فتحت (ملك) عينيها مفزوعة تتلفت حولها لا تعرف اين هى.. حاولت أن تعصر ذاكرتها لكى تتذكر أى أحداث سابقة قد أوصلتها إلى ما هى فيه الأن.. كل ما استطعت تذكرهُ إنها كانت تجلس فى غرفتها منتصف الليل أمام شاشة الكمبيوتر.. وفجأة خرج من الشاشة شعاع قوى ارغمها ان تغلق عينيها حتى لا تفقد بصرها من قوة الشعاع.. هذا كل ما استطاعت (ملك) تذكرهُ.. ولكن اين هى الآن؟ ترقد فى فراش ليس فراشها وفى غرفة نوم ليست غرفتها التى تحبها وتحب الجلوس فيها معظم الوقت.. فأين هى؟
قامت (ملك) من الفراش تتحسس المكان، تنظر حولها تحاول ان تجد أى شىء يساعدها على معرفة مكانها ولكن بلا فائدة.. كانت الغرفة مظلمة فلم تستطيع معرفة إذا كان الوقت نهارا أم ليلا.. فتحت ستائر الغرفة فلم تجد الشمس الحارقة التى اعتدت ان يتسلل شعاعها نافذة غرفتها.. بل وجدت لونا باهتا للنهار يميل إلى الضباب.. نظرت من النافذة فإذا بها تجد عالما أخر لم تتعود رؤيته من قبل.. كانت الشوارع نظيفة وإشارات المرور تعمل.. ليس هذا فقط ولكن ايضا تحترم السيارت اشارت المرور وتقف عندما تكون الإشارة حمراء.. وبالتالى يمر المارة بسهولة وهدوء.. وبرغم زحام الشارع إلا إنها لم تسمع اى شتائم ولم تسمع صريخ آلات التنبية التى طالما أفزعها من نومها كثيرا..
- "أنا فين؟؟؟ يمكن شعاع الكمبيوتر كان شعاع عبر الزمن.. نقلنى لدنيا تانية وقرن تانى!! هو أنا اتجننت وللا إيه.. الكلام ده فى الأفلام الأجنبى لكن أنا على أرض الواقع.. أمال أنا فيييين؟؟؟؟؟؟"
نظرت مجددا فى المكان حولها.. فلم تجد نفسها فى غرفة نوم وإنما شقة كاملة فى غرفة واحدة.. هل هذا معقول؟؟
كانت الغرفة تحتوى ليس فقط على فراش وإنما على ثلاجة صغيرة وحوض ودورة مياة صغيرة يفصلها عن الغرفة باب صغير..
- أنا مش مصدقة كل اللى حوليا ده.. أنا فى حلم وللا فى علم.. فين بابا، فين ماما؟؟.. يا ماماااااااااا انتى فين؟؟ أنا خايفة قوى يا بابا
جرت (ملك) ناحية الباب ... خرجت وتركته مفتوحا.. نزلت إلى الشارع تحاول أن تجد من يساعدها فى معرفة المكان والزمان حتى لو اعتقد الناس انها مجنونة لا يهم.. ولكن المهم أن تجد نفسها لتعرف اين ذهب عالمها الذى تحبه..
- لو سمحت.. يا أنكل لو سمحت من فضلك.. هو مش بيرد عليا ليه؟؟؟ طيب يا طنط لو سمحتى.. انتِ يا ست انتِ
- “Yes, r u talking to me”?
- هااااه.. دى احلوت اوى.. أكلمها إزاى دى!!
رجعت (ملك) إلى غرفتها مُحبطة، أغلقت الباب عليها لا تعرف ماذا تفعل.. تتمنى أن تستيقظ من هذا الكابوس فى أسرع وقت ممكن..
- الموبايل.. فين موبايلى علشان أكلم ماما تيجى تاخدنى من المكان الغريب دة ؟
- ماما، ماما إنتى فين؟؟ أنا فين يا مامتى، أنا فين؟؟
- أيوه يا حبيبتى.. عاملة ايه وحشتينى.. أخبـــ ......
- ألو، ألو، ماما ماما.. متسيبينيش من غير ما تقولى لى أنا فين.. ماماااااا
- الرصيد خلص.. ده وقته ده!!! وحشتها؟؟ يعنى هى عارفة إنى مش معاها.. كده يا ماما بعتينى رخيص.. طب كنتِ قوليلى كنت هاسيبلك البيت بكرامتى...... إيه ده كمبيوتــــــــ ...........
تك.. تك.. تك
- الباب.. الباب بيخبط.. يا ترى مين؟؟ يمكن يكون حد يعرفنى.. آه اكيد حد يعرفنى.. أنا هفتح أنا جاية اهو ...
- افتحى يا حبيبتى.. إنتى نايمة وللا إيه؟
- حبيبتك؟؟؟؟ إنت مين؟
- أنا جوزك!!! حد ينسى جوزو
- جوزى؟؟؟؟؟؟؟ لأ مش ممكن.. مش معقول.. كده يا مامتى تعملِ فيا كده؟؟
- يلا افتحى بقى بلاش هزار تقيل
- هو انا أعرفك علشان أهزر معاك!! عموما هفتحلك علشان أفهم الحكاية
- مالك يا ملك؟؟؟ ما انا سايبك نايمة وكويسة
- ممكن لو سمحت يا ...... هو انت اسمك ايه؟؟
- خدامك محمد
- هاهاها.. أنا آسفة بس أنا مش فاكرة حاجة خالص
- بصى يا ستى.. الحكاية وما فيها إننا اتجوزنا فى مصر وبعدها جينا هنا على طول
- أيوووة.. هنا بقى ده اللى هو فين؟
- لندن
- لندن؟؟؟ إحنا فى لندن؟؟ من إمتى؟
- من حوالى شهرين
- فعلا؟؟ ممممم أمال انا مش فاكرة حاجة ليه؟؟؟ طيب.. إنت عايز إيه بقى؟
- عايز آكل.. طبختيلنا إيه النهاردة يا ملوكتى؟
- طبخت؟؟ هو أنا بعرف أطبخ؟
- بتعُكى.. احمم قصدى طبعا يا حياتى ده أكلك تحفة.. شكلك مطبختيش.. عموما دى فرصه هايلة علشان ادوقك أكلة من إيدى.. وفرصة اخد أجازة من طبيخـــ... قصدى تاخدى أجازة من الطبيخ
- هاااه، أنا برضه بقول كده.. إلا هى دى شقة ولا أوضة نوم ولا أوضة فول اوبشن ؟
- ده استوديو فلات.. يعنى حاجة صغيرة كده على قدنا وسعرها معقول وبتوفى الغرض لحد ما ربنا يفرجها
- ااااه قلت لى.. هو أنا بقى قبل الجواز كنت أعرف إنى هعيش فى شقة متر فى متر كدة؟
- نعم؟؟ قصدك إيه؟ طبعا كنتِ عارفة كل حاجة.. ومرسيكى على البير وغطاه من قبل ما تيجى
- طيب، طيب.. ما تتحمقش كده ، ده سؤال برئ مش قصدى من وراه حاجة
- يلا الأكل جاهز.. يارب يعجبك
- آه حلو.. هو أنا بقى بعرف أطبخ إيه؟
- هااااه.. آه مقولكيش بقى على طبيخك يطير العقل.. مرة مثلا عملتى ملوخية ونسيتى تحطى عليها ثوم.. بس مرة تانية حطيتى الثوم لكن نى نسيتى تحمريه.. كان عايم بقى على وش الملوخية مقولكيش حكاية.. ومرة كنتى هتعملى فراخ على انها سمك بس ربنا ستر.. وعملتيها على انها لحمة وقلتلى جامدة قوى اللحمة البيضا دى.. مرة بقى قلتِ تدوسى بقى فى أكلة جامدة فعملتى مكرونة بالباشيمل.. لكن ماحطتيش لحمة مفرومة فى النُص.. ليه بقى، علشان كنتِ خايفة لا تبوظ منك فقلتى تجربى أول مرة من غير لحمة..
- احمممم... إيه ده؟؟ كانت حلوة طبعا مش كده؟؟
- آه طبعا ودى فيها كلام كان مصيرها الزبالة.. مش علشان حاجة لكن أصل كان ناقصها شوية .... ملح، آه هو ملح..
- الزبالة؟؟؟ عموما طمنتنى على نفسى.. هقوم بقى أغسل ايدى
- إنتى بتعملى ايه يا حبيبتى؟
- باغسل إيدى.. إيه مش باين؟
- قصدى بتغسلى بإيه؟؟ ده شامبو مش صابون إيدين
- ...... هى إيه البلد اللى كل حاجة فيها غريبة دى.. خلاص مش غاسلة
- ماتضايقيش نفسك.. تيجى نخرج نشم هوا؟
- لأ، الجو شكله كئيب.. إيه ده دى بتمطر كمان.. لا يا عم.. حد يخرج فى المطرة؟
- إيه يعنى ما هى بتمطر طول السنة.. والحياة ماشية طبيعى.. هنقعد يعنى فى بيوتنا طول السنة مثلا ولا إيه ؟!
- ما هى ناقصاك.. بقولك إيه تعال نتفرج على التلفزيون أحسن
- ماشى الكلام
(بعد ساعة أمام التلفاز)
- .............. خخخخخخخخخخخخخ
- ماله نام زى الفسيخة الدايخة كده ليه؟؟ بس تمام كده.. أقوم بقى أقعد على النت شوية أكلم أصحابى......... لأ لأ حراااام.. الشعاع ده تانى.... لأ لأ ... يا ترى مودينى على فين المرة دى.. يا محمددددددددددددددددد
رحاب المليــــــــحي