سذاجة وعبط؟؟ هل أصبحت شيئاً غريبا فى هذا العالم؟ هل أصبح الشر والخبث واللعب بالبيضة والحجر أموراً عادية لا تلفت الانتباه؟ أما الطيبة فأصبحت نكر’ فى الغابة التى نعيش فيها.. الكبير يأكل فيها الصغير والقوى يضرب فيها الضعيف والغنى يستكثر الفتات على الفقير..
هل هذا يطلق عليه غابة أم حرب أم حياة؟؟
فلكل مسمى منهم قواعده.. الغابة يحكمها كبيرها وزعيمها.. وأيضا القوى له الحق فيها أن يأكل الضعيف.. والكل يعرف حجمه ومقداره..
والحرب لها أيضا قواعدها وأحكامها مهما اختلفت.. ففى النهاية لكل من الطرفين حق فى المحاربة باستماتة والدفاع عن نفسه لتحقيق النصر بشتى الطرق..
ولكن ماذا عن الحيـــاة التى نعيشها الآن؟ والتى ضاعت منها كل المشاعر الصادقة والأحاسيس الدافئة والقلوب التى تقف بجانب بعضها البعض عند الشدة.. ضاعت منها الابتسامة العذبة والثقة بالناس والأمانة والعقل الخالى من الهموم والأحزان.. ضاعت منها لمة الأسرة وصلة الرحم وصديق مخلص يفرح لفرحك ويحزن لحزنك.. ضاعت منها الأخ الذى يضحى من أجل أخيه والروح الرياضية فى تقبل الفشل والهزيمة..
تجد فيها مشاعر زائفة متقلبة حسب الموقف، مصلحة فوق كل شىء، انعدام الثقة والأمانة بين الناس، عقول وقلوب مهمومة وحزينة، النظر دائما لما فى يد الآخرين، عدم الرضا بنعم الله علينا، حسد وحقد على كل من يملك ما ليس معنا، استماتة فى جلب النقود بكل الوسائل، صلة الرحم أصبحت عن طريق الهاتف أو الأنترنت..
ما هى لعبة الحياة؟؟ وهل للحياة لعبة يجب أن تعرف قوانينها وقواعدها حتى تستطيع التعامل معها وكسبها!!!
فمثلا من أكثر اللعبات دناءة أن تثق بإنسان ثقة عمياء ولا تسمح لأحد أن يتكلم عنه فى غيابه.. وإذا طلب منك مساعدة سواء مادية أو معنوية فلا تفكر حتى إذا كانت فى استطاعتك أو لا.. بل انك تقدم علي مساعدته حتى قبل سؤاله لك.. وبعدها ودون سابق انذار تجده أول من يطعنك فى ظهرك سواء بالقول أو بالفعل..
ومن اللعبات النارية أن تكون بوجهين.. انفصام تام فى الشخصية.. تتكلم مع الصديق كأنه أخ حميم ومن وراء ظهره تقول عنه كل ما تتخيله من إساءة ..
أما ما يحزن، انه منذ وقت ليس ببعيد كان الأخ يفرح لفرح أخيه ويدعو له بالمزيد ويحزن لحزنه ويدعو له بزوال الغمة.. ولكن فى الألفية الثالثة اصبح الحقد والحسد يملآن قلب الإنسان حتى فى الحزن.. فلا أحد يريد أن يعيش فى حاله مكتفيا بما لديه من نعم.. فالكل كالبحر يحب المزيد، الكل يريد الوصول لكل ما يميزه ويجعله الأفضل دائما والأنظار عليه.. حتى لو اضطر للوصول عن طريق الكذب والخداع وأن يزيح مسلما مثله من طريقه ويقطع رزقه لينعم هو بحياة أفضل ؟؟؟ فإنه لن يبالى..
ها هى لعبة الحياة.. فهل تجيد قواعد اللعبة؟؟؟ هل فزت فيها من قبل، أم أنك دائما الأخير؟ إذا أردت أن تتفوق على خصمك فى لعبة الحياة فعليك أن تنزع من قلبك الصدق والإخلاص والأمانة والحياء والطيبة والثقة وكل الصفات الطيبة التى ميزنا الله بها عن سائر المخلوقات منذ بداية الخليقة.. وقتها تأكد أنك ستنجح وبجدارة فى الفوز بلعبة الحياة وستكون الأول دائما وبلا منازع..
رحاب المليــــــــــــــحى