استيقظت (فاطمه الزهراء) على رنين منبها يُعلنها بإن نور الصباح قد اشرق وحان وقت الذهاب إلى المدرسه.. فعزمت على القيام من فِراشها.. ولكنها تذكرت إن والدتها علمتها أن تُسمى قبل البدء فى أى عمل.. فإبتسمت لإنها دائما تحرص آلا تُخالف كلام والديها..
وبعد أن سمت وتوكلت على الله قامت لتغتسل وتُصلى ثم ارتديت ملابسها وأسرعت لمُساعدة والدتها فى إحضار الإفطار..
قابلتها أُمها بإبتسامتها الصافيه المُعتاده وقبلتها فى حُب.. وقبل أن تسألها فاطمه عن إن كانت تريد مساعدتها فى إحضار الطعام.. أجبتها أُمها بإنها قد انتهيت من إحضار الطعام.. ولكنها تُستطيع المساعده فى ترتيب المائده..
وبعد أن أصبح كل شئ مُعد على المائده.. شاركهم والدها فى الجلوس على المائده بعد أن ألقى عليهم السلام..
وسأل (فاطمه) عن أحوالها وعن دراستها.. فأجابته (فاطمه) إن كل شئ على ما يُرام.. وإنها لا تتنازل أبداً على أن تكون الأولى على فصلها فى المدّرسه.. فأبتسم الأب فهو واثق من إبنته ومن تفوقها..
وجاء من بعيد صوت زُمارة سيارة المدّرسه.. فقامت (فاطمه) مُسرعه وألقت على والديها السلام وذهبت لتلحق بالأتوبيس بعد أن أخذت الطعام الذى يُكفيها فى ساعات الدراسه الطويله..
وبعد أن وصلت (فاطمه) إلى مدرستها.. ألتقت بصديقاتها وتبادلوا اطراف الحديث.. حتى دق جرس أول حصه.. فأسرعت كل فتاه على فصلها.. وأسرعت (فاطمه) وصديقتها (ملك) الذهاب إلى فصلُهم إستعداداً لبدء اليوم الدراسى بكل نشاط وحيويه..
وكانت من عادة (فاطمه) الجلوس فى الفصل بجانب صديقتها (ملك) التى تُحبها وتعتبرها أقرب صديقه لها.. ودائما ما يشتركوا فى كل شئ الطعام، اللعب، المُذاكره، حتى اللحظات المُفرحه وأيضاً الحزينه..
وبرغم حُبها الشديد (لملك) إلا إن (ملك) كان بها عيب يُحزن (فاطمه) وهو عصبيتها المُفرطه حتى على أقل الأسباب..
وكثيراً ما كانوا يختلفون بسبب عصبية (ملك) على اسباب تافهه.. ولكن سريعاً ما كانوا يصطلحون ايضا.. لأن (فاطمه) تعرف مدى طيبة ورقة مشاعر صديقتها..
ولكن فى بعض الأحيان كانت تذهب (فاطمه) حزينه لأُمها تحكى عليها عن طريقة صديقتها الجافه معها.. وكانت الأُم تحاول بهدوء أن تُحلل الموقف بينهم.. وتوضح لها أخطاء كل واحده منهم.. ثم تنهى الأُم دائما حديثها مع إبنتها بأن تُذكرها إن ليس على وجه الأرض من هو كامل.. وإن الكمال لله وحده.. وإن علينا أن نُحاول فى تغيير بعض الصفات السيئه التى نراها فى أصدقائنا.. وإن لم ننجح فعلينا بتقابلهم كما هما ولكن نحاول أن نتجنب هذه الصفات التى قد تولد الغضب بين الأصدقاء وبعضهم..
وبعد أن انتهى نصف اليوم دق جرس الراحه التى تستغرق حوالى نصف ساعه.. حتى يُنشط التلاميذ أذهانهم باللعب أو الأكل إستعداداً لبقية الحصص..
وأخذت كل من (فاطمه) و(ملك) طعامهم من الحقيبه.. وذهبوا معاً إلى حوش المدرسه يتبادلون الضحكات..
ويأكلون معا وكل منهم تعطى نصف ما معها لصديقتها.. وبعد الأكل جاء وقت اللعب.. فأخرجت (ملك) لُعبه جديده قد اشتراها لها والدها تقديراً منه على تفويقها فى إختبارات منتصف العام.. وليدفعا للتفوق دوماً..
وأعطت (ملك) لُعبتها لصديقتها فارحه بها لتُشاركها (فاطمه) فى فرحتها باللعب معها.. ولسوء حظ (فاطمه) وقعت منها اللُعبه دون قصد أو تعمُد.. ولم يحدُث للُعبه أى مكروه.. ولكن قبل أن تعتذر (فاطمه) عما حدث.. إنفجرت (ملك) فيها بصوت عال تذُمها ثم نظرت إلى لُعبتها لتتأكد إنها سليمه.. وقتها استطاعت (فاطمه) أن تتكلم وتُدافع عن نفسها وتعتذر لصديقتها.. وأكدت لها إن ذلك حدث دون تعمُد منها.. ولكن (ملك) لم تهدأ بل تمادت فى حديثها الجاف بصوت عال وفى عصبيه مُتناههيه تسأل (فاطمه) بإستهزاء بماذا كان سينفعها أسفها إذا كانت إنكسرت لُعبتها التى تعتز بها..
وجاء بعض الأصدقاء يسألون عما يجرى.. فحكيت لهم (ملك) ما حدث فى ضيق.. ولم تتفوه (فاطمه) بأى كلمه حتى لا تُخطأ.. لإنها تعودت ألا تُعاتب أو تلوم صديقتها غير بعد أن تهدأ تماماً..
ولم يتكلم أى منهم الأخر.. حتى نهاية اليوم.. وفور دخول (فاطمه) المنزل أسرعت على غُرفتها ولم تستطيع منع دموعها.. فلقد تمالكت نفسها امام صديقتها وطريقتها الجافه لها امام أصدقائهم..
فأسرعت إليها أُمها تسألها عن ما بها.. فحكيت لها (فاطمه) القصه كامله دون زياده أو نُقصان.. وأصغت إليها الأُم جيداً.. ثم جاء وقت الأُم لتتكلم.. فقالت لها إنها لم تُخطئ فى شئ.. وإن ما فعلته هو الصواب بإنها تمالكت نفسها ولم تُعاتب صديقتها وقتها حتى لا تكبر الخلافات بينهم دون سبب..
فأجبتها (فاطمه) والدموع مازالت فى عينيها.. بإنها تُحب (ملك) ولكن فى بعض الأحيان لا تستطيع تحمُل عصبيتها وكلامها.. وإنها حاولت مراراً أن تُفهمها إن عصبيتها لا تُحتمل.. وإن ليس كل الناس مُضطرين لتحمُلها.. ومن المؤكد إنهم سيبتعدوا عنها.. لإن لا سبب يجعلهم يتقبلوا طريقتها..
وكانت دائما تقول لى إنى مُحقه.. ولكن الأمر ليس فى يديها لإن ما هى عليه أشبه بالوراثه.. فوالدها ايضا طيب القلب ولكنه مُتقلب المزاج.. وسريع العصبيه.. ولكنه يهدأ سريعاً.. لذلك من الصعب عليها التغيير وعلينا تقبُلها بعيوبها..
وقتها قطعت الأُم حديث إبنتها غير موافقه على كلام (ملك).. وقالت لها إن الأخلاق لا تورث.. وإن من السهل على الإنسان تغيير نفسه سواء إلى الأفضل أو إلى الأسوأ.. وإنه يجب علينا أن نجتهد ونُحاول مره واثنين أن نُغير من أنفُسنا إلى الأفضل..
فلقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إنما العلم بالتعلُم، والحلم بالتحلُم، والصبر بالتصبُر"
ومعنى كلام رسولنا الكريم (ص) إن الأخلاق قابله للتغيير.. فلا يصح أن نختار الطريق السهل.. ونطلُب من الناس أن تقبلنا بعيوبنا.. وحتى إن حدث ذلك وتقبلنا الناس فلن يتقبلنا الله عز وجل.. فإن الله ورسوله (ص) يحبوا من هم أحسننا خُلقا..
وأقتنعت (فاطمه) بكلام أُمها.. وقامت الأُم واتصلت (بملك) وفهمتها خطأها بكل حنان وحُب.. وأكدت عليها أن تُحاول إصلاح نفسها.. قبل أن يكرهها الناس ويغضب منها الله عز وجل ورسوله (ص).. وقدمت لها حلاً.. بإنها عندما تجد نفسها ستتكلم كلام تندم عليه.. تُعد من واحد إلى عشره.. وفى أثناء العد تبدأ فى تهدئة نفسها وأن تُفكر فى الكلام التى ستقوله.. وبعد الإنتهاء من العد ستجد نفسها هدأت ولن تتفوه بكلمه خاطئه..
فتقبلت (ملك) كلام والدة (فاطمه) بصدر رحب.. وأعتذرت (لفاطمه) فى إستحياء عما حدث منها.. ووعدت بإنها ستحاول جاهده التغيير من أخلاقها إلى الأفضل..
تذكر:
- إن الأخلاق لا تنفصل أبداً عن الإيمان
- وإن الهدف الأسمى من بعثة الرسول (ص) هو ظبط الأخلاق
- فلقد قال الرسول (ص): " إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
- فلا رحمه ولا حب ولا إصلاح ولا إطمئنان بين الناس بغير الأخلاق
رحاب المليـــــحى
وبعد أن سمت وتوكلت على الله قامت لتغتسل وتُصلى ثم ارتديت ملابسها وأسرعت لمُساعدة والدتها فى إحضار الإفطار..
قابلتها أُمها بإبتسامتها الصافيه المُعتاده وقبلتها فى حُب.. وقبل أن تسألها فاطمه عن إن كانت تريد مساعدتها فى إحضار الطعام.. أجبتها أُمها بإنها قد انتهيت من إحضار الطعام.. ولكنها تُستطيع المساعده فى ترتيب المائده..
وبعد أن أصبح كل شئ مُعد على المائده.. شاركهم والدها فى الجلوس على المائده بعد أن ألقى عليهم السلام..
وسأل (فاطمه) عن أحوالها وعن دراستها.. فأجابته (فاطمه) إن كل شئ على ما يُرام.. وإنها لا تتنازل أبداً على أن تكون الأولى على فصلها فى المدّرسه.. فأبتسم الأب فهو واثق من إبنته ومن تفوقها..
وجاء من بعيد صوت زُمارة سيارة المدّرسه.. فقامت (فاطمه) مُسرعه وألقت على والديها السلام وذهبت لتلحق بالأتوبيس بعد أن أخذت الطعام الذى يُكفيها فى ساعات الدراسه الطويله..
وبعد أن وصلت (فاطمه) إلى مدرستها.. ألتقت بصديقاتها وتبادلوا اطراف الحديث.. حتى دق جرس أول حصه.. فأسرعت كل فتاه على فصلها.. وأسرعت (فاطمه) وصديقتها (ملك) الذهاب إلى فصلُهم إستعداداً لبدء اليوم الدراسى بكل نشاط وحيويه..
وكانت من عادة (فاطمه) الجلوس فى الفصل بجانب صديقتها (ملك) التى تُحبها وتعتبرها أقرب صديقه لها.. ودائما ما يشتركوا فى كل شئ الطعام، اللعب، المُذاكره، حتى اللحظات المُفرحه وأيضاً الحزينه..
وبرغم حُبها الشديد (لملك) إلا إن (ملك) كان بها عيب يُحزن (فاطمه) وهو عصبيتها المُفرطه حتى على أقل الأسباب..
وكثيراً ما كانوا يختلفون بسبب عصبية (ملك) على اسباب تافهه.. ولكن سريعاً ما كانوا يصطلحون ايضا.. لأن (فاطمه) تعرف مدى طيبة ورقة مشاعر صديقتها..
ولكن فى بعض الأحيان كانت تذهب (فاطمه) حزينه لأُمها تحكى عليها عن طريقة صديقتها الجافه معها.. وكانت الأُم تحاول بهدوء أن تُحلل الموقف بينهم.. وتوضح لها أخطاء كل واحده منهم.. ثم تنهى الأُم دائما حديثها مع إبنتها بأن تُذكرها إن ليس على وجه الأرض من هو كامل.. وإن الكمال لله وحده.. وإن علينا أن نُحاول فى تغيير بعض الصفات السيئه التى نراها فى أصدقائنا.. وإن لم ننجح فعلينا بتقابلهم كما هما ولكن نحاول أن نتجنب هذه الصفات التى قد تولد الغضب بين الأصدقاء وبعضهم..
وبعد أن انتهى نصف اليوم دق جرس الراحه التى تستغرق حوالى نصف ساعه.. حتى يُنشط التلاميذ أذهانهم باللعب أو الأكل إستعداداً لبقية الحصص..
وأخذت كل من (فاطمه) و(ملك) طعامهم من الحقيبه.. وذهبوا معاً إلى حوش المدرسه يتبادلون الضحكات..
ويأكلون معا وكل منهم تعطى نصف ما معها لصديقتها.. وبعد الأكل جاء وقت اللعب.. فأخرجت (ملك) لُعبه جديده قد اشتراها لها والدها تقديراً منه على تفويقها فى إختبارات منتصف العام.. وليدفعا للتفوق دوماً..
وأعطت (ملك) لُعبتها لصديقتها فارحه بها لتُشاركها (فاطمه) فى فرحتها باللعب معها.. ولسوء حظ (فاطمه) وقعت منها اللُعبه دون قصد أو تعمُد.. ولم يحدُث للُعبه أى مكروه.. ولكن قبل أن تعتذر (فاطمه) عما حدث.. إنفجرت (ملك) فيها بصوت عال تذُمها ثم نظرت إلى لُعبتها لتتأكد إنها سليمه.. وقتها استطاعت (فاطمه) أن تتكلم وتُدافع عن نفسها وتعتذر لصديقتها.. وأكدت لها إن ذلك حدث دون تعمُد منها.. ولكن (ملك) لم تهدأ بل تمادت فى حديثها الجاف بصوت عال وفى عصبيه مُتناههيه تسأل (فاطمه) بإستهزاء بماذا كان سينفعها أسفها إذا كانت إنكسرت لُعبتها التى تعتز بها..
وجاء بعض الأصدقاء يسألون عما يجرى.. فحكيت لهم (ملك) ما حدث فى ضيق.. ولم تتفوه (فاطمه) بأى كلمه حتى لا تُخطأ.. لإنها تعودت ألا تُعاتب أو تلوم صديقتها غير بعد أن تهدأ تماماً..
ولم يتكلم أى منهم الأخر.. حتى نهاية اليوم.. وفور دخول (فاطمه) المنزل أسرعت على غُرفتها ولم تستطيع منع دموعها.. فلقد تمالكت نفسها امام صديقتها وطريقتها الجافه لها امام أصدقائهم..
فأسرعت إليها أُمها تسألها عن ما بها.. فحكيت لها (فاطمه) القصه كامله دون زياده أو نُقصان.. وأصغت إليها الأُم جيداً.. ثم جاء وقت الأُم لتتكلم.. فقالت لها إنها لم تُخطئ فى شئ.. وإن ما فعلته هو الصواب بإنها تمالكت نفسها ولم تُعاتب صديقتها وقتها حتى لا تكبر الخلافات بينهم دون سبب..
فأجبتها (فاطمه) والدموع مازالت فى عينيها.. بإنها تُحب (ملك) ولكن فى بعض الأحيان لا تستطيع تحمُل عصبيتها وكلامها.. وإنها حاولت مراراً أن تُفهمها إن عصبيتها لا تُحتمل.. وإن ليس كل الناس مُضطرين لتحمُلها.. ومن المؤكد إنهم سيبتعدوا عنها.. لإن لا سبب يجعلهم يتقبلوا طريقتها..
وكانت دائما تقول لى إنى مُحقه.. ولكن الأمر ليس فى يديها لإن ما هى عليه أشبه بالوراثه.. فوالدها ايضا طيب القلب ولكنه مُتقلب المزاج.. وسريع العصبيه.. ولكنه يهدأ سريعاً.. لذلك من الصعب عليها التغيير وعلينا تقبُلها بعيوبها..
وقتها قطعت الأُم حديث إبنتها غير موافقه على كلام (ملك).. وقالت لها إن الأخلاق لا تورث.. وإن من السهل على الإنسان تغيير نفسه سواء إلى الأفضل أو إلى الأسوأ.. وإنه يجب علينا أن نجتهد ونُحاول مره واثنين أن نُغير من أنفُسنا إلى الأفضل..
فلقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إنما العلم بالتعلُم، والحلم بالتحلُم، والصبر بالتصبُر"
ومعنى كلام رسولنا الكريم (ص) إن الأخلاق قابله للتغيير.. فلا يصح أن نختار الطريق السهل.. ونطلُب من الناس أن تقبلنا بعيوبنا.. وحتى إن حدث ذلك وتقبلنا الناس فلن يتقبلنا الله عز وجل.. فإن الله ورسوله (ص) يحبوا من هم أحسننا خُلقا..
وأقتنعت (فاطمه) بكلام أُمها.. وقامت الأُم واتصلت (بملك) وفهمتها خطأها بكل حنان وحُب.. وأكدت عليها أن تُحاول إصلاح نفسها.. قبل أن يكرهها الناس ويغضب منها الله عز وجل ورسوله (ص).. وقدمت لها حلاً.. بإنها عندما تجد نفسها ستتكلم كلام تندم عليه.. تُعد من واحد إلى عشره.. وفى أثناء العد تبدأ فى تهدئة نفسها وأن تُفكر فى الكلام التى ستقوله.. وبعد الإنتهاء من العد ستجد نفسها هدأت ولن تتفوه بكلمه خاطئه..
فتقبلت (ملك) كلام والدة (فاطمه) بصدر رحب.. وأعتذرت (لفاطمه) فى إستحياء عما حدث منها.. ووعدت بإنها ستحاول جاهده التغيير من أخلاقها إلى الأفضل..
تذكر:
- إن الأخلاق لا تنفصل أبداً عن الإيمان
- وإن الهدف الأسمى من بعثة الرسول (ص) هو ظبط الأخلاق
- فلقد قال الرسول (ص): " إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
- فلا رحمه ولا حب ولا إصلاح ولا إطمئنان بين الناس بغير الأخلاق
رحاب المليـــــحى