ف لندن ممنوع الضرب او حتى الزعيق.. اقصى حاجة تعاقب بيها طفلك.. انك تذنبه ف اى مكان ف البيت وتمنعه من حاجة بيحبها
طبعا الكلام ده مايكولش معانا احنا العرب.. يجيب مع الانجليز ممكن،
براحتهم هما اصلا باردين وع قلوبهم مراوح.. ولا عندهم عيب ولا حرام ولا كدة كُخ
بس خلينا نحط الكلام ده ع جنب دلوقتى
وندخل ف موضوع تانى
ان اى كلام الطفل يقوله للمدرسة لازم ولابد يتاخد بيه.. ولازم يحققوا فيه ويعرفوا اذا كان صح ولا من خيال الطفل
زى مثلا
بنت مصرية (7 سنين) ف تانية ابتدائى قاعدة تتاوب ف الفصل..
سألتها المُدرسة عن سبب كسلها؟
قالت لها البنت انها مانمتش كويس عشان اخوها احمد كان عمال يعيط طول الليل
المُدرسة راحت لاحمد (5 سنين) فى الحضانة.. تسأله هل كلام اخته صح ولا لأ؟ ولو صح كان ايه سبب عياطه طول الليل؟
الولد رد بكل براءة قالها اه صح، اصل ماما مسكتنى ضربتنى ف الحيطة
طبعا كدة الموضوع إغمق ودخل ف الجد.. المُدرسة بلغت المدرسة
والمدرسة بدورها قعدت اربع ايام تستجوب ف ايمى واحمد.. كل يوم يسألوهم نفس الأسئلة والولاد يردوا بنفس الاجابات.. بما يعنى ان كلامهم اكيد اكيد صح واكيد اكيد خيالهم مش واسع
كل ده والاب والام ميعرفوش اى حاجة ولا المدرسة بلغتهم ولا حتى ولادهم قالولهم حاجة نهائى
بعد الاربع ايام وبعد ما الولاد مايغيروش اقوالهم.. اتصلت المدرسة بالأم وبالأب، وطلبت حضورهم ف التو واللحظة
وبدأ معاهم التحقيق ف كلام ولادهم،
انكرت الأم ووضحت للمدرسة ان بنتها كانت تعبانة وحرارتها عالية وده سبب عدم نومها.. اما بالنسبة لكلام ابنها ف ده كان مفاجأة لها وانها ولا جت جنبه ولا ضربته خالص
ولما سألوا الأب انكر هو كمان كلام ولاده وانه مش حقيقى.. سألوه اذا كان واثق ان مراته ماتعملش كدة ؟ جاوب من غير تفكير انها طبعا ماتعملش كدة
روحت الأم البيت وهى متغاظة من ولادها.. ولما الولاد رجعوا سألتهم فى هدوء مصطنع هل هما فعلا مصدقين اللى قالوه!
ردت ايمى: معرفش انا قلت كدة وخلاص
رد احمد ف لا مبالاة: زمان وانا صغير ضربتينى
حاولت تفهمهم وهى بتجز ع سنانها ان اللى هما بيعملوه ده اكبر غلط.. عشان ممكن جدا البوليس ياخدهم ومايشوفهاش تانى
ورجعت تانى سألت احمد: هو انا مسكتك خبطتك ف الحيطة؟
قالها: انا كان قصدى اختى زقتنى وانا بلعب معاها.. هما اللى فهموا غلط
تانى يوم
راحت الأم المدرسة تقولهم الولد بيقول انه كان قصده اخته مش أمه.. وانتوا اللى فهمته قصده غلط.. بعد ما مشيت جابوا احمد سألوه
رد ف هدوء: ماما اللى قالت لى اقول كدة.. قالت لو ماقلتش كدة البوليس هيجي ياخدها
زاد الأمر تعقيدا
بلغوا الأم بأقوال الولد، وطلبوا منها تمضى إقرار ع نفسها بعدم التعرض لولادها.. وده طبعا يديهم الحق ف اى لحظة لو اتكرر الموضوع ده تانى انهم ياخدوهم منها بسهولة.. رفضت الأم انها تمضى وقالت لهم انا معملتش فيه حاجة ومش همضى لإنى لو مضيت ده معناه انى ضربته فعلا وانا ماضربتوش
الإخصائية الإجتماعية اللى بتحقق ف الموضوع من بدايته قالت لها انا مصدقاكى بس ف نفس الوقت مصدقاه لإنه ثابت ع اقوله
حكيت لها الام ع موقف حصل منه
إنهم عندهم قطة.. وف يوم بيدورا عليها مش لاقينها ف البيت خالص.. سألوه ماشفتهاش؟ قالهم دى كانت واقفة ناحية الشباك ونطيت وقعت ماتت
وف الاخر لاقوه مخبيها ف درج من ادراج مكتبه
سألتها الأخصائية عن السبب من وجهة نظرها اللى يخليه يقول كدة! قالت لها الام يمكن عشان عرفناه ع التكنولوجيا بدرى من اى فون لاى باد لبلاى استيشن ف خياله بقى واسع.. يمكن عشان متدلع شوية زيادة.. مش عارفة بصراحة
طلبت الأخصائية الاجتماعية زيارة الولاد ف بيتهم عشان تشوف ازاى عايشين ولعبهم واوضتهم.. وفعلا راحت ف الميعاد المتفق عليه
ايمى كانت اعصابها تعبت من اللى بيحصل والتحقيق والاسئلة الكتير.. وكانت فعلا خايفة لا يجى البوليس ياخد مامتها وماتشوفهاش تانى
ف لما الاخصائية سألتها ردت البنت بتوتر احنا كويسين ومبسوطين ومش عايزينك هنا وياللا امشى
اما احمد ف الموضوع ده فرعنه بزيادة وحس ان بقاله ضهر او مصدر قوة.. برغم انه خمس سنين وبرغم انه مش بيقول ده بلسانه.. لكن ممكن قوى تحسه من نظرة عينيه اللى بقيت قوية وحادة.. واللى هو مش همه حد وعرف طريقه وعرف ازاى يضايق اهله لو فكروا يضايقوه ولا يعقبوه
فلما الاخصائية سألته جاوبها ف برود انه زهق بقى من الموضوع ده ومش عايز يتكلم فيه تانى
احتارت الاخصائية ف الموقف، لكن ف النهاية جت ف صف الأم وقالت احيانا الولاد بيكون خيالهم واسع بزيادة وقفلت التحقيق ع كدة وانتهى الموضوع
بس ده لا يمنع ان الأم بقى ليها ملف اسود ف المدرسة ولو اى حاجة حصلت تانى مش هيبقى فيها تهريج
وان قلبها وجعها من ابنها اللى هو نور عينيها واللى كل طلباته بتجيله.. وحسيت فجأة بالغدر من اقرب حد ليها
ونرجع ونقول ادى اخرة الغربة واللى بناخده منها
رحاب المليحي