كانت دايما (نورا) تبدأ يومها بإبتسامتها الصافية البريئة.. ابتسامتها مابتفرقش وشها ومهما كانت من جواها زعلانة أو مهمومة فهى ع يقين إنها لو تناست همها ووهمت نفسها انها مبسوطة.. مع الوقت الوهم هيبقى حقيقة..
زى بالظبط اللى بيكدب كدبة ويصدقها.. مع الفارق طبعا
نورا دكتورة أطفال قد الدنيا.. بتحب الأطفال قوى وبتعرف ازاى تتعامل معاهم.. وتعرف ازاى لو طفل دخلها وهو بيعيط.. يطلع مبسوط وحاببها وعايز ميعاد الاستشارة يجي قوام عشان يشوف نورا تانى بإبتسامتها الدافية، اللى تطمنه بيها انه زى الفل وانه بيدلع.. وانه لو سمع كلام مامته فى كل حاجة.. هيبقى جامد ويكبر بسرعة
نورا ماكنش ناقصها حاجة.. بس كل ما كان يصادف وتبص ف المراية تختفى ابتسامتها.. عشان هى تخينة قوى.. كانت دايما بتهرب من انها تبص ع جسمها ف المراية.. كانت عارفة إنه غصبا عنها.. وإنها عملت كل حاجة عشان تنزل من وزنها بس مفيش فايدة.. تأقلمت ع شكلها وع صعوبة إنها تلاقى هدوم ليها بسهولة.. ورضيت بحالها عن اقتناع.. وحمدت ربنا
وكانت دايما تقول ف نفسها: ان مفيش حد بياخد كل حاجة.. الحمدلله ع كل حال
كانت كل ما تيجى تنام بليل تقعد تفكر ف يومها كان عامل ازاى.. تعاتب نفسها ولو لقيت أى تصرف غلط عملته تنوى انها تصلحه تانى يوم.. بس دايما كانت دماغها بتقف عند فكرة معينة.. إنها بقيت 35 سنة ولسه ماتجوزتش.. وبرغم انها اجتماعية جدا وحوليها ناس بيحبوها قوى.. إلا انهم كلهم بيعاملوها إنها أختهم مش أكتر
نورا مقتنعة إن عدم جوزها لحد دلوقتى سببه وزنها الزيادة.. وان أى راجل عايز (مُزة) يتجوزها عشان (يتفشخر) بيها وسط أصحابه.. ده غير عقلية بعض الرجال اللى شايفين ان اللى هيرتبطوا بيها لازم تكون رُفيعة.. لإنها إذا كانت مليانة من قبل الجواز، أومال لما تحمل وتخلف هتبقى عاملة ازاى؟
كانت احيانا يصعب عليها نفسها وماتفوقش من تفكيرها غير لما تحس بدموعها مغرقة وشها.. لكن ع طول تمسح دموعها وتحمد ربنا ان حالها احسن من ناس كتير..
بعد حوالى سنة وفى عيد ميلادها الـــ 36
أصحابها فاجأوها بتجمعهم عشان عيد ميلادها وبلالين وتورتة وشمع.. وجو ضحك وتهريج وحاجات حلوة كتير
ويصادف ان (أحمد) صاحب زميلها يحضر العيد ميلاد بمحض الصدفة.. ويُعجب بيها وبطريقتها السلسة ف التعامل وبحب كل اللى حواليها ليها.. ويشوفها أجمل واحدة ف الدنيا
ومع الوقت اتقاربوا اكتر ونورا حبته قوى..
وسألته: انت فعلا بتحبنى؟ مش شايف ان انا اللى حد ما تقيلة ف الحركة ومش هشرفك قدام .....؟
يحط ايده ع بوقها ويقولها: ماتكمليش.. مفيش حد كامل ع وجه الأرض.. ايه يعنى انك مليانة شوية؟ طب ما انا ممكن أخد راقصة بالية مفيش ف جسمها غلطة.. وبعد الجواز تبقى دولاب متحرك
ضحكت وضحك واتجوزوا وكانت طايرة من السعادة.. بتحمد ربنا ليل نهار ع السعادة اللى ماكنتش يوم تحلم بإمتلاك نصها حتى
وبعد سنتين جواز وبعد ما كانت قربت تفقد الأمل ف الإنجاب.. وشايفة برضه انه لنفس السبب اللى هو وزنها الزيادة
اراد الله عز وجل انها تحمل فى توأم
ماكنتش مصدقة نفسها.. كانت حاسة انها بتحلم..
تقول للدكتور: انت متأكد؟ طيب بص تانى ع السونار ربنا يكرمك لا تكون غلطان.. توأم متأكد؟؟!!
الدكتور يضحك ويقولها: غلطان؟ انتى جاية لدكتور ولا بياع بطاطا؟ يا مدام نورا
وجت اللحظة الحاسمة، لحظة الولادة.. يتعالى صراخ نورا سعادة ووجع ف نفس الوقت اخيرا بعد تسع شهور هتشوف ولادها الاتنين.. اللى رفضت انها تعرف ولاد ولا بنات.. لإنها راضية بكل اللى يجيبوا ربنا
يمسك احمد إيديها وهى داخلة أوضة العمليات.. يبتسم لها ابتسامة مليانة خوف وقلق عليها.. يطمنها انها هتبقى كويسة وهتدخل واحدة هتخرج تلاتة
بس قلبه كان مقبوض.. بس كان عمال يطمن نفسه انه بسبب خوفه ع مراته وع ولاده وانه اكيد مفيش حاجة تانية.. ان شاء الله خير
تغيب نورا ساعة، ساعتين فى اوضة العمليات.. احمد يكاد يموت من شدة قلقه عليها ومفيش حد عشان يطمنه..
ف اللحظة اللى كان احمد هيقتحم أوضة العمليات عشان يدخل يطمن ع نورا.. خرج له الدكتور
احمد جرى عليه، قاله: طمنى يا دكتور، ولاد ولا بنات؟؟
الدكتور وشه ف الارض مش عارف ينطق
فى ايه يا دكتور؟ رد عليا
الدكتور يحط ايده ع كتف احمد يقوله: البقاء لله
احمد وشه يصفر رجليه مش شايلاه يقوله: ف مين؟ ف جنين منهم قصدك؟
الدكتور مايقدرش يمسك دموعه: ف التلاتة يا احمد.. ربنا يصبرك يابنى ع ما ابتليت
رحاب المليحي